قرأت لك.. "أشجار النار" يحكى عن الفقر والحب والجنس فى الإسكندرية

السبت، 21 يناير 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "أشجار النار" يحكى عن الفقر والحب والجنس فى الإسكندرية غلاف الرواية
كتب أحمد جودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أشجار النار" رواية للكاتب أحمد السعيد، صادرة عن دار السراج، وفى مجملها رواية قاسية تشابكت وتقاطعت ملامح الحب النقى والجنس المحرم، وتراث المعتقدات البالية، فضلًا عن الأهداف السياسية المتباينة، إلى جانب كونها رواية تتحدى القارئ، وتُطالبه بأن يولى بعض اهتمامه وتفكيره لبؤر الصديد المتفشى فى قاع المدينة، لعلنا ننجح يومًا فى الحد من متوالية السقوط.

 

رواية أشجار النار
رواية أشجار النار

 

تتميز هذه الرواية بأن الكاتب لم يكن مجرد شاهد عيان لأحداثها، لكن شاءت الظروف ليكون جزءا فاعلا من صنع أحداثها، ولعل هذا أبرز ما يميز كتابات الأديب أحمد السعيد، بأنه لا يكتفى برصد الحدث، بل فى الأغلب يكون جزءا منه ساعيا لتغييره للأفضل، وذلك كما تملى عليه مبادئه ومعتقداته.

 

وتعكس رواية "أشجار النار" الواقع المصرى فى لحظة من أصعب اللحظات التى تمر بها بلادنا، والتى ترصد عالم الطوبجية العشوائية السكندرية التى تقع بحى كرموز تتوسط  المقابر من جهة والآثار الرومانية وعمود السوارى من الجهة الأخرى، وهذا العالم سبق للكاتب أن تناوله منذ نحو عشرين عاماً فى ثلاثيته الطوبجية.

 

يغوص المؤلف فى قلب الشخصيات، ويجرد الفقر والفقراء من حيائهم، فيقدم لنا أحد أبطاله شاب مراهق لا يمارس الحب إلا مع خيالاته فى أحلامه الليلية مستثمراً حضوره لجلسات أمه التى تعمل "حفافة" لنساء الطوبجية نظير مبالغ زهيدة.

 

تتشابك قصة الشاب المراهق مع قصة سيدة جميلة فى منتصف العمر تستخدم النقاب لإخفاء وجهها لتمتهن بإرادتها مهنة الشحاذة، بعد أن قررت الانتقام من نفسها بممارستها لهذه المهنة - سيدة تعيش حالة تاريخية من الإحباط بعد أن فقدت ابنتها عقب انهيار مسكنها القديم فى حى الجمرك،  ذات ليلة مطيرة وأرغمت أيضا على الزواج من شيخ ضرير وافقت على الزواج به بعد تجربة حب فاشل جرى لها فى شبابها....فى الوقت الذى كانت تتعرض فيه لتحرشات ولعنات أبيها شيخ المسجد.

 

وتتقاطع خيوط كثيرة،  نفوس طاهرة وقلوب بريئة تقع كلها ضحية أرض مثقلة بالظلام فتنبت ثمار وحشية هى ثمار أشجار النار حيث أختلط الجنس مع السياسة مع التراث الدينى العتيق.

 

ويبدو لبطل آخر بالرواية أنه قد فاز فى السباق حيث عاشر الشحاذه الجميلة صبياً ثم نجح فى تحقيق حلمه بأن يصبح ضابط شرطة ليتورط بعدها بمحض الصدفة فى علاقة مع أحد شيوخ الإخوان واكبت هذه العلاقة وقت صعود التيار الدينى إلى ذروة الحكم،  تتوهج انتهازيته طموحاً وينال علاوات إستثنائية ويتزعم حركة الضباط الملتحين بوزارة الداخلية،  وبسقوط الإخوان وإعتصام رابعه تصبح إنتهازيته موزعة الهوى والولاء بين الإخوان من جهة وبين السلطة الجديدة من جهة أخرى.

 

ويستغل فترة الخلخلة الأمنية التى سادت البلاد ليسهل دخول شحنة مخدرات إلى البلاد وفى النهاية عندما يكشف أمره يساق إلى السجن ليقاطعه الإخوان لاعنين خيانته وتضيع ثروته الحرام  ويقضى ما بقى من العمر مترنحاً فى هلوسات الظلمة بين طموحاته التى حقق جانباً كبيراً منها وبين الواقع الذى آل إليه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة