طبيعى أن نبحث فى دفاترنا القديمة، ودفاترنا فى مصر مليئة بالمفاجآت والإمكانات المهدرة، والمعطلة، وفى حال نجحنا فى تشغيلها يمكن أن نوفر الكثير، فى أزمة الدواء نعرف أن لدينا فى مصر شركة لإنتاج الخامات الدوائية، صحيح أنها ليست شركة كبيرة، وأن إمكاناتها متواضعة، بالرغم من ذلك يمكن أن تخضع للتحديث، وساعتها يمكن أن تغنينا عن «سؤال اللئيم».
لا يمكن أن نتجاهل الخامات الدوائية، وهى القاعدة الأساسية لإنتاج الأدوية، خاصة الأنواع التى ليس لها ملكية فكرية، وتمثل 60 - %70 من الأدوية الموجودة، مصر لديها شركة يتيمة هى «النصر لإنتاج الكيماويات الدوائية» فى أبو زعبل، تم إنشاؤها فى الستينيات من القرن العشرين، على مساحة 120 فدانا، وبميزانية 3 ملايين جنيه، وافتتحها الرئيس عبدالناصر والرئيس السوفيتى خروشوف عام 1964، وكان الهدف من إنشائها أن تكون قاعدة لإنتاج الخامات الدوائية، ضمن ما يسمى «صناعة الصناعة»، منذ السبعينيات واجهت الشركة إهمالا، ووضعت ضمن خطة التصفية فى التسعينيات، ولم تخضع لأى تطوير.
الشركة بحالتها وبتكنولوجيا الستينيات بها 17 مصنعا، تنتج 250 مستحضرا بشريا، ومثلها بيطرى، و24 «مادة خام»، والمحاليل والحقن والمسكنات وأدوية السكر والإسبرين والباراسيتامول، وهى منتجات بالرغم من تواضعها، توفر مليارات سنويا.
الدكتور حسين عبدالحى، رئيس شركة النصر للكيماويات الدوائية، التابعة لقطاع الأعمال أعلن فى حديث للزميل عبدالحليم سالم فى 19 ديسمبر الماضى: «نحتاج مصنعا متقدما بتكنولوجيا 2017، وسنتمكن من تصنيع خامات تتوافق مع اشتراطات التصنيع والصحة العالمية، وتعطينا تطابقا مع الدستور الإنجليزى والدستور الألمانى، وهذه الدساتير تضع اشتراطات تضمن الجودة»، ويقدر عبدالحى تكلفة التطوير بنصف مليار جنيه، بما فى ذلك تكلفة الخامات الأولية.
يقول رئيس شركة النصر، إنه لأول مرة سيتم تصنيع المادة الفعالة لعقار السوفالدى فى مصر، بالتعاون مع الصين وتدريب العاملين هناك. ويرى أنه فى حالة توفير إمكانات للشركة يمكن أن تفى بنسبة كبيرة من الأدوية المطلوبة. وأن الشركة بها مصنع لتعبئة المحاليل الطبية، ينتج 1.7 مليون عبوة، تضاف إلى 4.3 مليون عبوة محلية، السوق يحتاج إلى 8.2 مليون.
ربما لا تكون شركة النصر ضخمة، ولكن يمكن فى حال تطويرها علميا وتكنولوجيا، أن تساهم بنصيب فى مواجهة سوق دواء عالمى متوحش. ويمكننا أن نتعاون مع دول مثل الصين والهند، بدلا من أن نظل أسرى لحرب غير متكافئة، ومازال ملف الدواء مفتوحا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة