لا يحتاج الرصيف عندنا إلى الجدل الفلسفى حول كونه مكانا لسير المشاة أم لركن السيارات، فبعض موظفى الأحياء لا يحبون الفلسفة ولا يهتمون بتفاهات نسميها نحن «الحقوق الآدمية للمواطن»، فجميعنا يدرك استحالة المشى على أى رصيف فى المحروسة لمسافة مائة متر دون أن ننزل ونصعد أكثر من عشر مرات، هذا إذا نجوت أصلا من الاصطدام بأحد الأعمدة أو لوحات الإعلان أو السقوط فى حفرة مجهولة النسب مثل كل الأرصفة اللقيطة فى بلادنا، فهى ملك لمن يأتى باكرا، صاحب المحل أو سيارة صاحب المحل أو رؤساء الأحياء الذين يشكون دائما من ضعف الموارد فيبيعون للمواطن الصبر مقابل دهان الرصيف كل عام.