خبران يثلجان صدر أى مصرى، الأول هو القبض على سارق لوحات الفنان المصرى العالمى «محمود سعيد» من متحف الفن الحديث بدار الأوبرا وإعادة اللوحات المسروقة إلى بيتها، والثانى هو القبض على سارقى مشكاوات جامع الرفاعى وإعادة المشكاوات إلى وزارة الآثار، ووراء هذين الخبرين المبهجين جهة واحدة هى شرطة السياحة والآثار بقيادة اللواء مساعد وزير الداخلية طه بيومى، مدير الإدارة العامة للسياحة والآثار.
استطاعت الإدارة أن تعيد اللوحات بعد ما يقرب من 24 ساعة من اكتشاف سرقتها، وقبل أن ينجح السارق فى تهريبها من مصر، وأن تتبع الخيوط خيطا بعد خيط لاكتشاف سارق المشكاوات والإتيان به بعد أقل من شهر من سرقتها، وهو أمر يستحق التحية والإشادة، لأن هذه السرعة فى القبض على الجناة من شأنه أن يعمق من قوة الردع لدى من يفكر فى العبث بآثار مصر أو الاستيلاء على مقتنياتها، فليس من واجبات رجال الأمن أن يمكنوا المجتمع من معاقبة المجرمين فحسب، وإنما تنمية الخوف من الجريمة وترسيخ اليقين بأن من يسرق سيعاقب ليس «بعد حين»، وإنما فى أقرب وقت.
من المؤكد أن تلك الهمة فى العمل التى تدعو الواحد إلى الإعجاب لم تأت من فراغ، ومن المؤكد أيضا أن وراءها قصة «محترمة» من التطوير والسعى والبحث، ولهذا أرجو من هذا القطاع الحيوى أن يفتح ملف السرقات الفنية والأثرية فى مصر وألا يقف عند حدود السرقات الحالية بل أن يمد يديه إلى القضايا التى كادت أن تختفى من ساحة التساؤل فى مصر وأشهرها قضية سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» التى سرقت من متحف «محمود خليل وحرمه» منذ ما يقرب من سبع سنوات، فمن المؤكد أن البحث بنفس الآلية المتطورة عن سارق اللوحة سيسهم فى الحصول على نتائج جديدة، ومن المؤكد أيضا أن سارقى المتاحف يتبعون نفس الآلية ويعتمدون على ذات الثغرات، وعلى علاقة ممتدة بالمتعاملين مع هذه المسروقات ومهربيها، ومن هنا أريد أن تعزز شرطة السياحة والآثار انتصاراتها الحالية بانتصار تاريخى آخر يضاف إلى تاريخها.