هل نصدق الذين باعوا حلايب وشلاتين وسيناء.. ونكذب الذين يروون الأرض بدمائهم؟
نقدر ونثمن لأى مصرى حرصه وحماسه وغضبه دفاعًا عن كل ذرة رمل من رمال هذا الوطن، ونرفع القبعات لكل الذين يدافعون عن كل متر من الأراضى المصرية عن حق، بعيدًا عن التوظيف السياسى، أو استعراض عضلات المزايدات أمام كاميرات الفضائيات والصحف، بحثًا عن مغانم الشهرة.
والتفاف أحزاب العدل، والدستور، ومصر الحرية، والكرامة، وهى أحزاب بدون رئيس أو أعضاء، حول حمدين صباحى، والتنسيق الكامل مع جماعة الإخوان الإرهابية، وعبدالمنعم أبوالفتوح، الذى يرتدى عباءة المرشد العام، والدعوة للخروج فى مظاهرات تحت زعم الدفاع عن تيران وصنافير، يأتى فى إطار المزايدة والتوظيف السياسى.
عقولنا لا يمكن أن تستوعب أن جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاءها من التيارات المدنية، وعبدالمنعم أبوالفتوح وحزبه، فجأة أصبحوا وطنيين يدافعون عن تراب وأرض ومقدرات مصر، وهم الذين يؤججون نار الفوضى، ويستدعون الدول والكيانات المعادية للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، ويرتمون فى أحضان قطر وتركيا وإدارة أوباما.
وباستدعاء الذاكرة لنفتش بين جنباتها، ستجد أن جماعة الإخوان الإرهابية التى ستخرج فى مظاهرات جنبًا إلى جنب مع حمدين صباحى وذيوله، أحزاب الدستور والكرامة ومصر الحرية والعدل، دفاعًا عن تيران وصنافير، فى الوقت الذى قبلوا فيه التخلى من قبل عن حلايب وشلاتين للسودان الشقيق، والتنازل عن سيناء لحماس، مقابل 8 مليارات دولار تحصل عليها الجماعة الإرهابية من الإدارة الأمريكية، وهى القضية محل التدقيق والتحقيق فى أمريكا الآن.
القيم العليا لا تعرف إلا مكيالًا واحدًا، إما الرفض الكلى، وإما القبول الكلى بالمبدأ، ولكن أن تقبل التنازل عن حلايب وسيناء، وترى خيرت الشاطر يتباحث ويتفاوض على القيمة المادية، ثم تدافع عن تيران وصنافير اللتين لم تتخلَ عنهما الإدارة المصرية، وأخضعتهما للبحث والتدقيق، وفقًا للوثائق والمستندات، فهو أمر مشين.
إذا ثبت من خلال الوثائق والمستندات والاتفاقيات الموقعة بين المملكة العربية السعودية ومصر، أن تيران وصنافير مصرية، فسنقف جميعًا ضد أى من كان يريد التخلى عن الجزيرتين، ولا نزايد على جيش مصر الذى يروى بدماء شهدائه كل شبر من أراضى سيناء ورمالها، لتطرح شجر الأمن والأمان والخير والنماء، بأننا أكثر حرصًا منه على مقدرات البلاد، بل نحن نثق فى جيشنا، ونقف معه فى خندق الدفاع عن الأرض والعرض.
إذن الكلمة العليا للوثائق والمستندات، وليس للشعارات الجوفاء، خاصة أننا رأينا وعايشنا بأم أعيننا أن المعزول محمد مرسى، قائد جماعة الإخوان الإرهابية، عندما زار السودان الشقيق، وسأله الأشقاء حينذاك عن وضع حلايب وشلاتين، فأعطى الرجل الضوء الأخضر بأن حلايب وشلاتين سودانية، بجانب تفاوض الجماعة على التنازل عن سيناء، وبدأت خطوات تنفيذ عملية التنازل، بداية من الخطاب الذى أرسله مرسى للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز فى يوليو 2012، ووصفه بالصديق الوفى.
أعقبه بعد ذلك قرار ضمان مرسى لاتفاق حماس مع إسرائيل فى نوفمبر 2012 على إنهاء جميع الأنشطة المعادية لإسرائيل، ثم خروج عصام العريان بتصريحات غريبة فى يناير 2013، أكد فيها أن اليهود لهم الحق فى العودة لمصر، والحصول على جميع التعويضات عن ممتلكاتهم.
الأخطر أننا فوجئنا بإصرار الإخوان على صياغة الفقرة الثانية من المادة 145 من دستور 2012، التى تعطى الحق لرئيس الجمهورية التنازل عن أراض وطنية، أعقبها قرار المعزول محمد مرسى بمنح الجنسية المصرية لما يقرب من 50 ألف فلسطينى، ونتذكر جميعًا واقعة اختفاء ماكينة استخراج الرقم القومى، وتبين أنها استخدمت لاستخراج بطاقات لفلسطينيين واعتبارهم مصريين، ثم الأخطر، المشروع الذى تقدمت به الشركة البريطانية لإقامة مدينة تتسع مليون نسمة، وهى الشركة التى تبين أنها مملوكة لفلسطينى، وهو ما رفضته القواته المسلحة بكل قوة.
من خلال هذا السرد المبسط، يقفز السؤال الوجوبى: هل من المنطق والعقل أن نثق فى جماعة إرهابية وذيولها من التيارات المدنية بأنها تدافع عن مقدرات الوطن، ولا نثق فى جيش مصر الذى يروى بدماء شهدائه كل شبر من أرض مصر؟!
أترك الإجابة لكم أعزائى القراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة