يمثل لى الدكتور محمد شومان فى كتاباته عن الإعلام وقضاياه مرجعا متفردا، ليس لأنه يشغل موقعا أكاديميا مرموقا هو عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، وإنما لأنه يتميز عن غيره فى هذا المجال برؤيته الشاملة المزودة بموقف سياسى ينحاز إلى قيم العدل والحرية والاستنارة، والشاهد على ذلك كتابه الصادر قبل أيام ضمن سلسلة «كتاب الجمهورية، بعنوان «الإعلام.. الهيمنة الناعمة وبدائل المواجهة».
وتتميز هذه السلسة عادة بمقدمة عميقة يكتبها رئيس تحريرها الأستاذ «سيد حسين»، وعمقها يأتى من نسيج الفكرة التى يدور حولها الكتاب.
يهدى الدكتور شومان كتابه إلى ستة شخصيات دفعة واحدة يقدمهم كأساتذة له، واللافت أنهم ينتمون إلى معارف شتى وهم، الصحفى خالد مالك، وعالم الاجتماع الدكتور سيد عويس، وأساتذة الإعلام العظماء الدكتور مختار التهامى والدكتورة عواطف عبدالرحمن، والكاتب الصحفى مصطفى طيبة، والكاتب الروائى جمال الغيطانى، ونفهم من ذلك أننا أمام مؤلف يدين بالفضل فى اكتساب معارفه إلى كوكبة فى مجالات معرفية متعددة، مما يضفى على كتاباته العمق الذى يجب أن يتحلى به أى باحث.
هل قفز الإعلام المصرى إلى الأمام بعد ما يزيد على ست سنوات على الانتفاضة الشعبية العظيمة «هكذا يسميها» فى 25 يناير 2011، وبعد أكثر من ثلاث سنوات عن 30 يونيو 2013، أم تراجع؟
سؤال يطرحه المؤلف كأحد الفرضيات المطروحة حول الإعلام المصرى، لكنه لا يتركنا نجتهد، فإجابته حاضرة ويؤكد فيها أن أوضاع الإعلام تراجعت والسبب «غياب الرؤية والإرادة لتغيير أوضاع الإعلام وتحويل إعلام الدولة من إعلام سلطوى إلى إعلام للخدمة العامة، فلم يتم تفعيل مواد الدستور الخاصة بإعادة تنظيم الإعلام، ولم يتم إصدار التشريعات والقوانين المطلوبة لتحقيق هذه المهمة الصعبة، وبالتالى تراجع الأداء المهنى والأخلاقى للإعلام، واستمر الأداء الضعيف والبيروقراطى لإعلام ماسبيرو والصحف القومية، واستمر أيضا ظهور الصحف والقنوات الخاصة لتملأ الفراغ الذى خلفه تراجع أداء إعلام الدولة «إعلام ماسبيرو»، وتراجع مصداقيته قبل وأثناء ثورة يناير.
وفى فرضية ثانية مهمة يناقش المؤلف استطلاعات قياس الرأى العام، مشددا على عدم التسليم أو الخضوع الكامل لنتائجها، خاصة تلك التى تتعلق بنتائج الانتخابات سواء فى مصر أو فى الخارج لأنها تفتقر للدقة والموضوعية وتخضع لتأثيرات سياسية واقتصادية.. ونستكمل بعد غد..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة