يعد ملف تطوير العشوائيات من أهم الملفات التى تحظى باهتمام الدولة فى الوقت الراهن، حيث يشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على ضرورة تطوير المناطق العشوائية والقضاء عليها تدريجيا، من خلال برنامج حكومى، وإنشاء صندوق تطوير العشوائيات الذى أنشأ خصيصا لهذا الغرض.
تكونت المناطق العشوائية فى مصر خاصة بالمناطق الحضارية على مر السنوات الماضية نتيجة للزيادة السكانية ونزوح السكان من المناطق الريفية المحرومة من المرافق والخدمات إلى المدن الحضارية، للبحث عن فرص عمل وظروف معيشية أفضل.
ويشير تقرير التنمية البشرية المحلية فيما يتعلق بالعشوائيات والتنمية البشرية والصادر فى عام 2015 من معهد التخطيط القومى، إلى أن حجم الاحتياج السنوى للوحدات السكنية فى مصر يتراوح ما بين 200 ألفا إلى 300 ألف وحدة سكنية، لسد احتياجات الزيادة السكانية والهجرة الداخلية، ويقوم قطاع الإسكان الحكومى بتوفير 27,6% من هذا الاحتياج، كما يوفر القطاع الخاص نفس النسبة 27.6%، فيما يسد الإسكان العشوائى 45.2% من هذا الاحتياج، مما جعل الاعتماد الأكبر على سد الاحتياج من الإسكان العشوائى.
وتعد محافظة الإسكندرية من المدن الحضارية التى أصيبت بآفة المناطق العشوائية، حيث تعرضت المحافظة على مدار السنوات الماضية إلى تكوين 33 منطقة عشوائية، شكلت حزاما حول أطراف المحافظة.
وأوضح تقرير التنمية البشرية المحلية الصادر من معهد التخطيط القومى عام 2015، إلى أنه من بين تلك المناطق العشوائية يوجد نحو 10 مناطق غير آمنة، وتمثل خطورة على سكانها، وتصنف على أنها الأكثر خطورة، وأهمها، "الطوبجية والمصلحى ونجع العرب ووادى القمر والعرائس".
ووفق تصريحات الدكتور أحمد درويش نائب وزير الاسكان للتطوير الحضارى، فى زيارته الأخيرة للإسكندرية، فإن تلك المناطق تحتاج إلى توفير 7900 وحدة سكنية بتكلفة 587 مليون جنيه حتى يتم نقل الأسر المعرضة للخطر بها، ووضعهم فى مساكن بديلة.
يفتح "اليوم السابع" ملف المناطق العشوائية وينشر خريطة المناطق الأكثر خطورة بالإسكندرية.. وجهود المحافظين المتعاقبين على المحافظة لمواجهة هذا الملف
منطقة الطوبجية .. المنطقة أنشئت فوق جبانة مصر القديمة وتعد الأكثر خطورة غرب الإسكندرية
تعد منطقة الطوبجية التى تقع بمنطقة القبارى غرب الإسكندرية، من أخطر تلك العشوائيات، والتى أصبحت تمثل خطورة على أرواح ساكنيها، حيث بدأت الكارثة عندما بدأ الأهالى منذ سنوات فى بناء عشش وأبنية أسمنية مكونة من دورين أو 3 على الأكثر فوق سطح الأرض، وفوق ما يعرف بالجبانة القديمة للإسكندرية، والتى يعود تاريخها إلى أكثر من 2300 عام.
شهدت منطقة طابية الصالح "الطوبجية" بالقبارى عددا من التصدعات ومناطق الهبوط الأرضى المتقاربة، والتى أدت إلى كسر فى ماسورة مياه الشرب، وتسبب ذلك فى انهيار واحدة من تلك العشش وتشريد 4 أسر بالشارع.
كشف عبد العزيز الشناوى، منسق الحملة الشعبية للنهوض بمنطقة مينا البصل لـ"اليوم السابع"، أن ما يزيد الخطورة بالمنطقة هى محاولات غير مشروعة للتنقيب عن الآثار بالمنطقة، نظرا لبنائها فوق الجبانة القديمة، الأمر الذى أدى إلى تفريغ الأرض من تحت "البلوكات الشعبية، خاصة فى ظل وجود مقاولين تخصصوا فى هذا الأمر، وإغراء أصحاب المنازل بمبالغ مالية كبيرة تصل إلى 30 ألف جنيه للتنقيب عن الآثار تحت المنازل.
وأشار إلى أن الكارثة تهدد 120 أسرة هم سكان 10 بلوكات، تم الحفر تحتها، وحذر من كارثة انهيار بلوكات أخرى، والتى تقع فوق الأرض المفرغة إثر التنقيب، مطالبا الأجهزة التنفيذية بالتدخل الفورى وإيجاد مساكن بديلة للأسر المشردة.
أما عن موقف الجهات التنفيذية بالمحافظة تجاه الأزمة، فقد قام حى غرب الإسكندرية بحصر شامل لكل العشش، تمهيدا لإعداد مساكن بديلة لهم ونقلهم إليها، استعدادا لتسليم تلك الأرض لهيئة الآثار، لأن بها شواهد أثرية.
منطقة كوم الملح.. عشش ذات أسقف خشبية وأزقة وحوارى ضيقة تملاؤها القوراض والثعابين
تقع منطقة كوم الملح العشوائية أيضا بالقابرى غرب الإسكندرية، حيث أنشئت المنطقة بشكل عشوائى من عشش بدون أسقف، وتشكلت بشكل عشوائى إلى أن خلقت بينها شوارع وحوارى وأزقة ضيقة جدا، وأصبحت تملؤها القمامة والقوارض والحشرات والثعابين، وتمثل خطورة على سكانها بسبب سوء الأحوال البيئية بالمنطقة، خاصة فى فصل الشتاء، حيث لا تمثل الأسقف الخشبية حماية كافية لسكانها.
تعمل وزارة الإسكان بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية حاليا على نقل قاطنى "كوم الملح" إلى مساكن "الإيجى كاب"، لأنها تمثل خطورة من الدرجة الثانية، ويبلغ عدد قاطنيها 776 أسرة و760 محلا، وسيتم نقلهم فور الانتهاء من الوحدات المخصصة لهم، كما يتم دراسة حاليا لبناء مدينة على غرار مدينة غيط العنب "البشاير 2" لتطوير المنطقة بمعرفة القوات المسلحة.
منطقة حى العرائس بكرموز.. المياه الجوفية تحاصر المنازل
يقع حى العرائس بمنطقة كرموز، وهى أقدم مناطق حى غرب أيضًا، وبه عدة معالم سياحية أهمها، «عمود السوارى» و«مقابر كوم الشقافة» الأثرية، وترجع أيضا للعصر الرومانى بالمدينة.
وبالرغم من حداثة بناء تلك المدينة من قبل المحافظة، والتى نسبت إلى مدينة العرائس بسبب حداثتها، إلا أن المياه الجوفية التى ظهرت أسفل المنازل تمثل خطورة داهمة على العقارات والسكان بها، وأصبحت المنطقة كلها محاصرة بالمياه الجوفية والحشرات والقوارض، وعرضة لانتشار الأمراض نتيجة تلك البيئة غير الصالحة للسكن.
منطقة وادى القمر.. تلوث الهواء يصيب السكان بأمراض خطيرة بالجهاز التنفسى
أما منطقة وادى القمر بغرب الإسكندرية، فإن لها وضع مختلف، حيث تتمثل خطورة المنطقة فى تهديد الصحة العامة للسكان، بسبب ما يتعرضون له من انبعاثات خطرة تصدر من المنطقة الصناعية القريبة من المنطقة السكانية، حيث يوجد بالمنطقة ما يزيد عن 50 ألف نسمة، مما يعرضهم للإصابة بأمراض الجهاز التنفسى، مثل "الربو والسرطان".
وما يزيد الموقف تعقيدا، أن تكون المنطقة بطريقة عشوائية أيضا حول المنطقة الصناعية وعلى مسافة قريبة منها، مما جعل محاولات جميع الأهالى للمطالبة بنقل المصانع المسببة للتلوث بعيدا عن الكتل السكانية، بسبب وجود المصانع.
منطقة الهضبة الصينية.. تشبه الدويقة مع انتشار تجارة المخدرات
تقع منطقة الهضبة الصينية بالعجمى غرب الإسكندرية، وقد أنشئت بطريقة عشوائية فوق هضبة تل مرتفعة، تشبه عشوائيات المقطم، بما يمثل خطورة داهمة على السكان فى حالة تعرض تلك الهضبة إلى الانهيار فى أى وقت، بالإضافة إلى نقص الخدمات، حيث الطرق غير الممهدة وممارسة أعمال منافية للآداب وتجارة المخدرات، نظرا لاعتبار أنها منطقة نائية وتثير المخاوف عند المرور بها ليلا.
منطقة نجع العرب.. خارج نطاق الخدمة وتعانى نقص الخدمات
تعد منطقة نجع العرب من أخطر المناطق العشوائية المهددة للصحة، وهى المنطقة الواقعة بين "المتراس" غرب الإسكندرية وطريق محور التعمير، والتى تعانى من نقص شديد فى المرافق من حيث ضعف شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحى، بالإضافة إلى تراكم القمامة وانتشار الحشرات والقوارض، وهو ما جعلها أكثر المناطق التى تأثرت بغرق الإسكندرية بمياه الأمطار العام الماضى، ويعيش سكان تلك المنطقة مأساة حقيقية فى بيئة لا تصلح للسكن الآدمى، خاصة وأن أغلب سكانها يقعون تحت خط الفقر ويعملون بمهنة الصيد من الملاحات القريبة منها.
منطقة عبد القادر.. تقع تحت شبكات خطوط الضغط العالى الهوائية
وتعد منطقة عبد القادر وخلف مصيلحى التابعة لحى العامرية غرب الإسكندرية من المناطق العشوائية الأكثر خطورة والمهددة للصحة، وذلك بسبب أنها تقع تحت شبكات خطوط الضغط العالى الهوائية، وتم إدراج تلك المنطقة فى خطة التنمية لصندوق تطوير العشوائيات 2017 وفق ما جاء فى تقرير التنمية البشرية 2015.
منطقة طلمبات المكس.. المنازل على جانبى خندق خليج المكس
وتعد منطقة طلمبات المكس التابعة لحى العجمى، من المناطق التى تمثل خطورة على السكان بسبب بناء المساكن بطريقة عشوائية على جانبى خليج المكس، وبدأت وزارة الإسكان بالفعل فى تنفيذ مشروع لنقل السكان على ترعة الخندق بالمكس، لما تمثله من خطورة داهمة من الدرجة الثانية على سكانها، ويتضمن المشروع 8 عقارات تحتوى على 160 وحدة، ووفق تقارير الوزارة فإن المشروع قد بدأ فى 2015 وسوف ينتهى فى أبريل 2017.
شارع الرحمة وواوبور الجاز يمثلان خطورة من الدرجة الثانية
تعد من المناطق التى تمثل خطورة من الدرجة الثانية على السكان، وقامت وزارة الإسكان بالعمل على نقل بعض السكان منها، وتم توفير 662 وحدة سكنية لشارع لرحمة و59 وحدة سكنية لمنطقة وابور الجاز بحى العامرية، وتم نقل الأسر إليها خلال الفترة من 2009 وحتى 2016، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة