يوسف الشارونى.. رائد القصة القصيرة وتجربة وحيدة فى الرواية والشعر والسيرة

الخميس، 19 يناير 2017 10:03 م
يوسف الشارونى.. رائد القصة القصيرة وتجربة وحيدة فى الرواية والشعر والسيرة الكاتب يوسف الشارونى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لقد انتهيت فى القصة القصيرة بما بدأ به يوسف الشارونى" هكذا تحدث عنه الأديب نجيب محفوظ، فى إشارة إلى الكاتب الشهير الذى رحل عن عالمنا اليوم  عن عمر يناهز 93 عاماً.

 

والشارونى، الذى يعتبره النقاد رائد الاتجاه التعبيرى فى القصة القصيرة، صدر له أكثر من 60 عملا، ما بين قصص قصيرة ودراسات نقدية وشخصيات أدبية ودراسات تراثية، وترجمات لأعمال أجنبية، وكانت له تجربة وحيدة مع الرواية والسيرة الذاتية حيث قام بكتابة رواية الغرق عام 2006 وسيرة ومضات الذاكرة سنة 2003.

رواية الغرق
رواية الغرق

صدرت رواية "الغرق" ليوسف الشارونى (148 صفحة) عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2006 وكتب على غلافها "تحقيق روائى" وهى تسمية ربما تكون جديدة على هذا النوع من الكتابة، حيث اعتمد الكاتب على قصاصات من الجرائد والمجلات التى تناولت حدث غرق العبارة سالم أكسبريس خلال 7 دقائق استقرت فيها على عمق 32 مترا تحت سطح البحر الأحمر، ليلة الجمعة 14/12/1991، أثناء عودتها من ميناء جدة إلى ميناء سفاجا ثم ميناء السويس، لتأخذ معها 574 راكبا بمن فيهم قائد السفينة وغالبية طاقمها (بعضهم أمكن التعرف عليه، والبعض الآخر كان جثثا مجهولة) وكتب النجاة لعدد 180 راكبا فقط.

 

وكان أول من كتب عن تلك الحادثة هو الكاتب مصطفى أمين فى "آخر ساعة" يوم 16/12/1991، ثم توالت الكتابات والتعليقات والمتابعات الصحفية والإعلامية ليختار منها الشارونى 35 متابعة صحفية فى تحقيقه الروائي.

 

وإلى جانب ذلك هناك الشهادات والاعترافات التى أدلى بها الناجون من الحادث (شهود العيان) أحدهم قال "سيدة غارقة كانت تطفو بجانبى على المياه، تحتضن اثنين من عيالها وطفل ثالث كان على كتفها. بكيت لأنى لا أستطيع أن أعمل لهم شيئا."

 

أو شهادات أقرباء المتوفيين والمفقودين، بمن فيهم زوجة قبطان السفينة كريم كاتو، وشقيقه، وكلها شهادات إنسانية بالغة التأثير.

 

ومن بين المتوفين 50 رجلا و23 مفقودا من قرية واحدة هى قرية الجديان التى تبعد 70 كيلومترا جنوب مدينة سوهاج، وعرفت بعد ذلك بقرية الأحزان، استطاع الشارونى أن ينفذ إليها ويرصد ما قاله أهل تلك القرية التى دب فيها الموت عقب الحادث، حيث "حالة من الوجوم والسكون تسكن الوجوه، ومن الغريب أن أحدا لا يجهش بالبكاء وإنما هناك دموع متجمدة، فالدموع ليست هى الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الحزن، هناك ما هو أعنف وأكثر حرقة."

 

وقد شمل التحقيق الروائى الذى أجراه الشاروني، حالة العبارة قبل إبحارها من جدة فى طريقها إلى سفاجا فالسويس، والسؤال الذى طرح بعد مرور 15 يوما على الكارثة: هل ننتشل العبارة ونعوِّمها أم نتركها فى مرقدها؟الرواية تنتمى إلى ما يسمى بـ"التحقيق الروائي"٬ وهو نوع من الروايات المبنية على حقائق تاريخية وأحداث موثقة.

ومضات الذاكرة
 
ومضات الذاكرة – سيرة ذاتية- 2003

الشارونى قدم لقارئه "مباهج التسعين"، ويباهى بالعنفوان فى هذا العمر، وها هو يتحدث بنفسه عن العمر الذى انقضى، فيقول: "أشبه نفسى بالتاجر الذى يُحصى مكاسبه وخسائره فى آخر يومه، فأجدنى نشرت ثلاثة وستين كتاباً – وأربعة قيد النشر – ما بين قصة ورواية ونثر شعرى ودراسات نقدية وسيَر، فلم أحدد لنفسى إبداعاً معيناً بل أطلقتها تبدع فى حرية، وذلك بحسب قراءة للكاتب مصطفى عبد الله،  فضلاً عن عشرات المشاركات الأدبية من الصين شرقاً حتى اكسفورد والجزائر غرباً، ومن الدانمارك شمالاً حتى جوبا جنوباً".

المساء الأخير
 
ديوان "المساء الأخير" –نثر غنائى - 1963

أصدر ديوان "المساء الأخير" سنة 1963م وكان فيه رائداً للنثر الغنائى كما يسميه، أو يسميه النقاد قصيدة النثر، لكنه غادر هذه المنطقة سريعاً لتبقى إبداعاته فى القصة القصيرة علامات مضيئة وفارقة فى تاريخ هذا الفن فى مصر والوطن العربى وهنا قد نتساءل لماذا لم يستكمل هذا المشروع وهو الذى أوضح فيه سبقاً، وذلك بحسب الناقدة أمانى فؤاد.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة