للعام الثالث على التوالى يقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى المثال والقدوة فى المواطنة والتسامح الدينى، ويزور الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم التهنئة للمواطنين المصريين الأقباط، وهذا العام لم يتوقف الأمر على ذلك، بل وعد ببناء كاتدرائية جديدة بالقاهرة الجديدة فى توأمة مع مسجد، وتبرع للاثنين بمائة ألف جنيه مناصفة.
لا يستطيع أحد أن يزايد على تلك الخطوة التقدمية التى تحولت إلى تقليد وطنى وكنسى لما تحمله من دلالة، ومنها الرد الأبلغ على فتاوى الظلام والظلاميين التى تدعو إلى عدم تهنئة المواطن المصرى المسلم للمواطن المصرى المسيحى، وأيضا زيارة تدحض كل تحريض على ازدراء المسيحية والمسيحيين من بعض المشايخ السلفيين، التى وصلت إلى حد أن يتبناها المجرم «عسلية» ويذبح الشهيد لمعى بالإسكندرية.
إلا أن هذه القيمة العظيمة لخطوة الرئيس إن لم تحصن بالقانون ستظل مجرد خطوة مشرفة من رئيس محترم، بمعنى أنه لابد من الإصلاح السياسى الذى يمهد للدولة المدنية، وذلك بتطبيق مواد الدستور وحل جميع الأحزاب الدينية ومساءلة شيوخ السلفية ومنهم برهامى، لأنه لا يعقل أن يهنئ السيد الرئيس مواطنية المسيحيين وأحد المشايخ يزدريهم ويزدرى عقيدتهم، كما لابد أن يقتدى بالرئيس المتحضر بعض رجال الأمن فى الصعيد، ولا يتحججون بالدواعى الأمنية ويستمرون فى عدم فتح أماكن الصلاة للمسيحيين بالصعيد، فإن هناك كنائس مغلقة لدواعٍ أمنية، منها على سبيل المثال لا الحصر، كنيسة وملجأ مار مينا بالشيخ زايد، مذبح الأنبا أنطونيوس، مضيفة قرية الايتارية بالشرقية، كنيسة العذراء والشهيد أبانوب، عزبة الأقباط بالقلج قليوبية، كنيسة مار مرقص بتلونة، الباجور، منوفية، كنيسة الأنبا مقار الخرمان، الصف، الجيزة، كنيسة العذراء، البراميل، أطفيح بالجيزة، كنيسة القديس أبانوب، قرية المقاتلة طامية بالفيوم، كنيسة القديس يوليوس الأقفهصى، عزبة جرجس بالفشن، بنى سويف، كنيسة العذراء والقديسة دميانة بالملكية القبلية، ملوى، المنيا، كنيسة الأنبا ونس، قرية متوشولح بالمنيا، كنيسة مار جرجس والأنبا رويس، عزبة إلياس حنا بالمنيا، كنيسة السيدة العذراء، عزبة فارس بالمنيا، كنيسة البشارة كمبوها بأسيوط، كنيسة مار جرجس، نزلة مصطفى، أسيوط، كنيسة مار جرجس شلش بأسيوط، كنيسة السيدة العذراء بصدفا أسيوط، كنيسة مار جرجس الغنايم القبلية بأسيوط، كنيسة الشهيد أبانوب قرية فزارة أسيوط، كنيسة الأنبا مقار، نجع القيصرية سوهاج، كنيسة السيدة العذراء، شق النزلة، جهينة الغربية، سوهاج، كنيسة أبوسيفين دنفيق قنا، كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، الخطارة قنا، كنيسة مار جرجس المزاحم بالعليقات قنا، كنيسة السيدة العذراء الرحمانية قنا، كنيسة مار جرجس، أبنود قنا، كنيسة السيدة العذراء فاو بحرى قنا، كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك، حجازة قنا.
ففى الوقت الذى كان الرئيس فى الكاتدرائة المرقسية بالعباسية، كان هناك حوالى «600» مواطن مسيحى بقرية العباسية بمركز المنيا يصلون فى خيمة فى العراء والبرد القارس وعلى بعد خطوات منهم كنيستهم المغلقة لأسباب أمنية من عدة سنوات، وللعلم هذه الخيمة شيدت بسواعد أبناء القرية المسلمين وبحراستهم، والغريب أن نائب مركز المنيا النائب العمدة عثمان طلب هو ووجهاء القرية المسلمين من الأمن فتح الكنيسة المغلقة فلم يحدث، ويتساءل أهل القرية هل حماية الصلاة فى الخيمة إسهل أم الصلاة فى كنيسة؟ أيضا وبعد أن صلى أهالى قرية ريدة بمركز المنيا صلاة العيد أغلقت الجهات الأمنية الكنيسة، وبالمنيا وأبو قرقاص أكثر من مائة نجع وتابع لايستطيع المواطنون المسيحيون إيجاد بيت أو ساحة للصلاة أيضا لدواعٍ أمنية!!
لا يتوقف الأمر على المنيا، ففى قرية حجازة بقنا صلى الأقباط الكاثوليك بالقرية على حطام الكنيسة التى أحرقها من قبل بعض المتشددين، كل تلك الأماكن لا يقتدى فيها بعض المسؤولين الأمنيين برأس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالطبع لا ننكر تضحيات رجال الشرطة ونحنى هامتنا للشهداء وندعو بالشفاء للجرحى، ولكن أليس غريبا ومريرا أن تصل الفجوة بين الرئيس المحترم ومرؤسية إلى هذا الحد؟ فعلا «220» كيلو مترا تفصلنا ما بين العباسية بالقاهرة والإسماعيلية بالمنيا، ما بين الحداثة والتخلف، تحية للرئيس وللأنبا مكاريوس أسقف المنيا والستمائة مصلى الذين تدثروا بالأمل والإيمان فى غد أفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة