رئيسة الإكوادر السابقة لـ"اليوم السابع": يمكننا المساهمة فى انعاش السياحة المصرية.. الإرهاب والإسلام ليستا كلمة واحدة.. والمسلمون أكثر من عانوا من التطرف.. الاستثمار بالتعليم أول طريق بناء الاقتصاد

الإثنين، 16 يناير 2017 07:55 م
رئيسة الإكوادر السابقة لـ"اليوم السابع": يمكننا المساهمة فى انعاش السياحة المصرية.. الإرهاب والإسلام ليستا كلمة واحدة.. والمسلمون أكثر من عانوا من التطرف.. الاستثمار بالتعليم أول طريق بناء الاقتصاد اليوم السابع تحاور رئيسة الإكوادر السابقة
كتبت حنان فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد الإكوادور، هذه الدولة اللاتينية التى تطل على المحيط الهادى، بلد لافتة للنظر، كون شعبها يعيش فى سلام رغم تعرضه لأزمات اقتصادية وقربه من دولتين عانتا من نزاع مسلح، بالإضافة إلى تركيزها على التعليم والصحة كوسيلة لتطوير الاقتصاد واتخاذها قرارات مالية جريئة.

 

وفى حوار مع اليوم السابع، قالت رئيسة الإكوادور السابقة روزاليا أرتيجا: إن تجربة بلادها تستحق الدراسة ليستفيد منها دول كمصر.

 

وتولت أرتيجا الرئاسة فى بلدها ليومين عام 1997 بعد عامين فى منصب نائب الرئيس، فى وقت لم يكن العالم معتاد فيه على حكام من النساء.

 

وقالت أرتيجا: "كان الأمر أصعب قبل 20 عاما لأن الناس لم يكونوا معتادون على هذا، خاصة، لا أعتقد أنه الناس ولكن الطبقة السياسية والجيش، لم يفهموا كيف يمكن لامرأة أن تدير دولة.. كان الأمر أصعب، ولكن أعتقد الناس الآن، لأن الأمور تغيرت كثيرا فى جميع أنحاء العالم، خاصة فى أمريكا الجنوبية حيث رأست النساء بلدان كبيرة مثل البرازيل والأرجنتين وتشيلى".

 

وكان البرلمان الإكوادورى عزل الرئيس فى ذلك الوقت وتسلم رئيس البرلمان الحكم، لكن أصرت أرتيجا على أحقيتها فى تولى الرئاسة كما ينص الدستور، الذى تم تعديله خلال يومين بدعم من البرلمان والجيش ليتمكن رئيس البرلمان من تولى الحكم.

 

وبعد ترك أرتيجا للمشهد السياسى، أنشأت منظمة أهلية معنية بالتعليم فى الإكوادور والبلدان اللاتينية، وهى مؤسسة فيدال، وهو ما يأخذنا إلى اهتمام الإكوادور وعاصمتها كيتو بالتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.

 

وأكدت أرتيجا لليوم السابع، خلال فعاليات مؤتمر مكتبة الإسكندرية للأمن الديموقراطى فى عصر التطرف والعنف، ارتباط قطاع التعليم بالصحة، قائلة: "عندما تعملين فى قضايا التعليم فإنك تعملين كذلك فى قضايا الصحة، لأن الوقاية فى قطاع الصحة مهم، فعليك أن تعلمى الأمهات"، مضيفة أن التعليم مهم لمجابهة الإرهاب، لأن التعليم يوفر "الفرص والأمل" للشعوب.

 

وأوضحت أنها تتفق مع الدول اللاتينية التى تتعاون معها من خلال منظمتها أن التعليم "قضية أساسية"، وأنها تقيم مسابقات للمعلمين فى قارة أمريكا الجنوبية وتهديهم جوائز "لتعزيز ثقتهم بنفسهم"، داعية كذلك لتوفير مرتبات مرتفعة للمعلمين واختيارهم على أساس حبهم للتدريس.

 

يذكر أن الإكوادور أنفقت الملايين من الدولارات فى قطاع التعليم منذ عام 2006، بالإضافة إلى البنية التحتية وقطاع الصحة.

 

وفى خطوة جريئة عام 2000، ألغت الإكوادور عملتها المحلية "السوكر" وبدأت التعامل بالدولار الأمريكى لتخطى أزمة مصرفية طاحنة عصفت بها فى عامى 1998 و1999.

 

وبحسب أرتيجا، كان الناس متشككون وخائفون من الإطاحة بعملتهم التى كانوا يشعرون أنها جزء من هويتهم، وكانت أرتيجا ذاتها رافضة للخطوة الذى أخذت فى "يوم وليلة"، ولكن بعد أكثر من عقد على إلغاء العملة "نحن متأكدون من أنه كان القرار الأصوب لنا"، على حد قول أرتيجا.

 

وبالرغم من اندلاع أكبر نزاعين مسلحين وعمليات إرهابية فى قارة أمريكا الجنوبية فى جارتى الإكوادور الوحيدتين، وهما بيرو وكولومبيا، إلا أن الإكوادور تمكنت من منع تسرب العنف إلى أراضيها، وعلقت أرتيجا على هذا قائلة: " إن هذا أمر ملفت للنظر ويمكن لدول أخرى أن تدرس هذه الحالة".

فمنذ الستينيات، عانت كولومبيا من صراعات داخلية حتى وقعت الحكومة وجماعة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" اتفاقية سلام فى نوفمبر من عام 2016، ولكن لم يشمل الاتفاق "جيش التحرير الوطنى"، وهى جماعة كولومبية مسلحة أخرى. أما بيرو، فعانت من نزاعات داخلية منذ عام 1980 بين الحكومة و"جيش العصابات الشعبى" الانفصالى والجناح العسكرى لحزب بيرو الشيوعى وحركة توباك أمارو الثورية، وهدأت الصراعات فى بيرو إلى حد كبير منذ عام 2000.

 

ووقعت الإكوادور اتفاقية تجارة حرة مع لبنان قبل عامين رغم بعد المسافة، فعللت أرتيجا هذا بأن الإكوادور تحتضن جالية لبنانية كبيرة منهم من وصل إلى مناصب سياسية كبيرة، منهم رئيسين سابقين، كما أن الإكوادور تحاول البحث عن "فرص مع دول مختلفة وأسواق أفضل"، على حد قولها.

 

وقالت إن الإكوادور يمكن أن تكون مصدر كبير للسائحين لزيارة مصر، مضيفة: "إن الإكوادريين يحبون السفر، وأعرف الكثيرين الذين سافروا لمصر لمشاهدة النيل، وكلما أعود إلى الإكوادور أتحدث كثيرا عن جمال مصر وآمل أن يساعد هذا إزالة الصور السيئة من أذهان بعض الناس بسبب ما شهدته البلاد فى السنوات الماضية، فهى بلد جميل ودافئ والناس ودودون، وأنا سعيدة لكونى هنا للمرة الثالثة".

 

وتابعت: "أعتقد أن الإرهاب والإسلام ليسا كلمة واحدة، وأعتقد أنه أصعب بالنسبة للمسلمين الآن أن يجعلوا الناس يفهمون ذلك فى أي مكان فى العالم، فالمسلمون هم أكثر من يعانون فى ظل هذه الظروف. فعندما ترين هذه الهجمات الإرهابية فى سوريا، تركيا، مصر، إلى آخره، هذه بلدان مسلمة، والناس فى أماكن أخرى من العالم يخافون مما يحدث، ولكننى هنا لأجل فهم أعمق لما يحدث".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة