هذه قصة عمرها 91 عاما، بدأت وقائعها فى عام 1925، والتطورات الخاصة بقضية تيران وصنافير تعيدنا إليها، والقصة تتعلق بجزء من مصر هى «واحة جغبوب» التى انضمت إلى الأراضى الليبية بقرار من حكومة «زيور باشا»، وتحتوى تفاصيلها على دراما يسجل يومياتها «أحمد شفيق باشا» فى «الحولية الثانية 1925» من مؤلفه الضخم «حوليات مصر السياسية» «7 أجزاء»، كما قدم الكاتب الصحفى محسن محمد كتابا خاصا بها هو «سرقة واحة مصرية» يحتوى على الوثائق الخاصة بها والصادرة من بريطانيا كقوة احتلال لمصر، وإيطاليا كقوة احتلال لليبيا.
كانت مصر وليبيا تابعتين لتركيا «الدولة العثمانية»، وبالتالى لم يكن هناك ما يدعو إلى تعيين حدود بينهما، وطبقًا لما يذكره «محسن محمد» فإن محمد على باشا والى مصر «1805 - 1849» عين حاكما على الواحة وفرض ضرائب على سكانها لأنها جزء من أرض مصر فى صحرائها الغربية، وفى الخريطة المحفوظة بالمتحف البريطانى فى لندن توجد «جغبوب» كجزء من أرض مصر، وهذه الخرائط تم وضعها بين عامى 1770 و1860، وتقع الواحة شمال غرب سيوة وتبعد عنها بنحو 125 كم، وتبعد عن السلوم بنحو 240 كم، وتقع فى منخفض الطرق الصحراوية إلى البحر بين مرسى مطروح والسلوم، ويمتد هذا المنخفض الذى تقع فيه واحة سيوة 150 كم، وتربطه بساحل البحر المتوسط بين مرسى مطروح والسلوم طرق كثيرة، وهذا يبين أهميتها إذا جاء هجوم على مصر بطريق هذا المنخفض.
أما عن تاريخها، ففيه أن محمد بن على السنوسى الإدريسى، المعروف باسم «السنوسى الكبير» نزل فيها، وهو من سلالة «الأدارسة» ومن أحفاد على بن أبى طالب، رضى الله عنه، وصاحب الدعوة السنوسية للإصلاح الدينى والاجتماعى، وأنشأ فيها الزوايا كمركز لبث الدعوة والإرشاد الدينى والاجتماعى، وفى كتاب «السنوسية دين ودولة» للمؤرخ الدكتور محمد فؤاد شكرى، أن الطليان أدركوا أهمية هذه الواحة لأنها أحد مراكز السنوسية الكبيرة، وتعد من الناحية الاستراتيجية مدخلا مهما من مداخل برقة، ويستطيع السنوسيون أن يشرفوا منها على أعمال الجهاد، ولأن هذا الجهاد سيكون ضد الطليان لأنهم قوة احتلال قرروا الاستيلاء على الواحة، ولأنها كانت ضمن الأراضى المصرية فكروا فى كيفية تذليل هذه العقبة، ومن هنا وضعت إيطاليا خططها الجهنمية، فكيف حدث ذلك؟.. غدًا نتابع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة