كرم جبر

خدعة المتحدثين باسم الشعب!

الخميس، 19 يناير 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أكثر من يزعمون أنهم يتحدثون باسم الشعب، مع أنه لفظ ديكتاتورى شمولى سقط مع انهيار الأنظمة الشيوعية.. ورغم ذلك يستخدم ورثة التوابيت هذه الشعارات الفاسدة، لإثبات شعبية زائفة لا يمتلكونها، وخداع الجماهير التى لا تنطلى عليهم شعبيتهم.
 
إذا كانت المسألة كلاما فى الهواء، فى زمن فوضى الشعارات والبطولات، فأنا أتحدث باسم الشعب، وأنت تتحدث باسم الشعب، وهم يتحدثون باسم الشعب، وكل من يريد يتحدث باسم الشعب، والوحيد الذى لايتحدث باسم الشعب هو الشعب المغلوب على أمره.
 
ما أكثر من يزعمون أنهم يعرفون نبض الجماهير.. وهى أيضا من العبارات الوهمية الهلامية الخادعة المرسلة، وفقدت معناها من سوء استخدامها وجرأة تزييفها، وكأن من يتحدث يمسك فى يده سماعة ويقيس بها النبض، ولا توجد مراكز دراسات حقيقية أو صورية لقياس الرأى العام، ورصد أولوياته واهتماماته ومشاكله وأزماته، وفى زمن فوضى الشعارات والبطولات، ارتدى دكاترة نبض الجماهير، ثياب المحللين السياسيين والاستراتجيين والأمنيين، واقتحموا حياتنا وببوتنا عن طريق برامج الـ«توك توك شو»، التى تشدد الحصار حول عقولنا وعيوننا بالليل والنهار.
 
الرحمة حلوة وأحلى منها أن يرفعوا أيديهم عن نبض الجماهير، ويفرملوا ألسنتهم عن الحديث باسم الشعب، ولا أريد أن أذكر أسماء كثيرة، كانت تملأ الأبصار والشاشات لمعانا وبريقا، وكلها كانت تزعم أنها تتحدث باسم الشعب وتلمس النبض، فهوت وسقطت واحترقت، وبعضهم على سبيل المثال كان يضع فى سيارته، 5 جاكت و6 كرافتات و3 ساعات و4 نظارات، لزوم التغيير والظهور فى البرامج خمس أو ست مرات فى اليوم الواحد، لإمتاع الجماهير بطلعتهم البهية وأفكارهم اللوذعية.. واللوذعى هو فصيح اللسان.
 
شر البلية ما يضحك، والبلية بعينها هى ما نسمعه الآن من افتراءات وأكاذيب، يحاول أصحابها أن يلبسوها ثياب الحقيقة، وهم ينثرون بذور اليأس والأحباط والتشكيك، على طريقة «فيها لا أخفيها»، وتتصارع المصالح والضغائن والمطامع والاحقاد، وتتوارى «أجندات» خلف شعارات، وتتصاعد أجنحة الدخان فى الهواء، لتحجب الرؤية عن الشعب، مع أن الشعب، دون أن أزعم الحديث باسمه، لا يهمه صراع النخبة المتربصة، ولكن يهمه من يرفع مستوى معيشته وكرامته وكبريائه، والحد الأدنى لحياة كريمة.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة