حالة من الاستنفار والتأهب تعيشها قوات الشرطة الفرنسية بعد ظهور تقارير إعلامية كشفت أدلة جديدة على اختراق تنظيم داعش، وعدد من التنظيمات الإرهابية لصفوف قوات الأمن وذلك بحسب ما نشرته عدد من وسائل الإعلام الفرنسية.
وأثار كتاب صدر أمس الأول بعنوان "أين ذهب جواسيسنا؟" لأريك بليتييه وكريستوف دوبوا، ونشرت العديد من الصحف الفرنسية مقتطفات منه صباح الخميس جدلاً واسعاً، بعدما كشف تمكن تنظيم "داعش" من التسلل إلى صفوف ضباط الشرطة الفرنسيين وتجنيد بعضهم، وسط حالة من الطوارئ فى كافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية فى فرنسا.
وبحسب ما نشرته صحيفتى "أويست فرانس" و"لوبارزيان" الفرنسيتان فى تقارير لهما الخميس، قدم الكتاب أدلة قاطعة على تجنيد عدد من صغار الضباط وأفراد الأمن الفرنسى، وسفر 17 ضابطاً على الأقل للقتال فى صفوف تنظيم داعش داخل سوريا والعراق.
وقالت "لوبارزيان" إن الفحوصات الروتينية وعمليات التفتيش الإجرائية التى تتم على الضباط كشفت تبنى بعضهم وجهات نظر متطرفة، بخلاف التعاليم العلمانية ، مشيرة إلى أن تقرير أعدته إدارة أمن المجتمعات المدنية فى باريس، والذى تم تسريبه لمؤلفى الكتاب كشف عن كارثة انضمام الضباط للتنظيم الإرهابى فى الفترة ما بين 2012 إلى 2015.
وبحسب ما ورد فى الكتاب، فإن واحداً من بين الضباط المذكورين كان يهودياً ورفض العمل يوم السبت لتشدده الدينى ، بينما كان الباقون مسلمين أبدوا مؤشرات على التطرف الإسلامى، ومن بين الأمثلة التى ساقها التقرير المسرب للكتاب فإن ضابطة فرنسية رفضت الالتزام بقرار دقيقة صمت على روح ضحايا مجلة شارلى إبدو الساخرة الذين قتلوا فى هجوم متشدد.
وبدورها، اهتمت الصحافة البريطانية بالكتاب، حيث قالت صحيفة تايمز البريطانية إن قادة الشركة والجيش فى فرنسا نظموا فرق تحقيق وتقصى، ورفعا حالة الطوارئ وسط حملة تفتيش على القطاعات الأمنية المختلفة.
وقال آدم سيدج، مراسل الصحيفة فى باريس، إن هناك مخاوف تتزايد بعد نشر الكتاب خاصة بعد أرقام وبيانات الضباط التى تم نشرها، مشيراً إلى أن فرنسا تجد صعوبة فى فرض قيمها العلمانية على الأقلية المسلمة فى البلاد.
وأضاف مراسل تايمز : "ضباط الشرطة، كغيرهم من الموظفين الحكوميين فى فرنسا، يحظر عليهم ارتداء الرموز الدينية مثل الحجاب وغيرها من الرموز والشارات الدينية، ويجرى تصنيفهم على أنهم متطرفون إذا رفضوا الانصياع لهذه القاعدة أو خرقها، لكن ذلك لم يمنع تسلل بعضهم إلى داعش".
وبحسب خبراء أمن فرنسيين، كشف الكتاب حالة من الضعف والتقصير فى أجهزة الاستخبارات الفرنسية، موجهين انتقادات لاذعة لمسئولوا قطاع مكافحة الارهاب.
وشهدت فرنسا العديد من الهجمات الإرهابية خلال الفترة الماضية، آخرها حادث الدهس بمدينة نيس الساحلية، الذى منتصف العام الماضى، الأمر الذى دفع الحكومة الفرنسية إلى تمديد قانون الطوارئ خلال الأشهر القليلة الماضية لمدة 3 مرات، من أصل 5 على مدار التاريخ الفرنسى الحديث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة