كتبت الشرطة كلمة النهاية لمتسول ثرى، كان يجمع 700 جنيه يومياً، بواقع 21 ألف جنيه شهريا، نظير عمله فى مجال التسول، بعد القبض عليه داخل مترو الأنفاق أثناء استجداء المارة، مدعياً إصابته بعجز فى قدمه على خلاف الحقيقة.
المتسول "الثرى"، كشف أسرار حصوله على آلاف الجنيهات شهرياً من خلال التسول، تلك المهنة السهلة البسيطة التى لجأ إليها، حتى لا يكبد نفسه عناء البحث عن العمل، وسعياً وراء جمع المال فى وقت زمنى قصير.
قال المتسول: "فكرت فى الحصول على أموال كثيرة بسرعة وبدون عناء، واختمرت فى ذهنى فكرة التسول، وفى سبيل ذلك قررت إجراء عملية "حبك" لشخصية المتسول، عن طريق الذهاب إلى بعض المقربين منى والحصول على شهادات طبية "مضروبة" تفيد معاناتى من جملة أمراض، تجعلنى غير قادر على العمل، وتتطلب أموالاً كثيرة لشراء العلاج".
وأردف المتسول، "اشتريت "رباط طبى" وضعته على قدمى اليسرى، مدعياً بأننى أعانى من كسر بها، يلجعنى غير قادر على الحركة إلا بصعوبة، وكنت أتسلل إلى بعض المناطق لاستجداء المارة، حريصاً على ارتداء الملابس الممزقة لكسب ود الناس"، مضيفاً: "المصريين طيبين بطعبيتهم.. وأى كلمتين بتخليهم يتعاطفوا معايا.. وأنا كنت بحسسهم إن حالى يصعب على الكافر.. والناس كانت بتتعاطف معايا بسرعة".
وتابع المتسول: "كنت أشاهد السيدة برفقة طفلها، فاستحلفها بـ"ضناها" فتضع يدها فى حقيبتها وتعطينى "فلوس" مباشرة، وكنت أحلف لهم بأنى أعول عدداً من الأطفال لا يجدون قوت يومهم، ولا أجد ثمن علاجى".
من ناحيته، قال اللواء محمد يوسف مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، إنه وجه بتكثيف الحملات الأمنية بوسائل المواصلات لملاحقة المتسولين، مضيفاً لـ"اليوم السابع": "نعمل على مطاردة المتسولين الذين يحتكون بالركاب ونعمل على القضاء على هذه الجرائم وصولاً إلى عدم وجود متسولين نهائياً".
جاء ذلك بعدما اكتشفت الخدمات الأمنية بمحطة مترو جمال عبد الناصر وجود متسول برصيف المرج يسير بـ"عكازين" ويربط رباطا طبيا حول قدمه وساقه اليسرى، ويستجدى المارة، وتبين أن بحوزته أكثر من 700 جنيه جمعها فى أقل من 24 ساعة، وتحرك ضابط شرطة نحو المتسول "هـ.ع" 38 سنة، وعثر بحوزته على بعض الأوراق والتوصيات الطبية تفيد بأنه يعانى من كسر بالقدم، وتم استدعاء الإسعاف له، إلا أنهم اكتشفوا أن المتسول ليس به شىء، واختلق إصابته لكسب تعاطف المواطنين.
بدوره، قال الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، إن هذا المتسول قرر الاستسهال وفضل التسول لجمع المال فى وقت قصير بسهولة دون عناء، حيث إنه يرفع ثقافة الطمع والبحث عن المال بطرق سريعة.
وأضاف أستاذ الطب النفسى لـ"اليوم السابع"، أن هذا المتسول يتخذ من هذه الجرائم وظيفة لجمع المال، وربما يتحول لبلطجى بعد ذلك، حيث إنه يمارس سلوك عدوانى على الأشخاص الذين يرفضون منحه الأموال، وربما يقترن هذا السلوك بسلوك آخر سيئ عن طريق شراء المخدرات بهذه الأموال الضخمة التى يجمعها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة