ما يجرى بين الرئيس الحالى باراك أوباما، والرئيس المنتخب، دونالد ترامب، غير مسبوق فى التاريخ الأمريكى، أن يتلاسن رئيس قادم ورئيس ينهى مدته، باراك يصف ترامب بـ«المجنون» ودونالد يرد: اسكت يافاشل. كان المتوقع أن تأتى الإفيهات من ترامب، صاحب أكثر التصريحات إثارة، لكنها جاءت من أوباما، الذى حظى بأكبر قدر من الترحيب كأول رئيس أسود فى البيت الأبيض، أثار الكثير من الإلهام فى العالم. وبعد فوزه كانت هناك توقعات ألا يصل للبيت الأبيض. كان متحدثا وخطيبا بارعا، قادرا على استخدام التعبيرات المؤثرة والمثيرة للإلهام.. بعد ثمانى سنوات أثبت أن الرئيس الجيد ليس بالضرورة هو الخطيب الجيد.
أوباما بدا فى شهوره الأخيرة مرتبكا، يتصرف بما لا يليق بالقطب الأكثر تأثيرا على الكوكب، يشكو من تجسس وقرصنة وتدخل روسى فى الانتخابات الأمريكية، طرد 35 دبلوماسيًا روسيًا، وهو تصرف يكشف عن ارتباك، حسب وصف واشنطن بوست ونيويورك تايمز، لم يأخذه الإعلام على محمل الجد.
أوباما حاول أن يبرر خسارة هيلارى كلينتون بأنها نتاج تدخلات روسية.. وكان مفاجئا أن يتبنى نظريات الشك والتدخل، بينما التحليلات السائدة كانت اعترافًا بأن سياسات أوباما هى سبب خسارة هيلارى والديمقراطيين، ما وصفه معلقون على صفحات التواصل بفوضى لم تستفد منها الولايات المتحدة، لم يواجه المنافسة الصينية الاقتصادية، ولا التدخل الروسى فى سوريا، ولا ساند حلفاء أمريكا الأوروبيين، قال البعض» يا أوباما جعلت أمريكا صغيرة أمام العالم، وحتى ضعف سياستك أدت إلى تقوية روسيا. الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، تجاهل اتهامات أوباما وخاطب دونالد ترامب، و أدار الاثنان حوارًا بعيدا عن باراك.. وفشل أوباما فى التدليل على اتهام الروس باختراق منظومة الاستخبارات الأمريكية، وهى فضيحة له ولإدارته. وسأله معلق ترامبى: لو اخترقونا تكون أنت الفاشل.
اللافت أن أوباما وترامب اشتبكا على «تويتر»، فيما يشبه الكيد السياسى، كتب أوباما: لو ترشحت لهزمتك، ورد ترامب واصفًا إياه بالفاشل، وقال له: كنت اتشطر على داعش.. تركت الإرهاب يرعى فى العالم وعجزت عن وضع سياسة خارجية تتناسب مع أمريكا وتريد الترشح.
تويتر انقسم مؤيدو أوباما دافعوا عن اتهامه للروس، ومعارضوه اتهموه بأنه جلب الهزيمة للديمقراطيين بسبب سياساته الضعيفة. لا أحد يعرف أين تنتهى حرب تويتر، بين أوبامام وترامب، وهل تصل العلاقة مع بوتين لتعقيد المشهد أمام ترامب، لكنها أمر غير مسبوق فى تاريخ أمريكا، والفضل لثورة اتصالات جعلت الحرب على الهواء.