حنان شومان

"إكسترا نيوز" المولود الأحدث فى عالم الأخبار

الأربعاء، 18 يناير 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1991 عرف العالم العربى لأول مرة قيمة وجود قناة إخبارية تليفزيونية على مدى الأربع والعشرين ساعة، بعد أن كان لا يعرف إلا نشرات أخبار متفرقة ربما أهمها نشرة التاسعة، وذلك حين كانت قناة "سى إن إن" تبث أخبار حرب تحرير الكويت على الهواء مباشرة، ورغم أن هذه القناة كانت موجودة منذ 1980 إلا أن العرب ومصر لم يولوها اهتماما أو معرفة حتى ذلك التاريخ.
 
وكان هذا بمثابة حجر زاوية فى تغيير منطق الإعلام فى المنطقة التى شعرت أن الأخبار لا يكفيها نشرة إخبارية بين الحين والآخر، بل تحتاج لما هو أكثر.. وهنا ظهرت قناة الجزيرة القطرية فى نوفمبر 1996 برأسمال يُقدر بـ150 مليون دولار لتكون فعلا، كما صورت نفسها حجرا يُلقى فى بحر العرب الهادئ برغم أحداثه، واكتسبت مشاهدة عالية من كل المواطنين فى أرجاء المنطقة وتأثيرا لا يمكن إنكاره فى الأحداث السياسية، وصارت حديث كل بيت بدلا من سى إن إن، خاصة أنها تصدر باللغة العربية، فصارت قطر تُعرف بالجزيرة لا العكس.
 
وربما أدركت مصر وقيادتها السياسية آنذاك أهمية وجود محطة تليفزيونية إخبارية، ففى السادس من أكتوبر 1998 تم افتتاح قناة النيل للأخبار، وكانت أول قناة إخبارية متخصصة على مدار اليوم تبث أخبارا، ورغم تخصيص 50 مليون جنيه لهذه القناة إلا إنها لم تستطع أن تجذب المشاهد لا فى مصر ولا فى غيرها من دول المنطقة، فظلت تبدو وكأنها قناة محلية للأخبار وتلك حكاية طويلة.
 
ثم جاء عام 2003 لتنضم قناة العربية السعودية إلى باقة القنوات الإخبارية، واستطاعت أن تنافس بقوة قناة الجزيرة مع اختلاف توجه كل منهما. ثم أخيراً خرجت قناة سكاى نيوز العربية من أبو ظبى لتنضم إلى باقة القنوات الإخبارية المهمة فى المنطقة والعالم.
 
نعم فالعالم كله والعرب مدركون كم أهمية وجود محطات إخبارية تعبر عن سياستهم، وتنقل وجهات نظرهم وتدافع عنها ولكن باحترافية وبشكل مهنى حتى لو كان باطلاً، كما يحدث على كثير من المحطات العربية أو غيرها.
 
وفى الوقت الذى تبدو مصر فيه خارج هذه المنظومة برغم الصخب الدائر فى الإعلام ومن الإعلام، ما بين ظهور محطات جديدة وبيع وشراء وتحالفات، وحالة إعلامية تبدو غامضة بسبب قانون الإعلام الجديد، وحديث يائس لا ينقطع عن موت ماسبيرو الإكلينيكى، وبرغم الحديث عن ملايين أو مليارات يتقاضاها فنانون لتقديم برامج وغياب صناعة المذيع النجم، برغم كل هذا الصخب الذى لا يسمن من جوع ولا يعدل موقفا، ففى هدوء بالغ على الطرف الآخر تظهر قناة إخبارية مصرية هى إكسترا نيوز التى جمعت محطتين كانتا مخصصتين للأخبار من شبكة قنوات النهار والسى بى سى، وما أحوج مصر أن تكون لديها قناة إخبارية محترمة قيمة المحتوى والصورة، تستطيع أن تنافس فى عالم يدرك أن وجود قناة إخبارية ذو قيمة له تأثير كالسحر.
 
ورغم أن إكسترا نيوز ليست قناة تابعة بشكل مباشر أو غير مباشر للدولة إلا أن متابعتى لها منذ أن خرجت للنور بمذيعها الوجوه الشابة النضرة المدربة، وصورتها وتنوع أخبارها ومصادرها، واهتمامها بكل حدث عالمى يجعلنى أحلم بأن تكون مرشحة للتنافس حتى على المستوى الإقليمى.
 
إن صناعة محطات أخبار تنافس إقليميا أو عربيا تحتاج لأموال طائلة وخبرات قوية، والأهم ثقل دول يدعمها كمعلومات وقد لا تكون إكسترا نيوز تمتلك أموال العربية أو الجزيرة أو حتى تمويل سكاى نيوز، ولكنها تمتلك كما يبدو خبرات ورغبة ورؤية مختلفة عما اعتدنا نقدمه ونتلقاه من قنوات وخدمات إخبارية، لذا فأتمنى أن يكون لمصر مولود إخبارى ننافس به وتساعده الدولة بكل أجهزتها فهل يُعقل أن يحصل ماسبيرو أموالا منها إذا نقلت مثلا فعاليات زيارة رئاسية. 
 
مصر الرسمية لا تمتلك صوتا إعلامياً إخبارياً منافسا أو حتى يقترب من المنافسة فى دورى المظاليم الإعلامى، فلماذا لا تدعم قناة إخبارية مهنية والدعم المقصود هنا ليس بالمال بالتأكيد ولكن بالمعلومة وبثقل مصر كدولة، حتى يكون لنا صوتا كما لغيرنا. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة