أكَّدت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، أن أداء أسواء العملات على مستوى العالم منذ بداية العام الجديد، يعكس أن الأحداث والاضطرابات السياسية تطغى على حركة العملات فى أسواق الصرف الأجنبية، وليس العجز فى الحساب الجارى أو معادلة القوة الشرائية والدين الحكومى.
ونوَّهت "بلومبرج" إلى أن الليرة التركية والجنيه الإسترلينى والبيزو المكسيسى، كانت أسوأ 3 عملات أداء على مستوى العالم خلال العشرة أيام الأولى من 2017. وذكرت مذكرة بحثية لمجموعة سوسيتيه جنرال، إن العملات الثلاث تواجه رياحا معاكسة شديدة على الصعيد السياسى، ففى تركيا تهاوت الليرة إلى مستويات قياسية تاريخية بسبب الهجمات الإرهابية وتدخل الحكومة فى السياسات النقدية، فيما تعانى بريطانيا من التردد من الخروج من الاتحاد الأوروبى. وثمة مخاوف من إجراءات الحماية الجمركة المشددة التى لوح بها الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب.
وأضافت المذكرة أن السياسة –كما هو متوقع- لا تقل أهمية عن الاقتصاد فى قيادة الأسواق فى 2017. وفقدت الليرة ما يزيد على 7% من قيمتها أمام الدولار منذ بداية العام، وتراجع البيزو بنسبة 4.95%، فى حين خسرت العملة البريطانية نحو 1.32%. وتتجلى الضغوط السياسية فى أنقرة فى إحجام البنك المركزى عن رفع أسعار الفائدة لدعم الليرة، على الرغم من ارتفاع التضخم بصورة غير متوقعة مما زاد من حدة ضعف العملة المحلية.
وذكرت بلومبرج فى تقرير سابق أن الاضطرابات السياسية المستمرة رغم إحباط الانقلاب العسكرى فى يوليو الماضى، والهجمات الإرهابية ومنها التفجير الأخير التى قتل 39 شخصا ليلة رأس العام الجديد، ستواصل الضغط على الليرة كما ستؤدى إلى هروب الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية وبالتالى سينخفض المعروض الدولارى فتتراجع الليرة بمعدلات أكبر أمام العملة الأمريكية.
وفى بريطانيا، تهاوى الجنيه الإسترلينى وسط تصريحات من رئيسة الوزراء تيريزا ماى حول "خروج صعب من الاتحاد الأوروبى"، رغم قوة النشاط الاقتصادى. وفى الوقت نفسه، تراجع البيزو المكسيكى بسبب ردة فعل الأسواق على أجندة ترامب السياسية، وأخيرا هبطت العملة بشدة عقب إعلان شركة "فورد" التخلى عن إنشاء مصنع جديد فى المكسيك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة