ينتظر العالم تنصيب دونالد ترامب رئيسا لأقوى دولة فى العالم، فى يوم كان يتخيل الكثيرون أن هيلارى كلينتون ستتولى فيه المنصب ليستمر العالم على المنوال الذى كان عليه لسنوات، ولكن يأتى ترامب بتصريحات نارية ستغير نظام العالم الذى نعرفه إذا تحولت هذه التصريحات إلى قرارات، ولعل من أكثر من يخشى هذا هى الدول الأوروبية.
فلم يتورع ترامب عن انتقاد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، متهما إياها بتوريط أوروبا فى مسألة اللاجئين، كما هاجم صناعة السيارات الألمانية لعدم قيامها بالإنتاج على الأراضى الأمريكية.
وكان لتهديد ترامب بفرض ضريبة حدودية من 35% على السيارات الألمانية التى تستوردها بلاده أثرا على أرض الواقع، إذ انخفضت قيمة أسهم بى ام دبليو وفولكس فاجن ودايملر بـ4.5 مليار يورو يوم الإثنين الماضى.
كما وصف ترامب الاتحاد الأوروبى "بوسيلة لألمانيا"، داعيا لخروج المزيد من الدول من التكتل الأوروبى على خطى بريطانيا، ومتعهدا بعدم عقد صفقات مع الاتحاد، بل مع كل دولة على حدة.
أما دول البلطيق، لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، فيخشوا تمكن جارتهم الروسية من التدخل على أراضيها كما فعل الرئيس فلاديمير بوتين فى جزيرة القرم التى كانت تابعة لأوكرانيا، خاصة لأنه دعا لعلاقات ودية مع روسيا وامتدح بوتين عدة مرات، وفى الوقت ذاته انتقد حلف شمال الأطلسى "الناتو" قائلا إنه "عفا عليه الزمن".
كما اشتكى ترامب من الالتزام المالى والعسكرى الكبير الذى تقوم به واشنطن تجاه الناتو، كما ضرب المثل بإستونيا، مشيرا إلى أنه لن يخاطر بحرب من أجل "منطقة ما على ضواحى سانت بطرسبرج"، خاصة أن 40% من سكانها روس.
وفى فرنسا، يحاول حزب الجبهة الشعبية اليمينى الاستفادة من فوز ترامب وتكرار تجربته بإطلاق تصريحات نارية، فقالت زعيمة الحزب مارين لوبان إنها ستعترف بتبعية القرم لروسيا حال فوزها بالانتخابات فى مايو القادم، وستطرح عضوية باريس فى الاتحاد الأوروبى للاستفتاء، فلعل القلق الدائر فى فرنسا بسبب تنصيب ترامب يتحول لارتياح إذا ما فاز اليمين بالانتخابات.
إلا أن الوضع مختلف فى بريطانيا، فتلك البلد بصدد الخروج من الاتحاد الأوروبى بالفعل وستسعى لدعم أكبر من واشنطن بعد اضطرارها للتخلى عن ثقل الاتحاد الأوروبى كلاعب عالمى. ودعم ترامب التصويت المدوى بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، على عكس الرئيس باراك أوباما، وقال إن بريطانيا لها مكانة "خاصة" بالنسبة للولايات المتحدة.
كما أن والدة ترامب هاجرت من أسكتلندا لأمريكا، ولديه فى موطن أمه الأصلى ملعبى جولف متراميي الأطراف، بحسب صحيفة التليجراف.
ومن المقرر أن تزور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى الولايات المتحدة خلال الربيع. وبالرغم من انتقادها ترامب أثناء حملته الرئاسية، قالت فى شهر ديسمبر الماضى إنه شخص "يسهل الحديث معه" وأنهما شددا فى مكالمة تليفونية على العلاقات الوثيقة بين البلدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة