أكد السفير العراقى بالقاهرة حبيب الصدر أن الاتفاقية التى وقعتها حكومة بلاده مع مصر لإمدادها بمليون برميل شهريا من نفط البصرة الخفيف ستدخل حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال فى تصريحات إن اتفاقية البترول بين مصر والعراق تم توقيعها فعلا وستدخل حيز التنفيذ خلال الايام القليلة المقبلة وهى عبارة عن شحنات من نفط البصرة الخفيف "مليون برميل شهريا " قابلة للزيادة فيما بعد وبشروط دفع ميسرة.
وأضاف " نحن نقدر عاليا وقفة مصر ومساندتها للعراق عربيا ودوليا ومساهمتها فى الحرب ضد الإرهاب، هذه المساهمة مقدرة ونتفهم انشغالها فى دحر الإرهاب فى سيناء وملاحقتها للخلايا الارهابية، معربا عن تطلعه لرفع وتيرة هذا التعاون فى المستقبل فى شتى الميادين .
وقال إن علاقة مصر والعراق تمتد لأكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد عمر وحضارة الرافدين ووادى النيل والشىء الطبيعى أن يتعاون البلدان ويطورا علاقاتهما فى شتى الميادين والصعد.
وأوضح أن تطوير العلاقات مع مصر ليست انتهازا لفرصة كما يدعى البعض بل هى علاقة استراتيجية وخيار استراتيجى فهى ليست محكومة بزمان أو مكان فهى علاقة استراتيجية يراد منها أن ينهض البلدان ويتكاتفان إزاء كل التحديات الجسيمة فى منطقتنا .
وردا على سؤال حول ما يتعلق بحقوق العمالة المصرية فى العراق قال أن العمالة المصرية كان حجمها كبيرا فى العراق وتم دفع كل مستحقاتها فى ما سمى بـ"الحولات الصفراء" ولكن الجانب المصرى يطالب الآن بفوائد لهذه المستحقات وسينظر فى أمرها خلال اللقاءات الثنائية.
وبالنسبة للاستفادة بالعمالة المصرية مستقبلا قال السفير العراقى : هناك مدن عراقية مدمرة بالكامل وبعد طرد داعش قريبا من هذه المدن فهى تحتاج لإعادة إعمار وبالتأكيد أول ما تفكر فيه الحكومة العراقية هو استقدام العمالة والشركات المصرية لكى تنخرط فى عملية إعادة الإعمار والشركات المصرية تستطيع أن تدخل السوق العراقى وكل الآفاق يمكن أن تفتح بعد أن نطوى صفحة داعش.
وحول الدعم الذى تقدمه مصر للعراق فى حربها ضد الإرهاب .. قال السفير العراقى نحن نقدر أن مصر منشغلة اليوم أيضا بالإرهاب ونجاح الجيش المصرى فى القضاء على الإرهاب منجز يفرح له العراق كثيرا لأن دحر الإرهاب فى العراق يصب فى مصلحة مصر ودحر الإرهاب فى مصر يصب فى مصلحة العراق .
وقال أن وفدا مصريا قام منذ شهرين بزيارة للعراق من أجل الاستفادة من الخبرة المصرية فى إعادة تأهيل مصانع ومنشآت تعطلت ودمرت، وتدريب بعض الموارد البشرية وتقدم دعم لوجستى طبى للمستشفيات العراقية .
وردا على سؤال حول مشكلات الجالية العراقية فى مصر قال أن مشاكل العراقيين مازالت قائمة وهناك إجراءات صعبة جدا بالنسبة للعراقيين وعدم التوسع فى منح تأشيرات الدخول فهم يضمرون الحب للاشقاء المصريين رواغبون فى زيارة مصر .
وأضاف : أن مصر الآن بحاجة لتنشيط السياحة فإذا هى فتحت الباب للعراقيين سيتم تنشيط السياحة بشكل كبير والفنادق والمطاعم وكل مرافق السياحة المصرية، كما أن رجال الأعمال العراقيين إذا سمح بدخولهم سينعشون سوق العقارات فى مصر فهم يتمتعون بقدرة شرائية عالية ولا خوف من دخولهم لمصر فلم يثبت أن قاموا بعمليات إرهابية خارج بلدهم كما أنه ليس واردا أن ينشر فكر معين على الإطلاق .
وقال أن العراقى يريد أن يتمتع بجمال مصر برفقة شعبها الودود المحب للعراق ويقضى عطلة صيفية ويتفقد آثارها على غرار ما هو موجود فى بلده ويعود لبلده بعد ذلك وهذه الحركة ستكون مفيدة جدا للشعبين لا نكتفى أن تكون العلاقة وثيقة بين الحكومتين نريد أن تتوثق أكثر وأعمق بين الشعبين الشقيقين.
وحول انعكاسات الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء التركى يلدريم مؤخرا للعراق والاتفاق على انسحاب القوات التركية من شمال العراق، قال السفير الصدر أن هذه الزيارة مهمة ومنذ البداية هناك تأكيد لرئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى على الحرص العراقى على العلاقات مع تركيا، وديمومة تلك العلاقة لأن الروابط التى تربط الشعبين العراقى والتركى قديمة .
وأضاف "تركيا هى جارة للعراق وبالتالى يمكننا حل كافة المشكلات معها بالطرق السلمية، وهذا هو دأب حكومتنا التى لا تلجأ إلا للحوار والطرق السلمية لحل مشكلاتها، ولذلك فإن نداءات السلام التى أطلقها الدكتور العبادى قد أثمرت عن زيارة رئيس الوزراء التركى إلى بغداد وتم الاتفاق على الحفاظ على وحدة وسيادة العراق وأن يكون موقف البلدين موحدا إزاء مكافحة الإرهاب، كما أن الجانب التركى أكد على موضوع "الباكا كة " (حزب العمال الكردستانى المحظور فى تراكيا) وتواجدهم فى شمال العراق، والعراق بدوره أكد أن هذه المنظمة دخلت العراق بشكل غير شرعى وبلادنا لا تحتضن أية منظمة تأتى من الخارج ن العراق لا يتدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويحاول أن يحل هذه المشكلة وخروج المسلحين الباكاكة من الأرض العراقية، فوجودهم غير مرحب به فى العراق على الإطلاق .
وأوضح السفير العراقى أن هناك ارتياحا تركيا بأن هؤلاء المسلحين سيتم إبعادهم عن العراق بعد الانتهاء من "داعش ".
وشدد السفير الصدر على أن الحكومة العراقية لا تريد وجود أى مسلحين على أرضها بدون موافقتها .
وحول مدى وجود أية ضمانات لذلك، قال السفير الصدر أن تركيا قدمت وعودا فيما يتعلق بتواجدها فى مدينة "بعشيقة" واعترفت أنها مدينة عراقية وتواجدها فى هذه المنطقة كانت تبرره بغايات منها القومى ولكن فى ظل هذه الاجواء الإيجابية سيحل هذا الموضوع بالطرق السلمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة