مشوار طويل قطعناه، ومشوار أكبر فى الانتظار، زادنا الإيمان، وزوادنا الثقة فى هذا البلد ومصيره الحتمى، آلاف السنين مرت، ومصر واقفة شامخة كاملة مكملة، فلن يسمح التاريخ باهتزازه إذا ما اهتزت مصر، ولن يسمح أبناؤنا الأبرار بأن تتلطخ سمعة مصر على أياديهم، وآن الأوان الآن وهنا، أن نرفع شعار «المقاومة» ضد كل ما يسىء إلى مصر، ضد كل ما يعطلها، ضد كل من لا يقف فى سبيلها، ضد الجهل، ضد العشوائية، ضد الخيانة، ضد الخذلان، ضد الكراهية، ضد الكارهين، ضد الذين لا يضحكون «للرغيف السخن» وضد الذين لا يهتزون إذا ما سالت الدماء، ضد المخدرات المادية والمعنوية، ضد الكسل والتكاسل والتواكل و«الاستنطاع» ضد اليأس بكل أنواعه وأصنافه وطرائقه، ضد التحزب الضيق والأيديولوجيات المريضة والعقليات المتعفنة، نريدها مصر ناصعة، وستكون، فلن نصبح جثثا بعد.. ولن.
قاوم، فالمقاومة حياة، جسمك يقاوم السموم التى يتلقاها كل يوم، ولهذا يظل الجسد قادرا على الحياة، يمرض الجسد أحيانا، ويحتاج إلى معين، مثلما هو الحال مع مصر، لكن الأمل فى الشفاء فى كثير من الأحيان يكون هو الدواء، «ارمى حمولك على الله» لتوقن من أنها زائلة، ولتتخلص من وطأة ثقلها مجتمعة، لكن كن على يقين بأن هذه الحمول لن تختفى إلا حينما تفككها وتتخلص منها بيديك، انظر إلى أزماتنا باعتبارها «دورة تدريبية» فى تحمل الآلام، والتقط لنفسك صورة وأنت فى أحلك ساعات الضعف، ثم علقها أمامك واقسم ألا تعود إلى تلك الحالة أبدا.
كن على يقين بأن بقاء مصر «حتمية تاريخية»، وثق تماما فى أنها ستبقى بك أو دونك، لكن بك أجمل، بك أحلى، وستكون لك، فأنت هى وهى أنت، وإشارات صحتك دليل على حياتها، فلا تبتأس للأيام القاسية، ولا تمكنها من عزيمتك وجلدك، واستعد لما سيأتى من أيام محفور عليها اسمك، أيام ستكشلها أنت، أيام ستصنعها أنت، أيام ستعيشها أنت، استمع إلى أمر سيد درويش وهو يقول: «شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار» واقسم على أن تكون فى مثل عظمتهم، ثم ردد مع أحمد منيب هذه أنشودة التحدى «مشيت ومشيت ولا تعبتش.. خطاوى ياما ماتعدش.. وكل خطوة تهد.. أرفع حمولى وأشد.. أمشى وعيونى تمد.. آخرك يا ليلى فجر.. يشقشق فى الخلا ينعش.. ولو فاكر مالكش كبير.. أنا جايلك يا أبوالمشاوير يا مشوارى».