حلمى: زوجتى عندها ورم خبيث ولدى 7 أبناء منهم 4 يخدمون فى المنازل بسبب الفقر
صلاح: موظفو المحافظة يطردونا من الميدان مش عاجبهم منظرنا
تجدهم بأغلب ميادين أسيوط وتحديدا بميدان المجذوب بغرب مدينة أسيوط، فى انتظار طلبهم للعمل رغم شقاء ما يعملون به، فكل واحد منهم يحمل فى يديه معدات عمله البسيطة والتى تتلخص فى "الجاكوش والأجنة والفأس والكريك" بأحجامها المختلفة، يبدأ يومهم عقب أذان الفجر وينتهى ليلا بعد غياب الشمس.
هم أشخاص بسطاء لا يحلمون سوى بلقمة عيش دائمة ولا يطلبون من الحكومة والمسئولين أكثر من النظر إليهم بعين الرأفة خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار وعدم وجود أى مصدر رزق لهم.
إنهم عمال اليومية أو التراحيل كما يطلق عليهم الاسم ليس لديهم أى مصدر رزق سوى الانتظار بالشوارع لساعات طلبا للرزق فى انتظار أى فرصة عمل لطلبهم ولا يبالون بارتفاع درجة الحرارة نهارا، أو برودة الجو شتاء، فكل ما يعنيهم هو العودة لمنازلهم بعد يوم شاق بقوت أبنائهم أو تكاليف مصاريف الدواء.
وعلى الرغم من ذلك لا تراهم أعين المسئولين إلا أثناء مهاجمتهم لطردهم من الميادين، معللين ذلك بتشويه شكل الميادين أثناء انتظارهم للبحث عن فرصة عمل، وعلى الرغم من ذلك ليست لديهم الجرأة فى المواجهة أو طلب البديل بعد طردهم من الميادين أو مطالبة المسئولين بتوفير راتب، أو تأمين صحى يعينهم على مواجهة تلك الحياة.
حياة مأساوية يعيشها أشخاص دون أن يسمع لهم مسئول
"حلمى أحمد" أحد العاملين باليومية قال لديه 7 أبناء 4 منهم إناث يعملون بالخدمة بالمنازل بسبب ضيق الرزق وعدم وجود أى مصدر دخل، مضيفا أن لديه 3 أبناء من الذكور صغار وأكبرهم 12 عاما أحيانا يأتى معه ليساعده ولكنه لصغر سنه وضعفه يخشى عليه أن تصيبه ضربة شمس من الانتظار فى الميدان.
وأضاف حلمى أن زوجته تعانى من ورم خبيث وتحتاج إلى مصاريف كبيرة وعلاج شهرى إلا أن عمله باليومية قد يصل أحيانا إلى انتظاره لأكثر من شهر بدون عمل وبدون أن يطلبه أحد وهو ما يزيد العبء على أبنائه خاصة أنه ليس يجيد أى عمل آخر وليس لديه أى مصدر رزق.
وقال "صلاح عبد الله" إنه يأتى يوميا من قرية الفليو بمركز أبو تيج وينتظر لعدة ساعات بميدان المجذوب فى انتظار أن يطلبه أحد للعمل، مضيفا أنه لديه 5 من الأبناء أكبرهم 19 عاما وسافر للعمل بالقاهرة هربا من الفقر، إلا أن أخباره انقطعت منذ فترة ولا يعلم إن كان حيا أو ميتا منذ فترة.
وأضاف صلاح أنه أثناء حملات الإزالة للتعديات بالشوارع تأتى سيارات المحافظة، ويقوم الموظفون بطردهم من الميدان بحجة تشويه الميدان، ويتفرقون بعدها بالشوارع على الرغم من المسئولين بالمحافظة يعلمون جيدا أنهم ليس لديهم أى عمل سوى انتظار طلبهم فى أعمال الهدم أو إزالة بقايا الهدم والتكسير من المنازل والعمارات السكنية والمحلات التى تكون تحت التشطيب.
وقال مصطفى يمر يوميا علينا بالميدان مئات الاشخاص منهم من ينظر إلينا نظرات شفقة ومنهم من يعطى البعض مننا صدقة على الرغم أن الرضا بتلك المهنة لم يأت من فراغ وإنما من ضيق اليد فى الحصول على مهنة أخرى خاصة بعد أن تدهورت الأحوال وارتفعت الأسعار، فالمحافظة لا تشعر بوجودنا إلا فى حملات الإزالة أثناء طردنا من الميادين، دون أن تحاول توفير أى فرص عمل بدلا من طردنا بهذه الطريقة الشنيعة، ونظرات المارة إلينا ونحن نجرى فى الشوارع المجاورة اختباء من موظفى المحافظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة