أحمد إبراهيم الشريف

أزمة أسعار الكتب فى المعرض

الإثنين، 23 يناير 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ساعات قليلة يفتح معرض القاهرة الدولى للكتاب أبواب دورته الـ48، والمقرر لها يوم الخميس المقبل 26 يناير الجارى، هذا العرس الثقافى سوف يستمر لمدة 15 يوما، فيما يعد الحدث الثقافى الأبرز فى مصر سنويا، لكن هذه المرة كان الله فى عون الجميع، فقد جاء المعرض وسط ظروف اقتصادية صعبة ستؤثر على كل شىء.
 
كثيرا من المثقفين والقراء ومحبى الكتب تنتابهم مشاعر بأنهم فى هذه الدورة سوف يكتفون بالفرجة فقط على الكتب وقراءة العناوين، والتطلع إلى الأغلفة ولقاء لمؤلفين وحضور الندوات ومتابعة الأخبار، ومشاهدة الفعاليات الفنية والثقافية واصطحاب أطفالهم، والحديث عن المعرض ودوراته السابقة، لكن فيما يتعلق بعملية شراء الكتب فهم لا يتوقعون الكثير فى هذا الأمر.
 
بالطبع هم يحبون الكتب، ويعرفون دورها لكن كما يقول المثل «العين بصيرة واليد قصيرة»، فهم موقنون بأن هناك كتبا جيدة تستحق الاقتناء والقراءة، ويتمنون لو كانت الظروف تسمح لشراء ما يودون من هذه الكتب، لكن ارتفاع أسعارها من جانب، وغلاء المعيشة من جانب آخر بمثابة سلاح خطير يقضى على أحلام الشراء.
 
كلنا يعلم أن هذه العملية الشرائية لها جانبان، الأول والأخطر هو دور النشر وأصحابها، ففى الفترة الأخيرة ارتفعت مستلزمات الطباعة من أوراق وأحبار وغير ذلك، مما أثر فى سعر الكتاب، لكن هذا الارتفاع، خاصة فى محفل مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب، سوف يكون مؤذيا لدور النشر نفسها، التى تريد أن تسوق لأكبر قدر من كتبها، لذا عليها فى ظل هذه الظروف أن تفكر بطريقة مختلفة.
 
أصبح لزاما على دور النشر أن تخفض أسعار الكتب والاكتفاء بهامش ربح قليل، بالطبع لا نريدها أن تخرج خاسرة،  لكن فى الوقت نفسه عليها ألا تنشغل بفكرة الربح بالشكل المباشر، حيث يمكن لها أن تحقق ذلك لكن بطرق أخرى منها وتقديمها لخصم عالٍ، لأن ذلك سوف يساعد على زيادة المبيعات، مما يؤثر فى النهاية فى درجة الربح الذى سوف يتحقق بسبب الكثرة، كذلك عليها أن تقيم حفلات توقيع كثيرة لكل كتابها، فمثل هذه الحفلات تحقق مبيعات مميزة، وبالطبع هناك طرق أخرى سوف تكون أكثر فائدة بدلا من رفع السعر ووقوف الحال.
 
أما الطرف الثانى فى موضع شراء الكتب فهو القارئ، الذى عليه ألا يتعامل مع الكتاب بصفته رفاهية، بل شىء أساسى، يحاول أن يحصل عليه ويقرأه.
أقول ذلك لأنه مع الاعتراف بقيمة كل الفعاليات الفنية والثقافية، فإن كل ذلك يأتى بعد الكتاب، لأنه هو الأصل فى صناعة كل هذه الفعاليات،  ولو لم يتم الاهتمام بالكتاب، فإن العملية كلها سوف تفسد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة