انطلقت مساء أمس، الثلاثاء، فاعليات المهرجان الدولى لحرف وفنون النيل، والذى يقام بمتحف النيل بمدينة اسوان تحت شعار "أسوان مدينة الإبداع والتراث" ويستمر لمدة يومين، برعاية صندوق " تحيا مصر" ووزارات الرى والآثار والثقافة ومحافظة أسوان.
جانب من فاعليات المهرجان
بدأت فاعليات المهرجان، الذى حضره ممثلو 6 دول إفريقية، بعزف السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية، وعرض فيلم تسجيلى بعنوان "أسوان مدينة الإبداع والتراث"، ثم كلمات لرموز ضيوف المهرجان، بجانب تكريم عدد من الشخصيات والرموز ومنها تكريم عملاق الأدب العربى عباس العقاد، وتسلمها عنه عبد العزيز العقاد، والموسيقار الراحل أحمد منيب، والتى تسلمها عنه خالد منيب، علاوة على عرض لفرقة رحالة الغنائية العالمية لموسيقى الجاز، وفرقة الشيخ زين للإنشاد الصوفى.
جانب من عزف فرقة الرحالة العالمية
غاب عن حضور الافتتاح وزراء الرى والآثار والثقافة، بجانب غياب الفنانة ليلى علوى، مبعوث التراث لمنظمة اليونسكو، وطاهر أبو زيد، الوزير السابق للشباب والرياضة، ومحافظ أسوان.
جانب من تكريم رموز المهرجان
وفى كلمته التى ألقاها بالنيابة عن وزير الرى، قال المهندس عماد ميخائيل، رئيس هيئة السد العالى وخزان أسوان سابقًا، إن مصر تواجه تحديات كبيرة فى الموارد المائية، خاصة أننا نعانى من عجز فى الميزان المائى لما يقارب من 30 مليار متر مكعب سنويًا، مضيفًا أن الحكومة تعوض هذا العجز بإعادة استخدام المياه أكثر من مرة وبتطبيق برامج متطورة لرفع كفاءة استخدام المياه.
صندوق تحيا مصر راعى المهرجان
وأضاف المهندس عماد ميخائيل، فى كلمته التى ألقاها نائبًا عن وزير الرى، خلال افتتاح المهرجان الدولى الأول لحرف وفنون النيل بمدينة أسوان، مساء الثلاثاء، أن ترشيد استهلاك المياه هدف أساسى فى كل الأنشطة والسياسات المائية لوزارة الرى والموارد المائية، مشيرًا إلى أن رفع الوعى المائى هو وسيلة أساسية لتحقيق ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها من التلوث، وهو الذى دعا وزارة الموارد المائية والرى بتبنى كل الوسائل الممكنة لرفع الوعى المائى.
فرقة الرحالة العالمية أثناء تقديم عرض موسيقى
وأوضح المهندس ميخائيل، بأن نهرالنيل جمع 11 دولة أفريقية ليس للماء فقط، ولكن لمصير مشترك يجمع بين مصر وقارة أفريقيا بشكل عام ودول حوض النيل بشكل خاص، لافتاً إلى أن مصر ترتبط بالقارة السمراء من خلال علاقات تجارية وثقافية قديمة، ورحلة كفاح مشتركة للتحرر من القوى الاستعمارية خاضتها مصر مع دول القارة، خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضى.
شعار المهرجان
وأعلن ممثل وزارة الرى بالمهرجان،عن أنه جار حالياً إنشاء متحف نيلى يجاور قناطر أسيوط الجديدة التى سيتم افتتاحها خلال شهور قليلة، وذلك على غرار متحف النيل الوثائقى بمدينة أسوان، عقب النجاحات التى حققها، مضيفاً أن النجاح الذى تحقق فى متحف النيل بأسوان، شجع وزارة الرى والموارد المائية على المضى قدماً فى تطبيق التجربة بأماكن أخرى، حيث تجرى حالياً إجراءات إنشاء متحف يجاور قناطر أسيوط الجديدة التى سيتم افتتاحها خلال شهور قليلة، مضيفاً أنه سيتم إقامة متحف بالتوازى مع قناة ديروط الجديدة التى بدأت عملية تنفيذها، لافتاً إلى أن كل ذلك يصب فى الهدف الأساسى وهو نشر مزيد من الوعى المائى، ودعى ضيوف المهرجان لزيارة هذه المشاريع العملاقة فور الانتهاء منها.
معارض وثائقية إفريقية على هامش المهرجان
المهندس عماد ميخائيل، أوضح بأن متحف النيل نجح فى العام الأول من عمره فى استقبال ربع مليون زائر من كل أطياف الشعب المصرى ومن كل الشرائح العمرية، بجانب 2500 زائر رسمى عربى وإفريقى، وتلاميذ من 400 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية، و15 ألف طالب من الجامعات المصرية، مشيراً إلى أن المتحف استطاع أن يحفر له مكانة أساسية على الخريطة السياحية لمدينة أسوان، وهو ما يؤكد أهمية تنفيذ مثل هذه المتاحف التى تحقق أكثر من هدف تنموى وثقافى وتخدم بشكل كبير أهداف الدولة المصرية فى تحقيق التنمية المتكاملة.
جانب من معروضات المعارض
وأشار إلى أنه سيتواصل الاهتمام بمتحف النيل بأسوان، خلال الفترة القادمة لاستمرار عمليات التطوير والإضافة، بحيث يحمل كل ما هو جديد لكل زائر يأتى إليه ويشجع كل من زاره مرة أن يكرر الزيارة مرات، لافتاً إلى أنه سيتم تضافر الجهود لتحقيق إدارة اقتصادية للمتحف تستفيد من إمكانياته الكبيرة وموقعه المتميز لتوفير استثمارات تسمح بتقديم خدمة صيانة جيدة تحافظ على محتويات المتحف.
جانب من اللوحات الرسومية بالمهرجان
وأكد ميخائيل، أن فكرة إنشاء متحف النيل بأسوان، لدى وزارة الرى، والذى استغرق بناؤه وتجهيزه 10 سنوات ونحتفل اليوم بعيد ميلاده الأول، أداء دور حيوى يمكنه تجميع التراث المائى المصرى كله فى مكان واحد يؤرخ لنهر النيل الذى وهب للمصريين الحياة والنماء، والتعبير عن هذا التراث بكل الوسائل والتقنيات المساعدة "ماكتيات ومجسمات وأفلام وثائقية ولوحات فنية وبرامج حاسب إلى حديثة".
ممثلو دول إفريقية على هامش مشاركتهم فى المهرجان
وتابع، بأن فكرة إنشاء متحف النيل أيضاً بهدف تكوين نوايا ثقافية للتعبير عن حضارة حوض النيل، فأسس الحضارة فى دول حوض واحدة ومقوماتها تنهض على نقطة الماء سواء الجارية بين جسرى النهر أو المتساقطة من السحاب، كلها مرت على أساس حضارة فيضية، وعلى هذا الأساس تم توفير أماكن بالمتحف لكل دولة من دول الحوض لتعرض فيه نماذج من حضارتها وتؤكد على وحدة المصير والهدف.
فيلم وثائقى على هامش افتتاح المهرجان
عبد الحميد عبد الناصر، السكرتير العام المساعد لمحافظة أسوان، أكد أن إقامة المهرجان الدولى الأول لحرف وفنون النيل، على أرض أسوان يعد فرصة كبيرة لتعزيز أواصل العلاقات الرسمية والشعبية بين شعوب القارة الإفريقية، ويجسد أيضاً انفتاحها لدى القيادة السياسية على العالم بأثره، ولا سيما عودة مصر للحضن الإفريقى مرة أخرى.
ممثلو دول إفريقية يسجلون حضورهم بالمهرجان
وقدم السكرتير العام المساعد لمحافظة أسوان، فى كلمته التى ألقاها نيابة عن محافظ أسوان، الاعتذار لضيوف المهرجان عن غياب المحافظ نظراً لارتباطه بمجلس المحافظين بالقاهرة مساء اليوم، ومرحباً بضيوف المهرجان على أرض أسوان.
المهندس عماد ميخائيل
وقال "عبد الناصر"، إن إقامة هذا المهرجان بمتحف النيل يأتى ضمن فاعليات الاحتفال بعيد أسوان القومى، وأيضاً مرور عام على إنشاء الصرح العملاق متحف النيل الوثائقى، والذى تم إنشاؤه بهدف توطيد العلاقات والروابط مع دول حوض النيل وإفريقيا وتنشيط الحركة السياحية بفكر ورؤية جديدة تتمثل فى تحقيق التواصل بين مدن مصر ومدن العالم.
نائب قنصل عام جمهورية السودان بأسوان
وأشار إلى أن أسوان لها ملامحها الإفريقية فهى بوابة مصر الجنوبية وجسر التواصل لإفريقيا عبر العصور، لأن أسوان فى مقوماتها العديد من القواسم المشتركة والتواصل الثقافى والتراثى والشعبى الذى يرتبط بجذوره وانتمائه لإفريقيا تاريخياً وحضارياً، مؤكداً أن هذا الانفتاح والتعاون نراه واقعاً ملموساً هنا فى أسوان، والتى أصبحت محوراً تجارياً ودولياً ولوجستياً وحلقة اتصال ثقافية وعلمية وشعبية على مختلف الأصعدة والمجالات، خاصة بعد إنشاء طريق "قسطل – حلفا" وافتتاح مينائى قسطل وأرقين البريان على الحدود المصرية السودانية وأيضاً على طريق توشكى أرقين دنقلة بجانب تطوير منظومة النقل النهرى مام ساهم فى زيادة حركة التبادل التجارى بين مصر والسودان وإفريقيا.
جانب من حضور المهرجان
وتابع السكرتير العام المساعد للمحافظة، أن هذه الشراين والنوافذ الجديدة تعكس الاهتمام المصرى حكومة وشعباً على تطوير وتعزيز الشراكة مع دول حوض النيل ليكون مردود ذلك الخير والنماء بما يحقق المصالح المشتركة له.
ومن جانبه، قال عبد الرحيم سر الختم، نائب القنصل العام لجمهورية السودان بأسوان، "يسعدنا أن نكون بينكم محتفلين بهذه المناسبة فى الذكرى السنوية لافتتاح متحف النيل، والذى عاصرنا خطوات إنشاؤه منذ عام مضى، ووقفنا على مجهودات وزارة الرى لإقامة الصرح الكبير الذى يمثل العلاقات المصرية الإفريقية وتحتضنه محافظة أسوان التى شكلت جسراً للشمال الإفريقى، وشهدت المدينة حركة ثقافية وتجارية عقب حقب مختلفة وكانت حاضنة لكل الجنسيات والديانات ومثالاً للتعايش السلمى بين البشر".
تابع الحديث خلال كلمته قائلاً "نحن فى السودان نولى بمحافظة أسوان اهتماماً خاصة، لأنها طريقنا إلى داخل مصر وداخل المحافظات المصرية وتمثل خليطاً ثقافياً واجتماعياً وعرقياً وحضارياً مختلفاً فى أشكاله ومتوائماً ىف معانيه ومضامينه، ومن هنا بدأت الثقافة وكانت الحضارة وانطلقت المعرفة الأولى، وستظل هذه المحافظة نبراساً مضيئاً لباقى محافظات الجمهورية".
ولفت "سر الختم"، إلى أن افتتاح المعابر الدولية ليس قاصراً على خدمة التجارة الدولية فقط ولكنها لخدمة العلاقات الإنسانية والاقتصادية بين الشمال والجنوب بين أوربا عبر مصر إلى إفريقيا عبر السودان، ويجب أن نسن له من القوانين واللوائح ما ينظم حركته ويستوعب الثقافات التى تمر عبره.
وفى كلمته، أكد نصر سلامة، مدير عام آثار أسوان والنوبة، أن متحف النيل بأسوان يمثل أحد الأعمدة الرئيسية للسياحة بالمحافظة، لافتاً إلى أن هذا المتحف ولد عملاقاً قوياً وأصبح مؤثراً فى دول حوض النيل، واستطاع أن يحقق ربطاً حيوياً بينهم، وأن يساهم فى إثراء روح التعاون والمحبة بين شعوب حوض النيل.