قال الدكتور محمود الهباش قاضى قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية و العلاقات الإسلامية، أن الشعب الفلسطينى قضى أكثر من قرن من الزمان يعانى من الإرهاب، منذ أن مُنح من لا يملك أرضًا ليست له، مشيرا إلى أن إسرائيل وضعت بذرة التطرف فى المنطقة، إذ تمارس الإرهاب ضد شعب أعزل، ورغم ذلك فالشعب الفلسطينى ضد التطرف والإرهاب.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية من المؤتمر الدولى الذى تنظمه مكتبة الإسكندرية للمكافحة الفكرية للتطرف والإرهاب، تحت عنوان "العالم ينتفض: متحدون فى مواجهة التطرف"، ويشارك فى المؤتمر ما يزيد على 300 باحث ومفكر ومتخصص فى قضايا الإرهاب، بهدف تعزيز العلاقة بين المراكز البحثية العربية المتخصصة فى التطرف، وبناء رؤى مشتركة.
وأكد أن أهم مرتكزات مواجهة الإرهاب، معرفة أسبابه التى تعتمد فى البداية على ضعف الثقافة والجهل، مؤكدا أن الإسلام و المسلمين أول ضحايا التطرف و الإرهاب، ولذلك هم أول من يجب أن يتصدوا له، و قال: "نداء إلى أصحاب القرار لابد من القضاء على بؤر الظلم و العدوان و العدوانية التى تمارس على الشعوب و الدول وأولها فلسطين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، الذى وصفه بالوصفة السحرية لتخليص المنطقة العربية و العالم من أهم ذرائع الإرهاب و المتطرفين.
وأشار إلى أن مصر لا تعرف إلا الاستقامة و السير الصحيح فى طريق النهوض بالإنسانية فى مواجهة الإرهاب والتطرف ، فمصر هى مصر الأزهر ، مشيرا إلى أن العالم كله يعانى من الإرهاب الذى بدأ يأخذ أشكالا متعددة شديدة السوء .
وأوضح أن الإرهاب بعيدا عن الإسلام، وأن الشعب العربى يعانى من الإرهاب مثل كل شعوب الدنيا و هو ما يدل على أن التطرف لا علاقة له بدين الإسلام، و طالب الحضور بإطلاق صرخة استنهاض لكل العالم لمواجهة التطرف و الإرهاب، ومواجهة أسباب التطرف فى الفكر المتطرف.
من جانبه، قال الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة، المدير التنفيذى لمركز عيسى الثقافى بالبحرين، إن الثورة الإيرانية أبرزت الوهابية كمذهب دينى لإشعال الفتنة فى المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الدين الإسلامى ليس المستهدف ، بل هو الآداة و الوسيلة للوصول إلى غاية مختلفة، وهى الأرض العربية، بما فيها من ثروات وموارد مادية و بشرية ، فالأرض العربية هى المستهدفة لتلبية الأهداف التوسعية و الاستعمارية ، لتأسيس الدولة الكبرى العبرية.
وقال إننا نلقتى اليوم و مازالت جراحنا العربية تنزف، مؤكدا ضرورة مواجهة آفة التطرف و الإرهاب الذى مزقت الكيان العربى من الداخل، و أشار إلى أن تلك الآفة استطاعت التوسع فى الوطن العربى بسبب التدخلات الخارجية السافرة ، بالإضافة إلى طبيعة البيئة العربية و المليئة بالتشاحن و الاختلافات الفكرية و العقائدية التى أعادت تشخيص الواقع العربى وأصبح التصدى لتلك الظاهرة أهم أولويات الاتحاد لمواجهة تلك الظاهرة.
واستنكر الازدواجية فى المعايير ، لبعض الدول ، نحو الدول العربية مثل العراق و سوريا ، وأشار إلى انه بالرغم من النجاحات العالمية و خدمة الإنسانية فى مجالات العلم و الفنون إلا أن الإرث التاريخى خلف النزاعات التى استخدمت فى تأجيج الطائفية و دمرت مفهوم الدولة الوطنية و تلاعبت بمفاهيم وحقائق تاريخية.
الشيخ الدكتور خالد بن خليفة أل خليفة ، المدير التنفيذى لمركز عيسى الثقافى بالبحرين
الدكتور محمود الهباش قاضى قضاة فلسطين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة