نفى محمد علوش، رئيس الجناح السياسى لـ"جيش الإسلام" الذى ترأس وفد فصائل المعارضة السورية المسلحة إلى أستانا، تلقى المعارضين عروضا "مغرية" من الحكومة.
وقال علوش فى اتصال هاتفى مع وكالة الأنباء الألمانية إنه لا صحة لما تردد عن نجاح دمشق فى استمالة بعض الفصائل المعارضة المسلحة فى ظل الخسائر الميدانية الأخيرة للمعارضة وبسبب "الإغراءات المتمثلة فى منحها إدارات محلية موسعة بالمناطق التى تسيطر عليها". وقال علوش فى معرض تعليقه على سؤال بهذا الشأن: "لا هذا كلام عار تماما عن الصحة ولا يوجد أى اتفاق بين أى فصيل والنظام.. بالأساس لم يعرض هذا الأمر على أحد من الفصائل".
وأعرب عن عدم رضى المعارضة الكامل عن نتائج لقاء أستانا يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين، ونفى تقديم المعارضة أى تنازلات خلال هذا الاجتماع.
وأوضح قائلا: "نحن غير راضين بشكل كامل عن المؤتمر، وعدنا بأن ينفذ وقف إطلاق النار، وسلمنا ورقة تتضمن إجراءات وآليات ذلك الأمر للأطراف المعنية بخاصة الجانب الروسي، ووعد أنه خلال عشرة أيام سيتم التوصل لاتفاقية يتم تطبيقها بين الطرفين بهدف تحسين الظروف المعيشية والإفراج عن المعتقلين".
وتابع "لقد خرجنا بهذه الورقة.. وبلغنا رسالتنا للعالم أجمع وسمع صوتنا ولم نخش مقابلة أحد.. ولا نزال نصر على كل مواقفنا وفى مقدمتها رفض أى دور لإيران بحل الأزمة وكذلك بتشكيل مستقبل سوريا، فقط عليها الخروج منها هى وأدواتها لأنهم بحكم المحتل والمعتدي".
وأقر علوش بأنه سبق لفصائل المعارضة السورية أن قبلت مصالحات وهدن محلية لكنه أصر على أن تلك المصالحات عقدت "فى مناطق مهادنة منذ بداية الثورة ولم يكن بها قتال".
وشدد على أن "الهدنة أى وقف إطلاق النار هى أمر مقبول أما المصالحة فهى غير مقبولة".
وأقر علوش بصحة ما تردد عن أن المعارضة ذهبت مضطرة للمفاوضات فى أستانا نتيجة انعدام الأفق فى الحرب الراهنة وما تعرضت له من خسائر كبيرة بالميدان، مشددا فى الوقت نفسه على أن هذا لا يعنى بأى حال تقديمها لتنازلات أو أن مؤتمر أستانا كان بمثابة وسيلة لفرض إملاءات روسية.
كما نفى علوش تعرض وفد المعارضة لضغوط لدفعه لمقاتلة تنظيم "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا)، مؤكدا فى المقابل تعرض بعض فصائل المعارضة لاعتداءات من هذا التنظيم.
وأوضح: "لا لم نتعرض لأى ضغوط من أى طرف إقليمى أو دولى لمقاتلة "فتح الشام"، وهى بالأساس غير داخلة فى الهدنة وللأسف هى بدأت فى تنفيذ بعض الاعتداءات على بعض الفصائل... وندعو لتجاوز تلك الأمور والأحداث المؤسفة.. ندعوهم لتحكيم العقل وأن يبتعدوا عن التخوين وأن يقدموا مصلحة الشعب السورى بالاصطفاف فعليا مع ركب فصائل الثورة".
وسبق لعلوش أن أعلن فى ختام مفاوضات أستانا أن روسيا انتقلت من طرف داعم للحكومة السورية إلى طرف ضامن يحاول تذليل العقبات.
وقال علوش فى مؤتمر عقده عقب البيان الختامى للمفاوضات إن "موقف روسيا بشأن سوريا تغير، فهى أصبحت بلد ضامن للتسوية.. تكلمنا مع الجانب الروسى بشأن إخراج المعتقلات من السجون فى سوريا وقالوا إنه سيتم الإفراج عنهن جميعا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة