مع حلول عام جديد، نتمنى أن نتخلص من ميراث الفوضى والتواكل والاستعراض والشغب والاعتماد أحيانًا على تمنيات المغرضين بانقلاب الأحوال فى مصر إلى ما كانت عليه بعد 2011، وليكن شعارنا فى العام الجديد هو الأمل والعمل من أجل بلدنا، كثير من الجهد والتعب وقليل من الجدل والكلام، كثير من التفانى والإبداع وقليل من النقد الهدام.
وفى هذا السياق أود أن نسترجع معًا مبادرة «الأمل والعمل»، التى أطلقها الرئيس السيسى فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 2015، المبادرة التى صفق لها الحضور فى الجمعية العامة، كانت تهدف إلى ملء الفراغ، لدى الشباب بما يحول دون استقطابهم من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة وخداعهم بأفكار مغلوطة وأوهام زائفة، كما أنها لا ترتبط فقط بسياسات التوظيف، ولكنها تمتد أيضًا إلى مجالات التعليم والبحث العلمى والفنون لأنها توفر بيئة مستقرة تسهم فى توجيه الأفراد والمجتمعات نحو وجهة بعيدة عن التطرف والعنف والإرهاب.
أعرف أن بعض هذه الأهداف قد وجدت طريقها إلى حيز التنفيذ، ولكن علينا أن نسأل : كيف يمكن الضغط لتحويل جميع أهداف المبادرة إلى برامج شعبية قابلة للتنفيذ فعلا، يقبل عليها الشباب؟ كيف يمكن تحويلها إلى برامج تنفيذية؟ ومن أين نوفر الاعتمادات المالية الكفيلة بإنجاح المبادرة الطموحة والمستقبلية؟
نحن لدينا نسبة أمية مرتفعة ولدينا هيئة قومية لتعليم الكبار ومحو الأمية لا تستطيع إنجاز المهمة الموكلة إليها منذ سنوات طويلة، ولدينا ملايين الشباب الخريجين من المتعلمين لا يجدون عملا، والحل بالنسبة لنا يبدأ وينتهى بالتعليم، فماذا لو أطلقنا مشروع الشباب المصرى لمحو الأمية ووضعنا له إطارًا زمنيًا عامًا واحدًا مثل مشروع قناة السويس الجديدة.
يقوم المشروع على إطلاق طاقات الشباب المتعلم العاطل فى كل مناطق البلاد من أقصاها إلى أقصاها، فى كل قرية ونجع وعزبة، على أن تتولى هيئة تعليم الكبار بعد تغيير إدارتها ومسؤولياتها الإشراف على التنفيذ خلال المدى الزمنى «العام»، مع وجود عداد يعلن يومًا بيوم عدد من تم محو أميتهم وعدد المنضمين للمبادرة، على أن يتقاضى الشباب المتصدون للمهمة أجرًا مجزيًا، وربطهم بإطار يجمع الطاقات الفاعلة من خارج الجهاز الحكومى.
وهكذا نستطيع فى مدى زمنى وجيز وبموارد ومنح من الجهات الدولية رفع مستوى التعليم والمهارات لملايين الشباب المصريين واجتذابهم لسوق العمل وتكوين أساس لقاعدة بيانات مهنية جديدة فى مصر يمكن البناء عليها وزيادتها بالاستمرار فى تجربة إعادة التأهيل للشباب، حتى تتحول أعداد العاطلين من الشباب إلى ثروة بشرية يمكن تصديرها إلى أسواق العمل فى المنطقة والعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة