عبد الفتاح عبد المنعم

لماذا وصف الشعب المصرى ما حدث فى 25 يناير 2011 بالمؤامرة؟

الأربعاء، 25 يناير 2017 11:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
6 سنوات بالتمام والكمال مرت على خروج الشعب المصرى على نظام الحزب الوطنى.. 6 سنوات مرت على إسقاط نظام مبارك.. 6 سنوات ونحن جميعًا نعيش وهم التغيير إلى الأفضل.. 6 سنوات ونحن نعتقد أننا نقدم لبلادنا كل الخير.. 6 سنوات مرت على فعل ارتكبناه ولا نعرف إن كان ما فعلناه «صح أم خطأ».. 6 سنوات ومصر مصابة بحالة انهيار كامل فى كل شىء رغم محاولات إصلاحها، إلا أننا مازلنا نعانى من الانفلات فى كل شىء، بداية من الأسعار حتى الأخلاق.. نعم علينا أن نعترف بأن مصر قبل 25 يناير 2011 كانت مكبلة سياسيًا واقتصاديًا، مكبلة فى كل شىء، ولكن بعد 25 يناير 2011 ومصر مصابة بالانهيار، ورغم ذلك كان لابد من هذا اليوم، فالتخلص من مبارك كان فرض عين وليس سنة مؤكدة، ولكن كما قلت فى مقالى السابق ليس هذا يعنى أن نرتمى فى أحضان دولة دينية فاشية، ولا نريد عودة أنظمة فاسدة، وكفانا جرائم من نظامى مبارك ومرسى.
 
والحقيقة أن مصر كانت تحتاج للتغيير، لكن لتغيير يصل بنا إلى بر الأمان، فأغلب المصريين قبل 25 يناير كانوا لا يحبون الرئيس المخلوع مبارك، لأنه كرئيس أساء لبلده، خاصة فى السنوات الخمس الأخيرة التى كان من الممكن أن يتحول فيها مبارك إلى زعيم يخلده شعبه، وذلك عبر عدة إجراءات إصلاحية فى النظامين، السياسى والاقتصادى.. كان من الممكن تغيير مصر دون الوقوع فى فخ 25 يناير 2011، حيث تحول هذا الفخ بسبب نتائجها السيئة إلى كابوس جعل البعض يراها بأنها نكسة ومؤامرة وابتلاء للشعب المصرى، خاصة بعد أن ركبها الإخوان، وتم تحويلها إلى ثورة خاصة بهم، بعد أن نجح مرشدهم فى فرض رئيس لا يفقه شيئًا فى السياسة، ولا يصلح أن يكون عمدة فى كفر أو قرية.
 
نعم كرهنا مبارك الرئيس، أما مبارك القائد العسكرى فجميعنا نحترمه ونقدره، ولو اكتفى مبارك بتاريخه العسكرى لأصبح أعظم قائد للطيران المصرى، وقاهر العدو الصهيونى فى أعظم حرب بين مصر وإسرائيل، وهى حرب أكتوبر العظيمة، لكن منذ أن خلع مبارك البدلة العسكرية وارتدى «بيجامة» الحكم، فقد تبدل حال الرجل بعد أن امتدت سنوات حكمه التى وصلت إلى 30 عامًا، وأصبح نظامه للفساد أبًا وأمًا وأخًا وعائلة وحاشية.. لم يتعلم مبارك الدرس من كل الطغاة الذين كانوا فى يوم من الأيام أبطالًا، وعندما حكموا سقطوا فى بئر الفساد والمحسوبية وإفقار شعوبهم، وحدث هذا بعد الفترة الأولى من حكم مبارك، والتى أعتقد أننا بدأنا حينها نكرهه هو وأسرته.
 
إذن، لا توجد صعوبة فى أن نحدد بالضبط متى كره المصريون حكم حسنى مبارك، وتمنوا زواله.. أعتقد أن أسوأ فترة لحكم مبارك كانت فى السنوات العشر الأخيرة، وهى الفترة التى بدأ فيها حكم الابن «جمال» والأم «سوزان»، وقتها بدأت الأغلبية ترى مبارك بالبدلة الملكى وليس بالبدلة الميرى، وبدأوا يحاسبونه على حكم مصر، وليس على الضربة الجوية، وجميعنا يتذكر كلام ممثل النيابة العامة فى قضية القصور الرئاسية عندما قال بالنص: «إن المتهم الأول مبارك كان يدير الدولة بتعليمات شفوية، وأنفق ملايين الجنيهات من خزانة الدولة على فيلاته وقصوره». وأضاف: «نرجوكم بحق كل أم فقدت وليدها، وكل حريق نشب فى القطارات، وكل دواء فاسد فى البلاد أن تحكموا حكمًا عادلًا للقصاص ممن خانوا الأمانة حتى أصبحت الدولة مرتعًا للفساد، وليكونوا عبرة لغيرهم».. هذا هو الوصف الصحيح لفساد حكم مبارك الذى كان يجب عليه أن يحترم تاريخه العسكرى، ويرحم شعبه، إما بالاستقالة، أو العمل لإقامة حياة سياسية سليمة وبناء وطن، كما بنى جيشًا، لكن لعن الله القصر الذى يغرى من يجلس فيه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة