قبل أقل من 24 ساعة على انطلاق مفاوضات التسوية السورية غدا والتى تحتضنها العاصمة الكازاخستانية الاستانة، يلتف الغموض حول المباحثات ونتائجها التى ستؤول إليها، وإمكانية توصل أطرافها المتمثلين فى الحكومة السورية والفصائل المسلحة - التى وقعت اتفاق وقف إطلاق النار يوم 29 ديسمبر العام الماضى - لنتائج ترضيها، فضلا عن الأطراف المبادرة بعقد المفاوضات وهى روسيا وتركيا وإيران، خاصة أن الأخيرة رفضت عشية المباحثات بشكل قاطع دعوة موسكو لممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يتناقض مع الموقف الذى اتخذه البلدان الآخران روسيا وتركيا.
ومع بروز الخلافات لوح إعلام طهران إلى أن التقارب الروسى مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب والذى لاح فى الأفق مؤخرا فى سوريا بات يزعج صناع القرار فى طهران، بشكل يهدد معادلاتها فى الميدان السورى، فضلا عن الصدام المترقب بين ترامب وإيران على خلفية الاتفاق النووى وسياسات طهران فى المنطقة، ويتزامن أيضا مع التقارب الروسى التركى وشن أول عملية مشتركة بين الجانبين فى حلب، لذا تجد طهران نفسها وحيدة فى الميدان إلى جانب الحكومة السورية التى تتناغم مواقفهما إلى حد كبير.
ومنذ وصوله أمس، يجرى الوفد الإيرانى المشارك فى الاستانة برئاسة رجل طهران الثانى فى ملف الأزمة السورية، مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشئون العربية، حسين جابرى أنصارى، مشاورات ماراثونية مع الوفود المشاركة، وعقد الوفدان الإيرانى والروسى، اليوم، الأحد، لقاء ثانيا مفاجئا حسبما أعلنت وسائل إعلام إيرانية، بعد اللقاء الأول الذى عقد أمس السبت والذى استغرق ساعتين فى العاصمة الاستانة.
كما عقد الوفدان الإيرانى والتركى على مستوى مساعدى وزيرى خارجية البلدين أمس محادثات ثنائية تناولت التطورات على الساحة السورية والمفاوضات، ومن المقرر أن تعقد الوفود الثلاثة إيران وتركيا وروسيا اجتماعا مشتركا للتباحث حول جدول أعمال اجتماع الاستانة.
وترفض طهران التى تخشى على دورها فى الملف السورى مشاركة واشنطن، وتعتبر أنه لا يمكن لأى لاعب دولى أن يقرر مستقبل سوريا، وتعتقد أن مهمتها تتركز على مساعدة السوريين وتسهيل الحوار السورى - السورى، ولدى طهران قناعة بأنها صاحبة الدور الرئيسى والأكبر فى دعم الحكومة السورية ضد الإرهاب باعتبارها تمسك بخيوط الأزمة منذ البداية.
بنود طهران الأربعة
وتدخل طهران مباحثات الاستانة ببنود 4 طرحتها فى عام 2015، المعروفة بمبادرة النقاط الأربع للحل السياسى، وهو ما أكده رئيس الوفد الإيرانى جابرى أنصارى، وتشمل وقف إطلاق النار، والسيطرة على حدود سوريا، ومنع دخول المقاتلين الأجانب والسلاح إليها، وفتح الأبواب أمام المساعدات، وحكومة انتقالية، وأدخلت عليها تعديلا ببندها الأخير وهو، إعطاء الحق للشعب السورى فى تحقيق مصيره، وأشار أنصارى إلی أن الوفد الإيرانى سيتحرك فى اجتماع الاستانة بناء علی هذا التصور.
من جهته قال أمير عبد اللهيان، مساعد رئيس مجلس الشورى الإيرانى خلال لقاء السفير السورى فى طهران "إن أى حل سياسى فى سوريا يجب ألا يحول إرهابيى الأمس إلى ساسة اليوم"، لافتا إلى أن "مفاوضات الاستانة تعد فرصة مناسبة لجنى الثمار السياسية المطلوبة من مقاومة الشعب السورى فى مواجهة الإرهاب التكفيرى"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وفى روسيا، قال مصدر فى الوفد الروسى: "طبعا، يشارك ممثلو وزارة الدفاع الروسية فى هذه المباحثات، وأمامنا مهمة صعبة.. من قبل كانت المباحثات فقط بين ممثلين سياسيين، والمباحثات بين ممثلين عسكريين تجرى لأول مرة"، وحول من سيترأس الجانب الروسى فى الشق العسكرى من المباحثات، قال المصدر: "المفاوض الرئيسى لوزارة الدفاع الروسية فى المجال العسكرى خلال مباحثات الاستانة سيكون نائب رئيس إدارة العمليات العامة الجنرال ستانيسلاف حاجى ماغوميدوف"، وفقا للوكالة الروسية.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "إن هذا الموضوع نوقش بين الأطراف المشرفة على اللقاء، ولا داعى للتهويل حول وجود خلافات بينهم، وهم على اتصال مستمر لحل القضايا كافة التى ما زالت عالقة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة