قرر عدد من الديمقراطيين الأمريكيين مقاطعة حفل تنصب الرئيس المنتخب دونالد ترامب المقرر فى 20 يناير، وذلك عقب مهاجمة الأخير لعضو الكونجرس البارز أحد رموز الحركة المدنية، جون لويس، على خلفية تصريحاته التى قال فيها إنه لا يرى أن ترامب رئيسا شرعيا.
وأشارت مجلة "تايم" الأمريكية إلى أن العديد من الديمقراطيين أعلنوا أنهم يخططون لمقاطعة الحفل منذ مساء الجمعة، وزاد العدد أمس السبت بعد هجوم ترامب على جون لويس.
وحتى مساء أمس، كان هناك 16 ديمقراطيا قد أعلنوا عدم مشاركتهم، منهم النائب تيد ليو (ولاية كاليفورنيا)، الذى قال فى بيان إنه فى حين أنه لا يعارض فوز ترامب أصوات المجمع الانتخابى إلا أنه لا يستطيع أن يطبع سلوكه أو تصريحاته التى لا تتماشى مع القيم الأمريكية.
ومن بين أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين المقاطعين لحفل تتويج ترامب أيضا، باربرا لى، ومارك تاكانو وجارد هوفمان ومارك ديزالونير، ولويس جويتريز. وكان أغلب المقاطعين من ولايات كاليفونورنيا ونيويورك وميتشيجان واريزونا.
وأشارت مجلة تايم إلى أن القادة السياسيين دافعوا عن النائب جون لويس، بعدما اتهمه ترامب بالحديث فقط دون أى عمل. وعلى الرغم من أغلب ردود الفعل جاءت من سياسيين ديمقراطيين، إلا أن السيناتور الجمهورى بن ساسى انتقد ترامب بشدة، وقال إن جون لويس وحديثه قد غير العالم.
وكان ترامب قد رد على تصريحات لويس عبر وسيلته المفضلة "تويتر، وقال "عضو الكونجرس جون لويس ينبغى أن يمضى المزيد من الوقت فى إصلاح مقاطعته ومساعدتها، حيث أنها فى وضع مروع وتتهاوى ناهيك عن الجريمة التى تنتشر فيها.. بدلا من الشكوى الكاذبة من نتائج الانتخابات. كله كلام، كلام، ولا أفعال أو نتائج.. أمر محزن".
وأضاف ترامب فى تغريدة ثانية أمس السبت قائلا: "عضو الكونجرس جون لويس يجب أن يركز أخيرا على الجريمة المستعرة والمنتشرة فى المدن الداخلية فى الولايات المتحدة.. يمكننى أن استخدم كل المساعدة التى أستطيع الحصول عليها".
ووتحول موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" إلى منصة للدفاع عن لويس أمام الهجوم الذى تعرض له من قبل ترامب، وعبر أغلب الرافضين لتصريحات ترامب عن موقفهم عبر الشبكة الاجتماعية. فقالت نانسىى بيلوسى، رئيس مجلس النواب السابقة، إنه قبيل الاحتفال بيوم مارتن لوثر كينج لعام 2017، دعونا نتذكر أن العديدين حاولوا إسكات النائب جون لويس على مدارس السنين، وقد فشلوا جميعا.
بينما قال السيناتور الديمقراطى البارز كورى بوكر، إنه يفخر بالنائب جون لويس، " الأسطورة والبطل الأمريكى الحى". فقد واجه بعضا من الأكثر كراهية فى التاريخ، والآن وقبل ذلك، ساد حبه وحقيقته. وقالت النائبة سوزان بوناميكى "النائب جون لويس بطل أمريكى وزعيم للحقوق المدنية. ونحن أفضل بسبب أفعاله الجريئة، وأشعر بالفخر الشديد للعمل معه".
من جانبها، علقت صحيفة واشنطن بوست على هذا الأمر قائلة إن تلك المواجهة بين لويس وترامب يمكن أن تكون نذيرا جديدا بتوسيع هوة الخلاف بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى.
وذهبت الصحيفة إلى القول بان الواقعة جعلت الديمقراطيين والجمهوريين يعدون أنفسهم لمواجهة أخرى بين الرئيس المنتخب وخصومه السياسيين، وهى المواجهة التى تهدد بعهد جديد من الحزبية الشديدة التى كانت السمة الغالبة طوال سنوات أوباما فى الحكم.
وقال ديفيد أكسلفورد، المخطط الإستراتيجى ومساعد الرئيس أوباما سابقا، إن لويس شخص محترم، إلا أنه يشعر بالقلق من أن الديمقراطيين سيخاطرون باللجوء لنفس قواعد اللعبة التى يتبناها الجمهوريون فى تعاملاتهم مع ترامب، وهو ما لن يكون فى مصلحة الحزب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة