ذات يوم.. المجلس الأعلى للقوات المسلحة يهاجم روسيا فى منزل السادات

الإثنين، 02 يناير 2017 11:00 ص
ذات يوم.. المجلس الأعلى للقوات المسلحة يهاجم روسيا فى منزل السادات السادات مع الفريق صادق
كتب : سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استدعى الرئيس أنور السادات أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى اجتماع فى منزله بـ«الجيزة»، فى مثل هذا اليوم «2 يناير 1971»، وعلى مدى ثلاث ساعات دارت المناقشات حول استعدادات القوات المسلحة لخوض الحرب ضد إسرائيل لتحرير الأرض المحتلة فى 5 يونيه 1967. كان وزير الحربية الفريق محمد أحمد صادق فى مقدمة الحاضرين، واللواء سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واحتل السلاح السوفيتى جانبًا كبيرًا من المناقشات، ويأتى محمد حسنين هيكل بمحضر هذا الاجتماع ضمن وثائقه فى كتابه «أكتوبر 1973 - السلاح والسياسة»، لكنه يضعه فى سياق التضارب فى الآراء والخطط بين الفريق صادق والرئيس السادات حول «شكل العمليات المحتملة ضد إسرائيل» و«نوعية الأسلحة المطلوبة» و«عقدة الخبراء السوفيت» الموجودين فى الجيش المصرى وحدود اختصاصهم، وحسب هيكل: «عبر هذا التضارب عن نفسه وبوضوح على أعلى مستويات القيادة العسكرية المصرية، وتجلى مرات كثيرة فى اجتماعات المجلس الأعلى للقوات المسلحة»، وكان اجتماع يوم 2 يناير 1971 نموذجًا. 
 
قال اللواء عبدالقادر حسن: «كان مسؤولًا عن الإمداد العسكرى»، «قبل أن أسافر آخر مرة إلى موسكو يا سيادة الرئيس، المستشارين السوفيت أنفسهم قالوا لنا إننا لازم نجيب ميدان رمى نار وأنواع معينة من الصواريخ، رحت هناك يا فندم مالقيتش أى مخلوق عاوز يسمع بهذا الطلب»، واشتكى اللواء محمد على فهمى «قائد الدفاع الجوى» من أنه يحتاج إلى نوع الصواريخ الخفيفة «الاسترللا» المعدلة لكنهم «الروس» قالوا ليس موجودا عندنا، رغم وجوده بالفعل، وقال اللواء محمود عبدالرحمن فهمى «قائد البحرية»: «وجود الاتحاد السوفيتى فى البحر الأبيض مرهون بكلمة واحدة من سيادتك»، فرد السادات: «أنا لسه ماوصلتش لهذه المرحلة يا محمود»، وتحدث اللواء أحمد ثابت، واللواء على عبدالخبير «قائد المنطقة المركزية» واللواء على بغدادى.
 
علق السادات: «أنا عايز حلول مش عايز الكلام الكلاسيكى، نحن لسنا قاعدين فى البنتاجون مثلًا، ده يقول أنا عايز إمكانيات وده يقول ناقصنى إمكانيات، أبدا إحنا مش فى البنتاجون، إحنا هنا قاعدين فى القاهرة على شاطئ النيل فى كورنر ومزنوقين، كده مزنوقين فى كورنر، وأنا أتفق مع الأخ سعيد الماحى اللى قال إن إحنا عندنا إمكانيات بس اتعودنا باستمرار نطلب الأكثر، فيه سؤال بيطرح نفسه، والنهاردة بدأ فى الجامعات، فيه ناس يمكن بيغذوه، لكن جايز يكون له رنين بعد فترة، فيه سؤال فى الجامعات، أين ثورية المعركة وأين الحسم فى المعركة، وأين وأين، واحنا لن نتساوى مع إسرائيل بعد خمس سنين ولا بعد عشر سنين».
 
وسأل «الشاذلى»، عما إذا كنا نقدر أن نقوم بعمليات دون علم الروس، فأجاب السادات: «مؤكد لازم نقول للروس مسبقًا لكن ليس مسبقًا قوى»، وقال الفريق صادق: كل واحد من القادة الموجودين هنا له رغبة فى القتال وإيمان بأنه مفيش حل، بالعكس كنا نقول إن كان ربنا راضى عن هذا البلد فهى لازم تنهى مشكلتها عسكريًا حتى تستعيد ثقتها فى نفسها، وإحنا كعسكريين مؤمنين بالله ومؤمنين بإنقاذ مصر، فالإنقاذ الوحيد الذى يمكن أن يقدم لمصر فى هذه الأيام هو نصر عسكرى، مصر لا تحتمل هذه المرة أبسط هزيمة، بل لا تحتمل حتى أبسط عدم نصر، لابد أن نكون ضامنين المعركة على الأقل بنسبة 60 و70%، والحاجات اللى نقصانا حاجات مهمة جدا وحيوية جدا وأولها طيارة الردع اللى ممكن تصل إلى أرض العدو، تفتكر سيادتك إنك سألتنى: تقدر خسائرنا أد إيه فى العبور؟، قلت لسيادتك 17500، وفى آخر مشروع عملناه تركت الروس يقدروا خسائرنا لغاية اليوم الرابع فى المعركة، تقديرهم كان أكثر من 35 ألف عسكرى، وده كله احنا قابلينه، لكن لا نرمى الناس بدون أن نحقق مكسبا، وقبل أن تعبر قواتى لابد أن يكون عندى الاحتياطى الكافى من الذخائر اللى يخلينى أقدر أواصل المعركة بالقوة، أنا مش عاوز أوصل لخط الحدود، لكن عاوز أوصل للمضايق، بحيث أجد حاجزا دفاعيا أقف عليه وأدافع عنه حتى لو استهلكت 250 ألف عسكرى، ونحن لابد أن ندخل فى معركة كبيرة وليست معركة استنزاف لأن الاستنزاف ليس فى صالحنا».
 
اختتم الرئيس الاجتماع بقوله: «أنا بس عايز أقول حاجة واحدة، ابتداء من دلوقتى عامل الوقت ليس فى صالحنا».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة