سعيد الشحات

«الوطن.. بلا السفير»

الإثنين، 02 يناير 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تتوقف جريدة بحجم وقيمة «السفير» اللبنانية عن الصدور اعتبارا من أمس «أول أيام 2017»، فهذا يعنى أننا أمام حدث صحفى وسياسى كبير، يدق جرس الإنذار بالنسبة لمستقبل الصحافة فى كل الدول العربية.
 
توقفت «السفير» بعد 42 عاما من الصدور وشهرة عربية واسعة، هو رسالة إلى باقى الصحف العربية، وإلى العاملين فى حقل الصحافة فى ظل الأزمات الاقتصادية الخانقة، واعتقادى، بلا مبالغة، أننا أمام حدث يتخطى فى دلالته حيز مهنة الصحافة إلى فضاء مستقبل هذه المنطقة سياسيا.
 
ولدت «السفير» عام 1975 فى وقت كانت المنطقة العربية تنتقل من حال إلى نقيضه، وكانت الحرب الأهلية اللبنانية عنوانا مهما للحالة العربية الجديدة بما حملته من ارتفاع صوت وحركة «الطائفية» و«الإقليمية» و«الدينية»، و«السلام مع إسرائيل»، وغيرها من السياسات والأفكار التى غذت ومازالت تغذى المشروع الصهيونى، فتجرأت إسرائيل لتغزو لبنان عام 1982 وتحاصر بيروت لما يقرب من ثمانين يوما، وتواصل إلى الآن غزوها بنجاح لكل بلد عربى دون احتياج كبير لصوت البنادق.
 
كانت آلة الدهس تقوى كل يوم على كل ما هو قومى عربى فكرا وحركة منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضى، وكان سلاح المال النفطى هو وقود هذه الآلة، وفى هذه الأجواء خرجت «السفير» إلى النور معبرة عن الصف المقاوم للطائفية والإقليمية والسلام مع إسرائيل، وناطقة بكل ما يصب فى مصلحة الاستقلال الوطنى والعربى، وفعلت كل ذلك بمهنية وحرفية صحافية عالية.
 
اكتسبت «السفير» مصداقية عالية بحرفيتها الصحفية العالية فى تغطيتها للحدث بالخبر والتقرير والتحقيق واستخدام الصورة والكاريكاتير، وظل كتاب الرأى فيها نبضا رائعا يتساوى فى روعته مع قضاياها وملاحقها الثقافية، وبهذه الخلطة الصحفية أصبحت منارة تشع من مقرها فى بيروت وتوزع نورها إلى باقى الأقطار العربية، ولأجل كل هذا فإن توقفها اليوم يعنى انطفاء شعاع فى وقت تقول كل معطياته أن معاركنا القومية والوطنية تدخل فى أصعب مراحلها مع خطر تفكيك الدولة الوطنية التى عرفناها منذ الحرب العالمية الثانية فى القرن الماضى.
 
فى وداعها للقراء خرجت الصحيفة فى عددها الأخير أمس الأول بعنوان لافت هو «الوطن.. بلا السفير»، وقال رئيس تحريرها وناشرها الكاتب اللبنانى المعروف طلال سليمان: «الرحلة كان لابد لها أن تنتهى، الأزمة الخطيرة التى تتهدد الصحافة فى العالم أجمع، وفى الوطن العربى عموما تعصف بالصحف المحلية».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة