نعم البلطجية كانوا يسيطرون على الميدان بدعم من الخونة والحقوقيين ورجال أعمال ونخب
اعتراف ممدوح حمزة بانتشار الدعارة وتعاطى المخدرات وسيطرة البلطجية فى ميدان التحرير، يستوجب تقديمه لمحاكمة عاجلة وتوقيع أقصى العقوبة عليه.
ممدوح حمزة، كان «مهندس» ثورة يناير، والمورد الأول للملابس الداخلية والخيام لثوار ميدان التحرير، وكنا نتعجب ونتساءل كثيرا عن السر الدفين وراء إصرار ممدوح حمزة على إقامة الخيام، وتوريد كميات ضخمة من الملابس الداخلية وتوزيعها على الثوار «الأطهار والأنقياء»، وبعد 6 سنوات أجاب ممدوح حمزة بنفسه وكشف السر بصوته عندما قال فى المكالمة المسربة التى أذاعها الإعلامى أحمد موسى: «الميدان تحول للدعارة وتعاطى المخدرات وسيطرة البلطجية».
هنا يتبين حجم الخديعة الكبرى التى تم تسويقها لإقناع الشعب بأن ميدان الثورة أشبه بالأماكن المقدسة، وأن المترددين عليه من المتدثرين بملابس الطهر والنقاء، ويؤدون طقوسا مقدسة، ولا تجوز معارضتهم أو مناقشة أفكارهم.
أزعم وبكل قوة وقناعة تامة أن هناك الآلاف من الذين توجهوا لميدان الثورة من الأنقياء والأبرياء الذين كانوا يتطلعون لمستقبل باهر ومبهج، وسئموا من الثلاثين عاما لحكم ظل جاثما على صدر مصر، وسار بها فى أنفاق الروتين والرتابة، وأحدث انفصاما بين قطاعات عريضة من الشعب، لذلك خرج هؤلاء الأنقياء بحثا عن مستقبل مبهج على أرضية وطنية.
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، لأن هناك قوى شريرة، تبحث عن مصالحها النفعية البحتة، ولديها استعداد لأن تضحى بأى شىء لتحقيق مصلحتها، حتى ولو على جثة الوطن والبشر، لذلك استأثر اتحاد ملاك يناير الذى شكله مجموعة المصالح من نشطاء ونخب ورجال أعمال وكتاب وفنانين ورياضيين وجماعات وتنظيمات وحركات فوضوية، ووظفوا الثورة بميدانها كدجاجة تبيض معادن نفيسة، وكل واحد منهم ينهل حسب رغبته، فمنهم من يريد الذهب، ومنهم من يريد الماس، وغير ذلك من المعادن.
لذلك تعانقت مصالح القوى الشريرة بكل قوة، واستعانوا بكل المخربين من بلطجية ومدمنين وداعرين، لتحقيق أهدافهم، من خلال ممارسة البلطجة والعربدة والتخريب والتدمير لابتزاز الدولة ومؤسساتها ومن قبلهما الشعب المصرى المترقب والخائف على وطنه من الانهيار.
إذن الخطورة ليست فى ممارسة الدعارة فى الخيام، وليست فى تعاطى المخدرات، أو لجوء البلطجية الهاربين من تنفيذ الأحكام واتخاذ ميدان التحرير ملجأ وحصانة من مطاردة الأمن فقط، لكن الكارثة الكبرى من وجهة نظرى تتمثل فى حجم التمثيل والكذب بفجور وغلظ عين من كل الموجودين فى ميدان التحرير من الثوار الأنقياء الأطهار، الذين لديهم أفكار ومطالب تدفع بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، وبدأ التسويق لذلك وبالقوة «الجبرية» والتهديد والابتزاز وخلط الأوراق، بهدف رئيسى وهو الوصول إلى قصور السلطة.
نعم، تسريبات المكالمات الهاتفية بين البرادعى ورجاله، ومكالمات الذين نصبوا أنفسهم خبراء استراتيجيين والمالكين الحصريين لمنح صكوك الوطنية لمن يشاؤون، وانتزاعها ممن يشاؤون، كشفت حجم المأساة والكارثة التى عاشتها مصر فى 25 يناير 2011، وأن أبطال المشهد أظهروا كما مخيفا من التآمر وافتقاد القيم الأخلاقية والوطنية ومدى النهم والشره للمناصب والمال فقط.
نعم كان البلطجية يسيطرون على الميدان، ويلقون دعما كبيرا من الخونة ونشطاء السبوبة، وحركة 6 إبريل، وخضعوا لرغباتهم، وسمحوا لهم بممارسة كل الموبقات من دعارة وتجارة وتعاطى المخدرات، وحدثت انشقاقات كبيرة فى صفوف «الثوار الأطهار»، فكفروا الرافضين وألصقوا بهم اتهامات خطيرة، واحتضنوا المؤيدين، ومنحوا البلطجية نفوذا وصك الشرعية للسيطرة على الميدان، ودعما غير محدود، من الحقوقيين وعدد من رجال الأعمال.
ولك الله يا مصر..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة