تستعد وزارة الموارد المائية والرى، لتعميم زراعة "الأرز" بالتكثيف فى كافة مركز محافظة البحيرة، بعد نجاح تجربة زراعته فى مساحة 100 فدان العام الماضى فى مركز المحمودية، بالتعاون مع مرفق البيئة العالمى وبالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى. لتعميمها فى 175 ألف فدان بالمحافظة.
الرى: تجربته العام الماضى حققت زيادة فى الإنتاجية من 4.5 إلى 6.5 طن للفدان
أكدت الدكتورة إيمان سيد مدير عام إدارة الموارد المائية بقطاع التخطيط بوزارة الرى، أن التجربة التى تم تنفيذها فى الموسم الماضى حققت زيادة إنتاجية الفدان والتى تراوحت من 4.5: 6.5 طن/ للفدان إضافة إلى زيادة الإنتاجية لوحدة المياه حوالى 20 %، وتقليل كمية الأسمدة المستخدمة والتحويل من السماد الكيماوى الى السماد العضوى لتقليل نسبة التلوث الناتجة عن المخصبات.
زراعة-الأرز
وأوضحت إيمان سيد أن طريقة زراعة الأرز بالتكثيف هى تغيير لعادات الزراعية الموروثة لدى المزارعين وتحويله إلى طرق منتظمة فى الزراعة والشتل وتسوية الأرض بالليزر وتسطير الأرض ووضع البذور على مسافات متساوية، مشيرة إلى أن أهم ما فى التجربة هو تقليل عمر الشتل من 30 يوما إلى 15 يوما وهو ما يقلل من كميات المياه المستخدمة فى المشاتل.
وأشارت إلى أن المسافات المنتظمة للبذور حيث يتم وضع نبتة واحدة بكل "جورة" تساعد على توحيد الكثافة الضوئية للأوراق بكامل الحقل مما يحسن من حالة المحصول والإنتاجية الزراعية.
وأضافت إيمان أن التجربة ستغير طريقة الرى التى يتم الزراعة بها من رى بالغمر لكامل الأرض والتى كان يتم غمرها بعمق 10 سنتيمترات وتحويلها إلى عدة ريات منتظمة بارتفاع من 2 إلى 3 سنتيمترات بحد أقصى، وترك الأرض حتى تجف وتظهر الشقوق وبعدها يتم إعطاء رية إضافية مما يوفر فى استهلاك المياه أثناء الرى.
أستاذ إدارة مياه: نظام يوفر مياه الرى ويرفع إنتاجية الفدان إلى 7 أطنان
من جانبه قال الدكتور علاء الصادق أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية، ومدير المركز الإقليمى العربى للمياه بالبحرين، إن تنفيذ زراعة الأرز بنظام التكثيف يؤدى إلى توفير كمية مياه الرى ورفع إنتاجية وحدة المياه بنسبة 20% وكذلك رفع إنتاجية الفدان إلى 7 أطنان، حيث تم تنفيذه فى دول جنوب شرق آسيا وأثبت نجاحا كبيرا فى زيادة إنتاجية الفدان، مما يمكن أن يساهم فى مضاعفة إنتاج الأرز ويقلل من مخالفات زراعته فى مصر والتى تصل فيها غرامة الفدان الواحد إلى 3700 جنيه.
وأضاف الصادق فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن التكثيف الزراعى يمكن أن يؤدى إلى المساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى فى ظل النمو السكانى المتسارع فى مصر، حيث يَسمَح هذا النظام بإنتاج كمياتٍ أكبر من الغذاء مُستخدِمًا نفس المساحة من الأرض.
وأكد أن الزراعة المكثفة هى نظام إنتاج زراعى يتميز بالاستخدام الأمثل لمدخلات المنظومة الزراعية مثل "المياه ورأس المال، والعمال وخلافه"، وكذلك الاستخدام المكثف للأسمدة الكيميائية والعضوية والمبيدات اللازمة للزراعة، حيث يرتفع عادةً استخدام العمال أو الآلات الزراعية مما يؤدى إلى قلة استخدامها بشكلٍ كبير.
مزارع : تجربة الأرز بالتكثيف ناجحة بنسبة 100%
ويقول عبد المنعم حجاج أحد المزارعين بقرية عزبة البنك بمدينة المحمودية والذى قام بزراعة الأرز بالتكثيف، إن التجربة ناجحة بنسبة 100% حيث قام بزراعته على مدار عامين فى مساحة فدان، وحقق فى السنة الأولى إنتاجية 4.5 طن فى حين أن الطريقة العادية كانت تحقق 3.5 طن، و فى السنة الثانية قام بزراعة فدان و3 قراريط وحقق إنتاجية 6 أطنان إلا ربع .
وأضاف فى حديثه لـ"اليوم السابع" أن تجربة زراعة الأرز بالتكثيف وفرت أكثر من نصف المياه التى تستخدم فى الطريقة المعروفة، كما وفرت فى السماد إلى النصف، موضحا أنه كان يقوم بوضع 4 شكاير للفدان، أما بالتكثيف فيتم وضع شيكارتين فقط، وأيضا يقل من استخدام التقاوى "البذور" حيث كان يستخدم 60 كيلو للفدان وبطريقة الجديدة يتم استخدام 30 كيلو فقط.
سعيد العشماوى: الأرز بالتكثيف يحقق إنتاجية 6 أطنان للفدان
أما المهندس سعيد العشماوى، أحد المزارعين الذين قاموا بتطبيق زراعة الأرز بالتكثيف فى مركز المحمودية، أكد أنه قام بتطبيق التجربة لمدة 3 سنوات، فى السنة الأولى بدأ بفدانين وحقق إنتاجية 6 أطنان للفدان حيث كان يحقق 4 أطنان بالطريقة المتعارف عليها، وفى العام التالى قام بزراعة 3 أفدنة وحقق إنتاجية 7 أطنان و484 كيلو للفدان الواحد، باستخدام صنفين سخا "104 و 106 " وحققا أعلى إنتاجية.
وأضاف العشماوى لـ"اليوم السابع" أنه قام باستخدام جهاز لقياس المياه وتحديد الكمية المستخدمة، حيث وجد أن الكمية أقل من الطريقة المتعارف عليها وهى 7 آلاف متر مكعب للفدان فى حين طريقة التكثيف استخدم فيها 5 آلاف متر مكعب وبناء عليه توفير السولار.
وأشار العشماوى إلى أن طريقة زراعة الأرز بالتكثيف لها العديد من المزايا منها تقليل "التقاوى" إلى النصف فبدلا من استخدام 60 كيلو يتم استخدام 30 كيلو، وأيضا مساحة المشتل التى كانت قيراط وبالتكثيف أصبحت نصف قيراط، وفى الزراعة العادية كان يتم استخدام من 130 - 120 ألف شتلة للفدان بمعدل من 9- 12 عود، لكن فى الأرز بالتكثيف يتم استخدام من 60- 70 ألف شتلة ووضع من 2 -3 عود فى الشتلة الواحدة، وفى السماد تم تقليل الكمية المستخدمة من 4- 5 شكاير إلى 2 فقط.
وكيل لجنة الزراعة بالنواب يطالب باستنباط سلالات جديدة
من جانبه طالب النائب رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، مركز البحوث الزراعية باستنباط سلالات "أرز" جديدة تحقق انتاجية عالية، وتطوير القديم مشيراً الى أن زراعة الأرز لا يوجد فيها تطوير حتى الآن.
وأضاف تمراز فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن زراعة الأرز بالتكثيف ليست جديدة وتم تغيير اسمها فقط من "الشتل" الى "التكثيف"، وهذه الطريقة متعارف عليها خاصة بين مزارعى محافظة البحيرة، وهى موفرة للمياه فى حالة إذا تمت الزراعة فى وقت واحد بين المزارعين المتواجدين على ترعة واحدة، لانه سيتم فتح المياه لهم جميعاً فى وقت واحد، وفى حالة عدم الإلتزام بذلك سيؤدى الى زيادة المساحة المنزرعة بالمخالفة.
وأشار تمراز الى أن طريقة زراعة الأرز بالتكثيف قد يكون لها أضرار ففى حالة عدم وجود مياه فى وقت رى المحصول تشيخ الشتلة.
رئيس مصلحة الرى: مع أى تجارب تفيد فى توفير المياه
من جانب آخر قال المهندس عماد ميخائيل رئيس مصلحة الرى، إنه مع أى تجارب قد تفيد فى توفير المياه، مشيراً الى أن موارد مصر المائية كما يعلم الجميع محدودة، ولابد من عدم استنزافها حفاظاً على كل قطرة مياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة