عمال المحاجر.. عزيمة تكسر الجبال

الأربعاء، 11 يناير 2017 10:44 ص
عمال المحاجر.. عزيمة تكسر الجبال عمال المحاجر
كتب رضا حبيشى ـ تصوير كريم عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"مختار رمضان".. سائق بلدوز فى "محجر كسارات" وادى حجول بالسويس.. ومحجر الكسارات لمن لا يعلم يستخرج منه "السن" أو ما يعرف بقطع الحجارة الصغيرة المستخدمة فى إنشاءات الطرق.. وتحديدا فى طبقات الأساس والطبقة الأسفلتية من الطريق.. عم رمضان يقضى حياته فى الجبل على البلدوزر الذى يقوده يقشط طبقات من الجبل.. يكاد لا ترى ملامح وجهه بفعل الأتربة التى تغطى وجهه.. يعيش حياة الجبل بما فيه من عقارب وثعابين بدون أى وسائل اتصال بالعالم الآخر.

"عم رمضان" يقضى 15 ساعة يوميا على البلدوزر الذى يقوده يكسر فى الجبل من 6 صباحا حتى 11 مساءً.. يحقق ساعات عمل إضافية لزيادة دخله الشهرى.. راضيا بعمله رغم ما يواجهه من شقاء.. لا يوجد فى حياته اليومية سوى العمل.. لا يعرف حاجة اسمها ترفيه.. عندما تسأله عن وسائل الترفيه فى حياة الجبل التى يحياها يرد بابتسامه "إحنا مبسوطين كده".. وعن العقارب والثعابين التى تقابله أثناء التكسير فى الجبل يقول: "عادى الحاجات دى مبتفرقشى معانا".

"عم رمضان" يعمل بنظام 15 يوما من العمل المتواصل فى الشهر ومثلهم إجازة.. يحاول زيادة دخله من ساعات عمل إضافية وزيادة إنتاجه اليومى بما ينعكس على الحوافز التى يحصل عليها من الشركة.. لدرجة أنه يفضل الحصول مقابل نقدى بدلا من الوجبات التى تصرفها له الشركة التى يعمل بها.. بحيث يشارك زملائه فى تجهيز وجبات جماعية لعله يوفر من حصيلة هذا البدل النقدى.. لكنه يؤكد أنه لا يبخل على نفسه فهم يعدون ويطبخون أكلهم اليومى و"كيس الفاكهة" معلق  فى كابينة البلدوزر الذى يقوده.. ويقول إنه لا يفارقه ويحاول مواجهة العمل القاس اليومى بالأكل الجيد.

"عم رمضان" الذى ألتقه "اليوم السابع" فى "كسارة" وادى حجول التابعة لشركة النيل العامة لإنشاء الطرق يعتبر نموذج للعاملين فى "كسارات السن".. ودورة استخراج "السن" من الجبل.. تبدأ بقشط الجبل فى صورة طبقات من خلال البلدوزر.. والقشط يكون فى وديان الجبل التى تكونت بفعل الطبيعة أولا.. ثم يتم تحطيم وتفجير الكتل الصلبة من الجبل بعد ذلك ليتم قشطها وتجميعها فى طرف الجبل ليتم تحميلها عبر لودر فى سيارات نقل.. تنقلها إلى "الكسارة" الموجودة فى المحجر التى تفصل الحجارة عن التربة والرمل، حيث يتم تكسير الحجارة فى "الكسارة" إلى قطع صغيرة ليستخرج منها "السن" بأنواعه المختلفة.

وأنواع "السن" وفقا لما يوضحه المهندس عصام شلش العضو المنتدب لشركة النيل العامة لإنشاء  الطرق ومادح منير مدير عام الكسرات تشمل "سن 1 سم  وسن 2 سم وسن 3 سم و6 سم"، حيث يتم استخدام "منخل" فى "الكسارة" يحدد نوع وحجم السن المستخرج، لافتا إلى أنه يتم استخدام كل نوع من السن وفقا لمواصفات كل طريق، وأن سن 1 و2 و3 يتم استخدامه فى الطبقة الأسفلتية والأسمنتية بالطريق أما سن 6 فيستخدم فى طبقات التربة والردم بالطريق أو فى شريط السكة الحديد.

وأضاف عبد الله الجوهرى مدير موقع كسرات وادى حجول بشركة النيل العامة لإنشاء الطرق أن الشركة توفر استراحات لإقامة العاملين وتصرف له وجبات يومية أو بدل نقدى وفقا لرغبة العامل، كما تصرف بدلات انتقال وحوافز إضافية لمحاولة تعويض العامل عن المعاناة التى يحياها فى حياة الجبل، ويوجد مسعفين فى الموقع للتعامل مع أى حالات طارئة نتيجة صعوبة العمل وما يمكن أن يقابله العامل فى حياة الجبل.

وأكد اللواء رشدى سليمان رئيس الشركة القابضة للطرق والكبارى أن أى عامل من العاملين بمحاجر الكسرات يتعرض لأى مضاعفات صحية تتكفل الشركة بعلاجه ويتم نقله إلى عمل آخر مناسب، وأنه يوجد تأمين صحى شامل على كافة العاملين، لافتا إلى أن شركات النيل التابعة للشركة القابضة تلجأ إلى إنتاج السن لأنه يوفر 25% من التكلفة فى حالة شراءها، حيث تملك الشركات التابعة لها 52 كسارة موزعة على مستوى الجمهورية يبلغ إنتاجها الفعلى 310 ألف متر مربع شهريا، وتقوم بعض شركاتها بشراء بما يكفى احتياجاتها.

وتابع المهندس على عياد رئيس شركة النيل العامة لإنشاء الطرق: "هؤلاء العمال يحيون حياة صعبة للغاية.. وأنا لو أطول أعمل لكل عامل تمثال مش هتردد.. العمال فى محاجر الكسارات منعزلون عن العالم  ويعيشون حياة صعبة فى الجبل ويواجهون بردا قارسا فى الشتاء وحار شديد فى الصيف"، لافتا إلى أن الشركة تملك 19 كسارة موزعة على مستوى الجمهورية تنتج حوالى 206 آلاف متر مربع شهريا تكفى حاجة الشركة وتبيع الفائض المقدر بحوالى 50 ألف متر مربع للشركات الأخرى، وأن الشركة لأول مرة تستطيع تغطية حاجتها الشهرية من السن وتبيع للشركات المنافسة بعدما كانت تشترى خلال العام المالى الماضى ولا نتج سوى 120 ألف متر مربع.

عمال محاجر الطرق
عمال محاجر الطرق

 

"السن" المستخدم فى إنشاء الطرق بعد استخراجه من الجبل
"السن" المستخدم فى إنشاء الطرق بعد استخراجه من الجبل

 

"كسارة الحجارة"
"كسارة الحجارة"

 

صورة مع بعض العاملين ومحرر اليوم السابع
صورة مع بعض العاملين ومحرر اليوم السابع

 

محاجر الطرق
محاجر الطرق

 

"السن" بعد استخراجه من تكسير حجارة الجبل
"السن" بعد استخراجه من تكسير حجارة الجبل

 

"السن" المستخدم فى إنشاء الطرق
"السن" المستخدم فى إنشاء الطرق

 

"السن" فى صورته النهائية
"السن" فى صورته النهائية

 

عامل يرفع "السن" بين يديه
عامل يرفع "السن" بين يديه

 

محرر اليوم السابع واحد عمال المحاجر
محرر اليوم السابع وأحد عمال المحاجر

 

السيارات فى انتظار نقل "السن" لمواقع إنشاء الطرق
السيارات فى انتظار نقل "السن" لمواقع إنشاء الطرق

 

محرر اليوم السابع يستمع لشرح حول طبيعة عمل عمال المحاجر
محرر اليوم السابع يستمع لشرح حول طبيعة عمل عمال المحاجر

 

البلدوزات تقشط فى طبقات باطن الجبل
البلدوزات تقشط فى طبقات باطن الجبل

 

قشط الجبل فى صورة طبقات لاستخراج منها الحجارة وتكسيرها لاستخراج "السن"
قشط الجبل فى صورة طبقات لاستخراج منها الحجارة وتكسيرها لاستخراج "السن"

 

أحد سائقى البلدوزات فى المحجر
أحد سائقى البلدوزات فى المحجر

 

محرر اليو السابع وبعض العمال
محرر اليوم السابع وبعض العمال

 

محرر اليوم السابع على بلدوزات تحطيم حجارة الجبل
محرر اليوم السابع على بلدوزات تحطيم حجارة الجبل

 

محاجر الطرق
محاجر الطرق

 

الأعمال بمحاجر الطرق
الأعمال بمحاجر الطرق

 

العمل فى باطن الجبل
العمل فى باطن الجبل

 

نقل حجارة الجبل إلى "الكسارة" لتكسيرها واستخراج "السن"
نقل حجارة الجبل إلى "الكسارة" لتكسيرها واستخراج "السن"

 

العمل متواصل فى محجر وادى حجول
العمل متواصل فى محجر وادى حجول

 

العمل القاس فى المجر
العمل القاس فى المجر

 

السيارات تنقل الخامات المستخرجة
السيارات تنقل الخامات المستخرجة

 

العمل فى "كسارة" خامات الطرق
العمل فى "كسارة" خامات الطرق

 

أحد العمال يشرح طبيعة العمل بالمحجر
أحد العمال يشرح طبيعة العمل بالمحجر

 

العمل متواصل فى المحجر
العمل متواصل فى المحجر

 










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

بركة

عاشت

عاشت وسلمت كل يد تبني من أجل مصر .. عاشت كل عين تسهر حمايةً لارض وسماء ومياه مصر .. عاش الابطال مة يزيلون الجبال ويحفرون الانفاق ويصنعون الفجر الجديد .. إهداء للكسالى والفيسبوكيين والفوضويين ودعاة التظاهر وسكان الميادين وأصحاب وقف الحال والمتفرغين للعبث والنميمة على مستنقع الانترنت .. عاشت مصر برجالها ونسائها رموز العطاء والوطنية والفداء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة