أرجوك سيادة الرئيس حلم الضبعة لم يعد مجرد حلم بل أصبح مطلباً شعبياً
إذا كنا مازلنا نغنى للزعيم الراحل جمال عبدالناصر بالأغنية الشهيرة «قولنا هنبنى وادى إحنا بنينا السد العالى»
وإذا كان أعظم ما قدمه الرئيس الراحل ناصر هو ذلك المشروع الذى أنقذ مصر من مصائب جمة، وعاد علينا بمصادر للطاقة والكهرباء وثروة سمكية ومشروعات أقيمت على حس هذا المشروع القومى العملاق، وأعاد كتابة التاريخ مرة أخرى من لحظة تشغيل السد العالى.
فأنا أحب أن أؤكد بملء فمى وقلبى وعقلى وجميع حواسى، أننا كمصريين سنضع الرئيس عبدالفتاح السيسى فوق رؤسنا ما حيينا وسوف ننسى أيام السواد الاقتصادى التى عشناها وسنعيشها لفترة، وسوف نسقط من ذاكرتنا تعويم الجنيه وجنون الأسعار، وأى أخطاء قد تكون الدولة اقترفتها فى حق كل مصرى فى حال تم توقيع إنشاء محطة الضبعة النووية التى من خلالها سنصنع القنبلة النووية التى طالما حلمنا بها سنوات طويلة، وبالتحديد فى العام 1963 ذلك العام الذى قد اتفق الرئيسان نهرو، رئيس الهند، وعبدالناصر، رئيس مصر، تحت مظلة روسية، لإنشاء محطتين نوويتين فى الدولتين.
الهند استمرت وأنشأت ولديها الآن ما يزيد على 30 قنبلة نووية، وتستطيع إنشاء محطة نووية بدون مساعدة من أى دولة، ومصر ظلت محلك سر تغوص فى حروب ونزاعات حطمتها فى المحاولة الأولى.
وعندما قررت مصر فى محاولتها الثانية بعد حرب 1973 على يد الرئيس الراحل أنور السادات.. وقفت أمريكا كعادتها الخبيثة تساند الطموحات والأحلام المصرية بوجهها المزيف، وتلقى بتلك الأحلام على قدر استطاعتها إلى أعماق البحار.
وتتعامل كأن شيئا لم يحدث فقد تحول الحلم المصرى فى إنشاء محطة نووية إلى أزمة، وظهرت على السطح ضرورة التوقيع على اتفاقية حظر استخدام الطاقة النووية فى غير الاستخدامات السلمية، وحاولت أمريكا إجبار مصر على التوقيع فى مقابل تركت لإسرائيل الحرية فى عدم التوقيع فرفض السادات التوقيع إلا إذا إسرائيل وقعت فتوقف المشروع الذى كان برعاية أمريكية، وكان اختيار مكانه سيدى كرير ذلك الموقع الذى كان سيشهد أول محطة مزدوجة بها محطة لتحلية مياه البحر ومحطة للطاقة النووية وإنتاجها.
وجاءت المرة الثالثة فى أواخر عهد السادات، ولكنها أيضا توقفت، الأيام المقبلة تضع وزارة الكهرباء بالاتفاق مع الجانب الروسى اللمسات الأخيرة حتى يتم التوقيع خلال الثلاثة أشهر المقبلة لإنشاء أول محطة نووية فى مصر فى مدينة الضبعة، التقديرات تشير إلى أننا سنتحول إلى مصاف الدول الكبرى فستوفر 200 مليار دولار دخل سنويا، وستدر عشرة أضعاف قرضها الذى ستنشئ به.
رغم كل الإحباطات التى تطفو على السطح ورغم كل الفساد الذى تعانى منه مؤسسات الدولة، ورغم انهيار العملة المحلية، ورغم كل المؤشرات السلبية، إلا أننى أثق فى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لن يترك الحلم النووى قبل أن يحققه وقتها سيذكر التاريخ له تحقيق حلم توارثته أجيال حتى بات مستحيلا، خاصة مع إصرار أعداء مصر أن تظل مصر فى عنق الزجاجة لا تملك حق الخروج ولا القدرة على النجاة.
أرجوك سيادة الرئيس حلم الضبعة لم يعد مجرد حلم، بل أصبح مطلبا شعبيا، ولن أكون مبالغة إذا قلت إنه تحول إلى ضرورة عصرية ملحة فى وقت نضب فيه البترول وتحول الغاز إلى عملة نادرة.. فمن رأى النور وتشبس به فلن يعود مرة أخرى إلى الظلام؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة