كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، فى تحقيق استقصائى، لأول مرة وسائل التعذيب البشعة والمثيرة للجدل المتبعة حاليا فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، مؤكدة إنه على مدار سنوات عديدة حاولت السلطات الإسرائيلية إخفاء وسائل التعذيب فى غرف التحقيق.
وأضافت الصحيفة العبرية اليسارية المعارضة، خلال تقريرها الذى سلطت عليه الضوء العديد من وسائل الإعلام فى إسرائيل وأعادت نشره قناة "I24 news" الإسرائيلية، إن ممارسة الضغط من قبل المحققين تشمل التعذيب بوسائل خاصة، إلا أن هذه التقنيات مخفية عن الأنظار.
الصفعة تتم بقوة معقولة كى لا تمس بأعضاء حساسة كالانف أو الأذن أو الحاجب أو العينين
وأوضحت هاآرتس أنه حتى عندما يتم الكشف عن هذه الممارسات والوسائل وطرحها للرأى العام، فان السلطات الأمنية تتمكن من إخفاء هذه الطرق خاصة إذا توصلوا إلى صفقات لإخلاء المعتقلين، وتضمن هذه الصفقات عدم الإفصاح عما جرى فى غرف التحقيق.
الاعتداء الجنسى أبرز الوسائل
ووفقا للتحقيق الصحفى فأن وسائل التعذيب الإسرائيلية تشمل الاعتداء الجنسى على المعتقلين، أو وضعهم فى سرير والبصق عليهم، والصراخ فى الاذن، والضرب المبرح، إضافة إلى فرض اتخاذ وضعيات مؤلمة على ساعات متتالية كالجلوس بدون كرسى لفترات طويلة.
التعذيب بدرجات حرارة منخفضة
ونفى أحد المحققين الكبار فى جهاز التحقيقات الإسرائيلى أن يتم تعذيب المعتقلين فى درجات حرارة منخفضة رغم تأكيد التحقيق الاستقصائى ذلك، قائلا: "نحن لا نترك المعتقل عاريا فى غرف بدرجة حرارة تحت الصفر بـ 10 درجات".
وقال المحقق الذى طلب من الصحيفة عدم نشر اسمه بالتحقيق، إنه يتم اختيار الوسائل المتبعة فى إسرائيل بعناية شديدة على ألا تخلّف علامات او كدمات، وأن تكون فعالة بما يكفى لكسر روح المعتقلين والأسرى الفلسطنيين.
الجلوس بلا كرسى حيث يجبر المتهم على الجلوس بدون كرسى لفترات طويلة
الوقوف لفترات طويلة
ومن الوسائل المستخدمة حسب التقرير حرمان الموقوفين من النوم لفترات طويلة وتكبيلهم بأيديهم وإقدامهم إلى كراسى على مدى ساعات وتعريضهم لبرد أو حر شديد.
التعذيب بزنازين ضيقة جداً ونتنة
كما شملت وسائل التعذيب حرمان المعتقلين من الاستحمام أو تبديل ملابسهم على مدى أيام أو حتى أسابيع، واحتجازهم فى زنازين ضيقة جداً ونتنة فى عزلة تامة بصورة عامة ولأيام عديدة كل ذلك من الممارسات الشائعة.
رفع اليدين المكبلتين إلى الخلف مع إنحناء الظهر
وأشارت هاآرتس إلى أن إسرائيل قد صادقت على الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب والمعاهدة الدولية للحقوق السياسية والمدنية قبل 20 عاما، ولا يوجد فى القانون الإسرائيلى أى ذكر لجريمة التعذيب كما تعرفها الاتفاقيات الدولية.
مطالب دولية بعدم التعذيب
وفى أكتوبر 2014، طالبت لجنة الأمم المتحدة للحقوق المدنية والسياسية فى الأمم المتحدة إسرائيل أن تحظر بشكل واضح التعذيب وسوء المعاملة الجسدية والنفسية من خلال قوانين، والتوقف عن استخدام ذريعة الضرورة لاستخدام التعذيب، وإنهاء استخدام الضغط الجسدى المعتدل كوسيلة تحقيق.
فيما أكدت منظمتان إسرائيليتان فى تقرير نشر فى فبراير 2016 أن جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى "الشاباك" يعمد خلال استجوابه معتقلين فلسطينيين إلى إساءة معاملتهم "بصورة منهجية".
شد القميص والصراخ بشدة فى الأذن
ويستند تقرير منظمة "بتسيلم" اليسارية لحقوق الإنسان غير الحكومية ومركز الدفاع عن الفرد "هموكيد" إلى شهادات 116 معتقلا جرى استجوابهم فى سجن "شيكما" فى إسرائيل بين أغسطس 2013 ومارس 2014.
سياسة الاستجواب
ولفت التقرير المؤلف من 70 صفحة، وهو الثالث فى سلسلة دراسات حول جلسات الاستجواب التى يخضع لها الفلسطينيون، إلى التشابه الكبير بين وسائل الاستجواب المطبقة فى هذا السجن ووسائل الاستجواب فى السجون الإسرائيلية الأخرى.
وجاء فى التقرير وعنوانه "مدعوم من النظام" أن "الشهادات تشبه بصورة مذهلة الشهادات التى سبق أن أعطاها معتقلون فى مراكز أخرى، يبدو أن هذا السلوك يشكل فى الواقع سياسة استجواب رسمية".
يجلس المتهم على كرسى بدون ظهر ويداه مكبلتان ويجبر على ثنى ظهره إلى اسفل
من جهته، اعتبر "الشاباك" استخلاصات التقرير "مضللة ومشوهة" وأعلن أن جميع استجواباته تجرى "طبقاً للقانون ومن أجل منع أنشطة تهدف إلى النيل من أمن الدولة".
مظاهر التعذيب
ولفتت هاآرتس إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية كانت قد حظرت فى قرار صدر عام 1999 على المحققين استخدام العنف باستثناء فى حالات وجود "قنبلة على وشك الانفجار".
وسائل التعذيب
جانب من تقرير هاآرتس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة