كان رد الفعل الشعبى غاضبا ضد حكومة أحمد زيور باشا، بسبب توقيعها على اتفاقية التنازل عن «واحة جغبوب»، لتنضم إلى أراضى ولاية برقة الليبية يوم 6 ديسمبر 1925، ووقع زيور باشا الاتفاقية مع الجانب الإيطالى، حيث كانت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالى وقتئذ.
ووفقا لمحسن محمد فى كتابه «سرقة واحة مصرية»، وأحمد شفيق باشا فى «حوليات مصر السياسية - 1925»: «أضرب طلبة المدارس فى كل المدن الكبرى احتجاجا، وتوجه وفد من طلبة كلية المعلمين ودار العلوم إلى منزل سعد زغلول، وطاف الطلاب بدور الصحف المصرية يحتجون، وخرجت بعض الصحف المصرية متشحة بالسواد، وأعلنت مدينة الإسكندرية الحداد، وأصر طلبة الفنون الجملية أن يستمر إضرابهم عشرة أيام، احتجاجا على التفريط فى الأرض المصرية».
فتحت الصحف المصرية باستثناءات قليلة النار على حكومة زيور باشا،بعد أن تسرب نص الاتفاقية إليها رغم أن «زيور باشا» أخفاها ليلة التوقيع، بحجة أنها مكتوبة باللغة الفرنسية وتحتاج إلى وقت لترجمتها، وفى جريدة الأخبار لسان حال الحزب الوطنى «غير الأخبار الحالية» كتب أحمد وفيق مقاله بعنوان «ماتت جغبوب.. لتحيا جغبوب.. هو الحى الباقى»، وقال فيه: «اليوم دك الغاضبون حصنا من حصون مصر، اليوم بتروا عضوا حيا من جسم مصر، سيبقى أبد الدهر يقطر دما تتلون أيديهم، اليوم يكفنون واحة جغبوب، اليوم يشيعونها إلى القبر، ولكن هذا القبر يستمر مفتوحا، سيستمر ينضح دماء وصديدا يفيض عن يمينه وشماله، ويفور فى الأرض فلا تروى ويتصاعد إلى عنان السماء صارخا إلى الله أن ينزل على الغاضبين رجزه، ويوقع عليهم عذابه باقيا أبدا رمزا للجريمة الكبرى التى اقترنت والبلبلة العظمى التى بمصر نزلت ولاتزول ولا تحمى إلا بعودتها للوطن الأصلى».
اتهم «وفيق» الوزارة بأنها ارتكبت جريمة: «اتمت الوزارة هذه الجريمة فى جنح الليل فقد استلت خناجرها وبيتتها فى قلب مصر، ثم بترت هذا العضو فى الساعة الثامنة من مساء أمس، واغتصبته اغتصاب الغاصبين وقطاع الطرق فى العصور الوحشية، وسلمته هدية لإيطاليا مقابل عدة أمتار من الرمال والأوحال، وثب مرتكبو الجنايات ممن يسمون أنفسهم بـ«الاتحاديين» إلى الحكم «حزب الاتحاد برئاسة أحمد زيور باشا»، وهم بلية على البلاد، هل أتموا جريمتهم ببتر جغبوب وفق سياسة الحرص على أراضى الدولة ؟ هل راعوا الذمة والضمير والكرامة والشرف بتقطيع أوصال الدولة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
magdi
نفس اللى عايزين يعملوه فى تيران وصنافير
يجى الخدام يوقع وفاكرها حتعدى عاشعب وطبعا كتير فى المجلس اللى كانوا حيمرروا الاتفاقبه لولا حكم الاداريه العليا ببطلان الاتفاقيه اللى بستغرب له اذا واحد فاهم ان التنازل عن شبر من ارض مصر يعد بمثابة العظمى يوقع على مثل هذه الاتفاقيه نقطه سوداء فى وجهه لن تمحى حتى بمرور الزمن عاشت مصر و عاش القضاء المصرى الشامخ