كرم جبر

لماذا تمارس الدولة أنشطة اقتصادية؟

الأربعاء، 18 يناير 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من الضرورى أن تعظم الدولة دورها فى ممارسة الأنشطة الاقتصادية، حتى لا تترك الناس فريسة للجشع والاستغلال، والغريب أن الأثرياء ورجال الأعمال الذين يمسكون بتلابيب الثروة فى مصر وينعمون بها، هم الأكثر شكاية من سوء الأوضاع، ويذرفون دموع التماسيح، بينما الناس البسطاء يعيشون ويرفعون أيديهم باللعنات على من يستغلون أوجاعهم.
أغنياء هذا الوطن لم يقدموا لوطنهم ما ينبغى عليهم أن يقدموه وقت الأزمة، حتى تنزاح الغمة وتصل البلاد إلى بر الأمان..
أخذوا من مصر كثيرا وتضخمت أعمالهم وثرواتهم، وننتظر منهم أن يؤدوا واجبهم، حتى يعم الارتياح الارتياح والشعور بالعدالة، ولكن من الظلم ترك الناس فريسة للجشع، وفى الدول التى اخترعت الرأسمالية توجد ضوابط صارمة للمنافسة وتحديد هوامش الربح، وحماية الفقراء بإعانات البطالة ومظلات الحماية الاجتماعية.
 
مصر ليست منهارة اقتصاديا كما يزعمون، ودليل قوتها أنها استطاعت أن توفر آلاف الشقق لسكان العشوائيات الذين تعرضت بيوتهم للهدم، وهو ما عجزت الدول الكثر ثراء، ومن بينها الولايات المتحدة أغنى دولة فى العالم، فى حوادث الأعاصير المتكررة، والدولة قوية وتقف على أرض صلبة، واستطاعت أن تواجه كثيرا من المشكلات بمواردها الذاتية، دون أن تمد يدها لأحد، حتى رجال الأعمال الذين «شفطوا» خير البلد، اختفوا فى كثير من الأزمات، واكتفوا بتقديم وعود لا تتحقق وكلمات معسولة، لا تسمن ولا تغنى من جوع.
 
النغمة السائدة الآن هى إشاعة الخوف والقلق.. وهؤلاء الذين يزعمون الخوف هم الذين يفرشون طريق المستقبل بالقلق، وإذا سألتهم: لماذا هم خائفون؟ فلا تجد إجابات شافية ولا كلمات مقنعة.. مصر استردت قوتها وفيها دستور وقانون ومؤسسات وأحزاب وقضاء وجيش وشرطة ومجتمع مدنى، وأشياء أخرى كثيرة مثل الأوتاد التى تثبت السهول والوديان فوق الكرة الأرضية.. بناء راسخ وممتد الجذور للدولة المصرية الضاربة فى أعماق التاريخ.
 
الدولة القوية تحترم مؤسساتها وتدعم وجودها وتطلق يدها لتحقيق العدالة والمساواة والاستقرار، وهى مفتاتيح التنمية والتقدم، لذلك من الخطورة أن يتفرج البعض على ما يحدث الآن، من محاولات ضرب الثقة فى أجهزة الدولة ومؤسساتها، لأن الثمن سيكون فادحاً على الجميع.
 
الثقة هى التى تشع روح الطمأنينة وتمهد الطريق إلى المستقبل.. وإذا شعر شعب الناس بذلك، فسوف يقبلون على الحياة بمنتهى العزم والإصرار، وليس فى نفوسهم حقد يولد الكراهية، ولم يكن المصريون فى يوم من الأيام من ذلك الصنف.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة