أكد السفير المصرى لدى نيروبى، محمود طلعت، أن الرئيسين المصرى عبد الفتاح السيسى ونظيره الكينى أوهورو كينياتا تبادلا تقديم الدعوات من أجل عقد لقاء مشترك، مضيفًا "نتوقع زيارة تعقد فى القريب العاجل بين الرئيسين".
وأضاف السفير المصرى، فى حوار ، أن تنظيم هذا اللقاء سيفتح آفاق تعاون كبرى لم تكن موجودة سابقا، وستمثل دفعة قوية جدا.
وفى سؤال حول تقييم العلاقات المصرية- الكينية؟ .. قال السفير محمود طلعت، أن العامين الماضيين، على وجه التحديد، بدأت العلاقات المصرية- الكينية تشهد قفزة كبيرة، حيث تم عقد اللجنة المشتركة السادسة بين مصر وكينيا فى 2015 بعد توقف فترة طويلة بسبب الأحداث التى شهدتها مصر منذ ثورة يناير.
وأوضح أنه تم خلال الأعوام الثلاثة الماضية التوقيع على عدة اتفاقيات منها مذكرة تفاهم فى مجال تصدير واستيراد الحيوانات الحية وهذه وقعت عام 2013، ومذكرة تفاهم وقعت فى 2014 بشأن التعاون فى مجال الزراعة، واتفاقية تعاون ثنائى فى مجال التجارة عام 2015 بما فى ذلك إنشاء لجنة التجارة المشتركة.
كما شهد عام 2015، كذلك التوقيع على اتفاق تعاون بين الهيئة العامة للاستثمار وسلطة الاستثمار الكينية، ومذكرة تفاهم فى مجال المكتبات، ومذكرة تفاهم فى مجال الأرشيف، ومذكرة تفاهم فى مجال التعاون الثقافى، كما تم التوقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مشروع المزرعة النموذجية الكينية وننتظر وصول مسئولى وزارة الرى، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم لحفر آبار للجانب الكينى وبناء سدود للاستفادة من مياه الأمطار، أيضا تم التوقيع على مذكرة تفاهم لـ"مشروع تطوير وإدارة الموارد المائية بكينيا فى 2016.
وأشار السفير طلعت، إلى أن ما حدث خلال الفترة الماضية يدفع العلاقات المصرية الكينية إلى الأمام، وهناك العديد من الاتفاقيات جارى التحضير لها فى أقرب فرصة ممكنة، لافتا إلى أنه من المقرر أن يتم عقد اللجنة المشتركة السابعة فى القاهرة خلال شهر فبراير المقبل وجارى تأكيد الموعد مع الجهات المصرية والكينية.
مؤكدا على وجود حرص شديد من المسئولين الكينيين والمصريين على تعزيز العمل على دعم العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات.
وحول الإجراءات التى يمكن أن تعزز هذه العلاقات، أكد سفير مصر بنيروبى، أن مجالات التعاون متعددة، وجارى التفكير فى إنشاء مجزر إلى مصرى هنا فى كينيا، ونحن فى مصر بحاجة لتنويع مصادر توريد اللحوم .. وهناك ترحيب كبير من جانب المسئولين المصريين والكينيين.
وأوضح أن هناك العديد من المجالات التى يمكن من خلالها تعزيز التعاون المصرى الكينى، كزيادة حصة المستورد من الشاى الكينى، أو إنشاء مصنع أعلاف مصرى وهذا أمر قد يلقى قبولا شديدا من جانب الكينيين لأن كينيا ليس بها مصانع "أعلاف تسمين".. وهو أمر يتيح تحقيق الربحية المشتركة للجانبين فكلما كان الاقتصاد الكينى قويا كلما عاد هذا بالنفع على مصر.
وحول رؤية السفير محمود طلعت، للعلاقات السياسية والاقتصادية المصرية الكينية بما يتناسب مع الثقل الاستراتيجى للبلدين؟ .. قال "نتوقع زيارة تعقد فى القريب العاجل بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الكينى أوهورو كينياتا، سواء بالقاهرة أو نيروبى، لأن الرئيسين تبادلا تقديم الدعوة للجانب الآخر.
لافتا إلى أنه بمجرد تنظيم هذه الزيارة ستفتح آفاق تعاون كبرى لم تكن موجودة سابقا، وستمثل دفعة قوية جدا، خاصة أنها ستكون أول زيارة رئاسية من وقت القمة الإفريقية التى عقدت فى نيروبى عام 1982، وللجميع أن يتخيل مدى أهمية هذه الزيارة.
هناك عدد كبير من الوزراء المصريين قاموا بزيارة نيروبى مؤخرًا، وهناك وفد برلمانى كينى قام بزيارة مصر مؤخرا والتقوا الرئيس السيسى ووصفوه بأنه "رجل صادق"، لكن الزيارة الرئاسية المرتقبة ستأخذ العلاقات بين البلدين إلى بُعدٍ آخر، وستعطى تشجيعا لرجال الأعمال على الاستثمار بشكل أكثر قوة.
وحول حجم التبادل التجارى بين القاهرة ونيروبى .. وما هى سبل زيادة هذا التبادل؟ .. أكد السفير محمود طلعت، أن حجم التبادل التجارى يتراوح وفقا للأرقام الرسمية ما بين 550 و600 مليون دولار، ونحن ثانى أكبر مستورد للشاى الكينى، حجم التبادل التجارى يصب لصالحنا بفارق 100 مليون دولار، وصادراتنا لكينيا متنوعة.
ولفت إلى أن تعزيز التجارة لا يجب أن يكون مع كينيا فحسب ولكن مع دول شرق إفريقيا ككل، وهذا أمر يستدعى تحرك من الكوميسا لإنشاء شركة مساهمة أو التوافق على صيغة لتسيير سفن من دمياط وبورسعيد وحتى كيب تاون جنوبا مرورا بشرق إفريقيا لزيادة حجم التبادل التجارى بين الدول الأعضاء.
وحول رؤية سفير مصر بنيروبى، أن التقارب الكينى- الإسرائيلى يؤثر على العلاقات بين القاهرة ونيروبى، أكد طلعت، أن كل دولة تعمل لمصلحتها، ونحن نمتلك علاقات مع دول أوروبا كلها فى الوقت الذى لإسرائيل علاقات مع الدول الأوروبية دون أن يؤثر ذلك علينا، نحن دولة قوية ولا يعنيها أن تدخل أى دولة فى علاقات مع دول أخرى.
وحول الآليات التى تتبعها السفارة فى العمل بشأن التواصل مع الإعلام الكينى خاصة فى ظل عدم وجود ملحق إعلامى؟ .. قال السفير المصرى أن السفارة المصرية أجرت عدة أحاديث مع الصحف الكينية، وكبريات الصحف والمجلات المختلفة، ومؤخرا أجرينا 5 أو 6 أحاديث نقلنا من خلالها رؤيتنا عن العلاقات المصرية الكينية، وتجمعنا علاقات جيدة مع وسائل الإعلام الكينية .. لكن الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر قد لا تجعل وجود ملحق إعلامى على رأس الأولويات.
وحول عدد مشايخ الأزهر فى كينيا .. وهل هو عدد كاف فى ظل وجود عدد كبير من المسلمين وتزايد المهاجرين الصوماليين؟ .. قال السفير محمود طلعت، أن هناك حوالى 6 مشايخ أزهريين الآن فى مختلف المدن الكينية، العدد منذ فترة كان نحو 56 مبعوثًا أزهريا ومبعوثًا من وزارة الأوقاف، لافتا إلى أن تراجع هذا العدد كان سببه أن الحصول على موافقات الإقامة كان يتم بصعوبة شديدة، ومع تنامى الفكر المتطرف ومع مرور كينيا ببعض الوقائع الإرهابية المختلفة ومن خلال التواصل مع مختلف المسئولين أؤكد أنهم على قناعة تامة بأهمية محاربة الإرهاب عن طريق اقتلاع جذور الفكر المتطرف، وجارى العمل على التواصل مع المسئولين الكينيين للوقوف على احتياجتهم من مشايخ الأزهر.
وحول خطة السفارة المصرية بنيروبى لإحداث نوع من التقارب الثقافى بين مصر وكينيا فى ظل عدم وجود مُلحق ثقافي؟ .. أوضح السفير محمود طلعت، أن هناك اتفاق موقع للتعاون الثقافى، وتم تنظيم أكثر من يوم للسينما المصرية بالمشاركة مع مجموعة "دول عدم الانحياز"، لكن مع الأسف الإقبال على السينما المصرية لم يكن كثيفا وهذا يستدعى مجهودا أكبر من السفارة.
لافتا إلى أن هناك أشياء أخرى يمكن أن تندرج تحت إطار التعريف الثقافى مثل المنح التعليمية التى تقدم من الأزهر ووزارة التربية والتعليم لكن لا توجد استفادة منها لأنها تشترط الدراية باللغة العربية وهذا يعنى أن يتم منح دورات تدريبية باللغة العربية لمدة عام على الأقل لكى يتم قبولهم فى الجامعات، هذه الدورات غير مفعلة حاليا لكن سيتم العمل على ذلك خلال الفترة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة