يلملم معسكر التيار المحافظ فى إيران أوراقه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية فى 19 مايو 2017 المقبل، وبعد أن وقع فى حيرة على مدار الأشهر الماضية من الإجماع حول مرشح قوى يتمكن من منافسة الرئيس الإيرانى المدعوم من المعسكر الإصلاحى حسن روحانى، بعد خروج الرئيس السابق أحمدى نجاد الذى عمل بتوصية المرشد على خامنئى وابتعد عن الانتخابات الرئاسية، لتخرج إحدى أقدم الأحزاب المحافظة، حزب "مؤتلفة" الإسلامى ويعلن عن ترشيح المتشدد "سيد مصطفى ميرسليم" كمرشح نهائى للحزب، دون تنسيق أو إجماع بين التيارات المحافظة الأخرى.
وفى مقابلة لصحيفة اعتماد الإصلاحية قال محمد نبى حبيبى، الأمين العام لحزب "مؤتلفة" الإسلامى، أن ميرسليم، قادر على أن يكون المرشح النهائى للتيار الأصولى كافة، وأضاف فى تصريحاته اليوم أنه فى حال تقديم الأحزاب الأصولية مرشحين آخرين فأنه سيتم تشكيل ائتلاف، ومرشح التيار الأصولى النهائى سيكون مرشح لكافة الأحزاب الأصولية، مشيرا إلى أن اختيار مير سليم جاء بعد مباحثات استمرت 6 أشهر.
من هو ميرسليم؟
شغل مير سليم منصب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامى فى حكومة هاشمى رفسنجانى الثانية (1993- 1997)، وهو عضو هيئة التدريس بجامعة أمير كبير، وكان عضوا فى حزب الجمهورية الإسلامية، كما شغل منصب مساعد رئيس الجمهورية فى الشئون البحثية، وهو أيضا عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام.
وعكس الإعلام الإيرانى ردود الأفعال التى تبعت إعلان مرشح متشدد خوض السباق الانتخابى، وقالت صحيفة اعتماد الإصلاحية، أن حزب مؤتلفة يسعى لاستعراض عضلاته أمام سائر الجماعات والأحزاب الأصولية، مشيرة إلى أن الحزب أعلن بشكل منفرد دون أن يصل التيار المحافظ إلى إجماع حول مرشح بعينه.
وفرضت الصحيفة سيناريو خوض ميرسليم الانتخابات أمام روحانى، وقالت إنه جزء من بازل أكبر للتيار الأصولى، وسيقف أمام روحانى باعتباره أحد مرشحى هذا التيار فى المناظرات الانتخابية، كى يلعب دورا فى منع انتخاب روحانى فى المرحلة الأولى.. ويرى قسما من التيار الأصولى فى إيران أنه فى حال تمكن من ذلك فسيكون هناك مرشح لهم فى المرحلة الثانية من الانتخابات سيتمكن من الاحتفال بالانتصار على روحانى وفقا للصحيفة.
ونقلت الصحف الإصلاحية عن عضو مجلس اللجنة المركزية فى حزب مؤلفة اسد الله بادامجيان، أن ميرسليم لا ينتوى الانسحاب، مشيرا إلى أن الحزب اختار الشخص الأنسب لخوض الانتخابات وسوف يسعى كى يجد ميرسليم استحسان شورى ائتلاف التيار الأصولى ليصل المعسكر الأصولى إلى إجماع عليه.
ووفقا للصحف أن أهم ما يميز ميرسليم هو زيه الذى يختلف عن سائر المسئولين فى إيران وهو ارتداء البنطلون والجاكيت.
لكن يرى المراقبون أن الإصلاحيين يعتبرون أن دخول شخصية متشددة دائرة المنافسة أمام رئيس معتدل تصب فى صالح روحانى، لأن الأصوات الانتخابية ستتجه كلها إلى الأخير خوفا من عودة المتشددين للحكم مجددا.
من جانبه، أعلن النائب الإيرانى محمد مهدى زاهدى، الذى ينتمى للتيار المحافظ، خوض الانتخابات الرئاسية فى إيران المقرر إجراؤها فى مايو المقبل. ووفقا لوكالة تسنيم الإيرانية فإن زاهدى شغل منصب سفير إيران السابق لدى ماليزيا، ووزير العلوم فى حكومة الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد، ورئيس لجنة التعليم والأبحاث بالبرلمان الإيرانى السابق.
وبذلك يعتبر زاهدى المرشح الثانى الذى يعلن رسميا عن خوض الانتخابات، أمام الرئيس الحالى حسن روحانى.
هل تصبح مرضية أول امرأة تترشح لمنصب رئيس الجمهورية فى إيران؟
وفى السياق نفسه طرحت تقارير صحفية فكرة ترشح امرأة للمرة الأولى منصب رئيس الجمهورية فى إيران، وطرحت صحيفة ابتكار الإيرانية الفكرة، مشيرة إلى أن "مرضية وحيد دستجردى" مستشار رئيس السلطة القضائية من الممكن أن تصبح السيدة الأولى التى تترشح للانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى تأسيس "جبهة شعبية لكوادر الثورى الإسلامية" شاركت فيها دستجردى، وهو ما خلق شائعات حول احتمالية ترشحها فى الانتخابات المقبلة.
وقال عباس على كدخدائى المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور فى إيران، إن المرأة أيضا يحق لها الترشح فى الانتخابات الرئاسية.
من هى مرضية؟
مرضية وحيد دستجردى تبلغ من العمر 57 عاما وهى أستاذة جامعية وعضو فى البرلمان الإيرانى السابق، كما شغلت فى سبتمبر من عام 2009 منصب وزيرة الصحة والتعليم الطبى، فى الولاية الثانية للرئيس المتشدد أحمدى نجاد، لتكون أول وزيرة فى إيران منذ الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوى، وثالث وزيرة فى تاريخ إيران، وتم تعينها فى إبريل العام الجارى بمنصب مستشار رئيس السلطة القضائية لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب منذ قيام الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979، وقدمت دستجردى استقالتها من المنصب فى 27 ديسمبر من عام 2012.
ونقلت صحيفة ابتكار عن أحد أعضاء "الجبهة الشعبية لكوادر الثورة الإسلامية"، الذى قال إن مشاركة مرضية دستجردى كأول عضوية لها فى حزب سياسى، أشاع عن احتمالية أن يعلنها التيار الأصولى مرشحة منافسة لروحانى.
وأشارت الصحيفة إلى أن مرضية شاركت فى تأسيس "الجبهة الشعبية لكوادر الثورة الإسلامية" مشيرة إلى أنها تنظيم غير حزبى، ولا يمكن ربطه بأى من التياريين الأصولى أو الإصلاحى.
لكن مراقبين فى الداخل الإيرانى يرون أن التيار الأصولى يخشى تكرار خسارته فى الانتخابات الرئاسية السابقة (2013) والتى اكتسح فيها روحانى بفارق كبير على المرشحين المحافظين وحقق فوز من الجولة الأولى، خاصة وأن الرئيس الإيرانى رغم الوضع الاقتصادى المتردى وعدم تحقيق كامل وعوده الانتخابية، إلا أنه لا يزال أمامه فرص فوز كبيرة ويحتفظ بشعبية تمكنه من الفوز أمام أى مرشح محافظ، لكن ليس بنفس نسبة الأصوات التى حصل عليها فى انتخابات 2013.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة