ذات يوم «14 يناير 1946».. الملك عبدالعزيز فى السفارة البريطانية بالقاهرة

السبت، 14 يناير 2017 11:18 ص
ذات يوم «14 يناير 1946».. الملك عبدالعزيز فى السفارة البريطانية بالقاهرة الملك عبدالعزيز فى السفارة البريطانية بالقاهرة
يكتبها: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقامت السفارة البريطانية فى القاهرة حفلها لاستقبال العاهل السعودى الملك «عبدالعزيز سعود بن عبدالعزيز»، أعدت السفارة الحفل فى القاعة الكبرى بالطابق الأول وسط تناثر الورود، حسب وصف السفير البريطانى فى القاهرة «اللورد كيلرن» فى الجزء الثانى من مذكراته، ترجمة دكتور عبدالرءوف أحمد عمر «الهيئة العامة للكتاب- القاهرة».
 
كانت الساعة الثانية ظهرا، حين ذهب الملك عبدالعزيز والوفد المرافق له إلى السفارة فى مثل هذا اليوم «14 يناير 1946»، وذلك أثناء زيارته إلى مصر، ويؤكد «كيلرن» أنه طبقا للموعد المحدد، وصل «بن سعود» «هكذا يسميه فى المذكرات»، وكان فى حالة ممتازة ويتحدث بصراحة، وخلفه مترجم، وكان يساعده «عزام باشا» أمين عام جامعة الدول العربية، وكان معه سمو الأمير سيف الإسلام عبداللاه، ومحمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر، وسعادة الشيخ يوسف ياسين، وسعادة محمد راغب، وسعادة عزام باشا «أمين عام جامعة الدول العربية»، وسعادة السفير السعودى بالقاهرة، وسعادة حسن يوسف، بالإضافة إلى الشخصيات البريطانية، وتناولت المحادثات بين الملك والسفير البريطانى مسألة فلسطين والعلاقات مع بريطانيا، لكن حديث الملك بدأ بإظهار مخاوفه من الخطر الروسى على منطقة الشرق الأوسط.
 
سجل «كيلرن» وقائع الاجتماع فى تقرير أرسله إلى حكومته، ويأتى بنصه فى مذكراته قائلا: إن سعود أشار له بأن اليهود يشكلون خطرا جسيما فى الوقت الحاضر ضد الإسلام، وضد العلاقات العربية الإنجليزية، وأضاف: «بريطانيا ناصرت العرب فى الأيام الحالكة، ولكنه يود أن يؤكد رغبته أن تكون إنجلترا كذلك صديقة لهم فى وقت الرخاء أيضا أى أنها صديقة لهم فى السراء والضراء، وإذا كان العرب يرتكبون بعض الحماقات من حين لآخر ضد النفوذ الإنجليزى، فإن هذا يشبه الابن الذى يتمنى لأبيه الموت، ولكن الأب نفسه يتمنى طول البقاء لابنه، ولا شىء يؤثر فى العلاقات العربية الإنجليزية، طالما لا تسعى إنجلترا أن تمس العقيدة الإسلامية بأى سوء أو المساس بمستقبل العرب، وأنه ما من شىء يمكنه أن يفصم عرى صداقة العرب مع بريطانيا، إلا أنه سوف يدافع عن المقدسات الإسلامية ويقاتل من أجلها ولو قاده ذلك إلى النضال ضد بريطانيا ذاتها التى يعتقد أنها من أوفى الأصدقاء.
 
وتطورت المحادثات إلى مناقشات عامة عن فلسطين واليهود وملخصها طبقا لمذكرات «كيلرن»: «أن المسلمين حكموا فلسطين لمدة 1400 عام، ولم ينتزعوها من يد اليهود، ولكن انتزعوها بحد السيف من يد الرومان، وتساءل عما إذا كان بمقدور أى دولة أوروبية أن تتخلى عن أقاليم استولت عليها خلال 1400 عاما الماضية، إن الله وعد المسلمين بأن اليهود لم يحكموهم ويعلوا عليهم، وأنه لا يصدق أنهم يستطيعون، ولكن الموقف سوف يتصاعد، حيث تتصاعد التهديدات وإراقة الدماء كنتيجة حتمية إذا منح اليهود حقا ليس ملكا لهم، وأنه لم يفهم حتى الآن لماذا يقوم الألمان والبولنديون بقتل اليهود واضطهادهم؟ وأن العرب هم الذين يدفعون الثمن، وأعرب العاهل السعودى عن أمله فى أن ترحب بريطانيا بالجامعة العربية إذ كانت تبغى، أى بريطانيا معرفة أمانى العرب الحقيقية وآمالهم، وأن تفكر فيها مليا دون أن تتأثر بأساليب الدعاية اليهودية.
 
يضيف «كيلرن» فى تقريره أن الملك عبدالعزيز قال: «إنه لا يستطيع أن يتبين حقيقة تدخل الأمريكان فى المسألة العربية اليهودية، وأنه يحب ويقدر الجنود الإنجليز باستمرار، ومنذ انتهاء الحرب بالنصر ازداد تقديره للجنود الإنجليز أكثر من ذى قبل، ووجد أن هؤلاء الإنجليز لا يحبون اليهود، وهذا يزيد من حبه وتقديره لهم».
 
وأضاف: «لعنة الله على إيران» لأنه منذ 1400 سنة مضت لم يكن يهودى واحد فى داخل القوات المسلحة، وأضاف جلالته بأنه طوال حياته لم تقع عيناه على يهودى، ولم يحدث ذلك إلا مرة واحدة، حينما علم بوجود أحد اليهود حينما استولى على «الأحساء»، وتصادف أن قام بزيارة إلى سوق المدينة، وشم رائحة غريبة كريهة لم تكن معروفة لديه، وبالاستفسار عن أصل هذه الرائحة الكريهة، فقد أخبروه بأن مصدرها محل لبيع الخمور الكحولية، وقال: من فعل هذا؟ فقيل له يهودى، وطلب أن يحضروا له هذا الشخص فى الحال، ولكن تمكن اليهودى «الإيرانى» من الهرب بمساعدة جرسون من الأتراك. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة