تقدم أولياء أمور عدد من طلاب التعليم الفنى ضمن البعثة التعليمية بمعهد بوليتسينا بإيطاليا، بشكاوى إلى وزارة التربية والتعليم بعد تأخر دفع مستحقات فندق الإقامة للطلاب، مما ترتب عليه قطع الخدمات عنهم وتخفيض الوجبات الغذائية لهم.
وأكد أولياء الأمور فى شكواهم، أن فندق الإقامة قرر وقف خدمة تنظيف الغرف وقطع خدمة الانترنت ووقف تشغيل الدفايات رغم برودة الجو وتخفيض وجبات الإفطار والغذاء، وذلك لعدم دفع مستحقات الإقامة والتى تبلغ نحو 50 ألف يورو للطلاب المصريين به.
وقالت مصادر مسئولة بوزارة التربية والتعليم، إن هناك بروتوكول تعاون بين الوزارة ومؤسسة "مصر الخير" بموجبه يتم تقديم منح لطلاب التعليم الفنى للدراسة بإيطاليا لمدة تصل إلى 5 سنوات، بتمويل كامل منها المؤسسة، حيث تعمل على تمويل البعثات والإشراف عليها بشكل كامل، وأن جميع فنادق الإقامة بإيطاليا تم سداد مستحقاتها بإستثناء فندق واحد قام بقطع الخدمات عن الطلاب وتخفيض الوجبات الغذائية لهم وتكلفة الإقامة به 50 ألف يورو وأن عدم تأخير السداد كان بسبب أزمة العملة الصعبة فى البلاد حاليا، حيث يقوم البنك المركزى بتوفير العملة الأجنبية وأن مؤسسة مصر الخير تبذل كل الجهود لمساعدة الطلاب إلا أن تعثر توفير العملة هو سبب ذلك .
وأشارت المصارد، إلى أنه تم التواصل مع المؤسسة والسفارة المصرية بإيطاليا ووزارة التعليم العالى لحل الأزمة، مشيرة إلى أن عدد الطلاب وصل إلى ما يقرب من 70 طالبا.
من جانبها، أكدت حنان الريحانى، رئيس قطاع التعليم بمؤسسة "مصر الخير"، أنه منذ بداية منحة الطلاب إلى إيطاليا فى عام 2011 فإن المؤسسةأ تقوم بتحويل مصروفات المنحة والممثلة فى المصروفات الشهرية للطلاب ونفقات الإقامة بالفنادق وذلك من خلال وزارة التعليم العالى وفقاً للاتفاقية المبرمة بين المؤسسة وقطاع البعثات والشؤون الثقافية بالوزارة، حيث تقوم المؤسسة بإصدار شيك لقطاع البعثات ويتم إيداعة بالجنيه المصرى فى حساب القطاع تحت حساب يسمى "الدائنين" بالبنك المركزى ليقوم بدوره بتحويله إلى عملة أجنبية باليورو فى حساب المركز الثقافى ليتم بعد ذلك إيداع المبالغ بالعملة الصعبة "اليورو" فى حساب مؤسسة "مصر الخير" الذى يكون تحت إشراف المكتب الثقافى فى روما ثم تقوم المؤسسة بتوجيه التعليمات بالتحويلات لأماكن إقامة الطلاب وكذلك لتوفير المصروف الشهرى للطلاب فى الموعد المحدد .
وأوضحت"الريحانى" أنه منذ العام الماضى كان هناك أزمة فى العملة الصعبة مما أدى إلى تأخير تحويل المبالغ لبعض الوقت من البنك المركزى إلى المكتب الثقافى، وتم التغلب على ذلك بعد تدخل مجلس أمناء مؤسسة "مصر الخير" للإسراع فى عمليات التحويل والذى وصل فى نهاية شهر نوفمبر 2015 ،علماَ بأن المؤسسة تقوم دائما بإيداع المبالغ فى شهر أغسطس من كل عام وذلك قبل سفر الطلاب لأكثر من شهر و15 يوما حيث يكون سفر الطلاب فى نهاية شهر سبتمبر وأن هذه الإجراءات تكون لإيداع الأموال قبل سفر الطلاب بوقت كافى وتم التغلب على المشكلة فى العام الماضى.
وأكدت أنه خلال العام الحالى ومع قرار تعويم الجنيه وفى ظل إيداع الأموال فى البنك المركزى منذ شهر فبراير 2016 مع وجود مبالغ تم إيداعها أيضا فى شهر أغسطس 2016 ، إلا أن هذه الأموال مازالت موجودة فى حساب الدائنين التابع لوزارة التعليم العالى، وأنه تم مخاطبة البنك المركزى ووزارة التعليم العالى للإسراع فى التحولات إلا أن البنك المركزى رد على المؤسسة فى خطاب يوم 28 ديسمبر الماضى بأنه لن يستطيع توفير العملة الصعبة، وطالب البنك المركزى المؤسسة بتوفير العملة من خلال البنوك التجارية، لافتة إلى أن المؤسسة كانت لديها توقعات بمثل هذه الظروف ولذلك قامت بتوفير المصروفات الشهرية للطلاب لمدة ثلاثة شهور وهم "أكتوبر ونوفمبر وديسمبر ".
وأوضحت أنه تم تسليم الطلاب هذه الأموال قبل سفرهم ،كما اتفقت المؤسسة مع أصحاب أماكن إقامة الطلاب فى روما بأن يكون أول مطالبة لسداد مصروفات الإقامة فى شهر يناير الجارى، وأنه تم بالفعل سداد جزء من أول دفعة من مصروفات الإقامة فى الشهر الجارى، علاوة على أن المبالغ التى أودعتها المؤسسة كان من المفترض أن تكفى مصروفات العام الدراسى، إلا أنه بعد تحرير سعر الصرف أصبحت قيمة هذه المبالغ أقل من 50% من قيمة المصروفات المقررة ومع ذلك مازالت هذه المبالغ فى إيداع البنك المركزى. وإلتزمت المؤسسة بتغطية قيمة العجز الناتج عن اختلاف سعر الصرف بعد قرار التعويم.
وأشارت حنان الريحانى، إلى أن مؤسسة "مصر الخير" لم تقصر لحظة تجاه الطلاب وإنما قامت بتوفير مصروفات لهم لمدة ثلاثة أشهر أخرين بالجنية المصرى وتم صرفها لـعدد كبير من أولياء الأمور خلال الأسبوع الماضى ليقوموا بتحويلها لأبنائهم من خلال كروت الإئتمان الخاصة بالطلاب، بل قامت المؤسسة بإرسال أموال نقدية فى حدود المسموح به مع المشرفين الذين يسافرون للطلاب، كما تم التواصل مع البنوك التجارية لتوفير العملة الصعبة وجارى العمل على ذلك وأنه حتى هذه اللحظة لا يوجد مشكلة فى الفنادق بإستثناء فندق واحد فقط يقيم به بعض الطلاب حيث هددت صاحبة الفندق بإيقاف الخدمات فقط إذا لم يصلها مبالغ مالية خلال الأسبوع الجارى، مضيفة أنه سيتم إرسال مستحقات هذا الفندق غداَ يوم الإثنين مع أحد المشرفين المسافرين بالإضافة تم التواصل مع السفارة المصرية في إيطاليا لإيجاد حل وتم التدخل بالفعل على أن يتم إحتواء الأزمة القائمة مع فندق طلاب معهد بولستينا وعددهم 69 طالب وطالبه حتى يتم توفير المبالغ المالية خلال أيام معدودة.
وقالت إن ما حدث خارج عن إرادة الجميع سواء وزارة التعليم العالى أو البنك المركزى وكذلك مؤسسة مصر الخير التى لم تقصر فى أى شئ تجاه أبنائها الطلاب، ووجهت الشكر لكل من ساهم فى العمل على احتواء الموقف نظراً للظروف التى تمر بها البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة