بمجرد أن تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى خطابه بعيد الشرطة، عن كثرة وقوع الطلاق بالمجتمع المصرى، وإشارته إلى إحصائية الجهاز المركزى للمحاسبات التى توضح أن هناك 40% من المتزوجين ينفصلون بعد خمس سنوات، وذلك لعوامل عدة، بدأ الأزهر الشريف يخطو بإجراءاته نحو الحد من تلك الظاهرة، ومواجهتها، خاصة بعدما طالب الرئيس الأزهر الشريف بأن يبحث إمكانية إصدار قانون بعدم وقوع الطلاق الشفوى، من أجل حماية المجتمع والحد من ظاهرة أطفال الشوارع التى تنتج عن الانفصال بين الزوجين.
برنامج تأهيل الشباب المقبل على الزواج ينطلق 12 فبراير المقبل
وفى تجربة فريدة من نوعها بدأتها دار الإفتاء المصرية منذ الخامس والعشرين من نوفمبر لعام 2014، عندما أطلقت أولى محاضرات البرنامج الأول لتأهيل المقبلين على الزواج، التى أعقبها برنامجان أخريان، تم الإعلان مؤخرا عن موعد البرنامج الرابع، الذى سينطلق فى 12 فبراير القادم، لا سيما أن دار الإفتاء استشعرت ظاهرة الطلاق المنتشرة بين الشباب فى السنوات الأولى مبكراً، لتبدأ فى ذلك البرنامج، حيث أوضح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتى أن الدار تتلقى سنويا 38 ألف وأربعمائة سؤال عن الطلاق، بما يعادل 3200 فتوى شهريا، حيث كشف لـ"اليوم السابع"، أن من حالات الطلاق التى تقع شهريا من الأسئلة التى ترد للدار تتراوح من حالتين إلى ثلاث حالات من بين 3200 سؤال شهريا، وهو الذى جعل الدار تستشعر خطورة الأمر وتلك الظاهرة التى انتشرت فى مجتمعنا المصرى.برنامج تدريبى لتأهيل المقبلين على الزواج
ومن جهته أكد الدكتور عمرو الورادنى، المشرف على البرنامج وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أن دار الإفتاء المصرية أقامت البرنامج التدريبى الأول لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج، فى المدة من 25-11-2014 إلى 1-1-2015؛ وذلك لتدعيم الشباب بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة، وللحد من ظاهرة الطلاق المنتشرة بين الشباب فى السنوات الأولى من الزواج.159 عدد المتدربين بالبرنامج فى بدايته
وأوضح أنه شارك فى البرامج (159) متدرب ومتدربة، أغلبهم من طبقة الشباب التى يتراوح أعمارهم ما بين (22-35) عاما.
وعن أهمية البرنامج أكد الوردانى لـ"اليوم السابع": "يعد أمر الزواج من أهم وأخطر الأمور الشرعية؛ وذلك لخطورة ما يترتب عليه من آثار على كلا الطرفين، الزوج والزوجة، وعلى جميع المحيطين بهم، وعلى المجتمع من بعد ذلك، وكذلك خطورته التى تظهر فى أن الزواج هو الرافد الشرعى الوحيد لإخراج جيل من الأبناء الذين يكونون امتدادا للأجيال السابقة فيما بعد، ولعل خبرة دار الإفتاء المصرية على مدار أكثر من مائة عام من القيام بمهمة الإفتاء الشرعى تؤهلها للوقوف على أهم أسباب تقوية الروابط الأسرية وأهم أسباب انفصامها، وكذلك الوقوف على أسباب ودوافع ما ابتلى به المجتمع من كثرة وقوع الطلاق بين طبقة الشباب لأسباب راجعة فى أغلبها إلى قلة المعرفة وعدم التأهيل المناسب وما ترتب على ذلك من تزايد حالات الطلاق بشكل يهدد استقرار الأسر المصرية وذلك نتيجة لانتشار الأفكار والمفاهيم المغلوطة والمنحرفة المفسدة للزواج والأسرة؛ خاصة مع انتشار التيارات المتشددة وانتشار أفكارها عبر وسائل الإعلام المختلفة ما جعل كثيرا من الأحكام الشرعية والقيم الأخلاقية مشوشا عليه بسبب ما تقوم به تلك التيارات من ضجيج وتشغيب.
دار الإفتاء تضع معايير التأهيل المناسب للشباب
وتابع: "وقد استشعرت دار الإفتاء المصرية خطورة الأمر وقصدت سد الحاجة المجتمعية إلى الإرشاد والتأهيل المناسب إلى شباب المجتمع المقبل على الزواج تحقيقا لمقصد مهم من مقاصد الشرع الشريف وهو بناء الأسرة التى هى أساس المجتمع على قدر من الوعى الصحيح والعلم الرصين".
وعن الهدف العام للبرنامج قال: "تدريب وإرشاد وتأهيل عدد من المقبلين على الزواج على مهارات الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التى يواجهها الزوجان".
إكساب الزوجين مهارات خاصة للتعامل مع مشكلات الحياة الأسرية هدف البرنامج
وأضاف الوردانى، أن من بعض الأهداف التفصيلية للبرنامج حيث يتوقع من المتدرب فى نهاية البرنامج أن يكون قادرا على: إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين، فهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية، الإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية، التعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج.
أما المستهدفون من البرنامج فهم جملة من الشباب المقبلين على الزواج، والمتزوجين، الراغبين فى اكتساب بعض المهارات الخاصة بتحقيق السعادة الزوجية وفق الرؤية الشرعية.
أهمية دور الإرشادات الطبية والنفسية فى تحسين الصحة الإنجابية
وعن بعض موضوعات البرنامج فهى تنقسم بين شرعية وإجتماعية ونفسى وطبى وإرشادات عن الصحة الإنجابية، فبالنسبة للأحكام الشرعية يتم الحديث عن أسس اختيار الزوج والزوجة،والخطبة،و عقد الزواج، وآثار عقد الزواج، وتنظيم الإنجاب.
وبالنسبة للإرشاد النفسى والاجتماعى فيتم الحديث حول تهيئة الزوجين للحياة الزوجية، وتدريب الزوجين على حل الإشكالات الزوجية،وتدريب الزوجين على التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية.
أما بالنسبة للإرشاد الطبى والصحة الإنجابية فتكون موضوعاته عن نصائح عامة للمقبلين على الزواج، وبيان الاضطرابات التى تحدث بعد الزواج،و نصائح متعلقة بالإنجاب وسبل تنظيمه،كما يخصص جزء خاص لديكور المنزل ليساعد على حسن العشرة.
وشارك فى تلك البرامج عدد من الأساتذة كلا فى تخصصه حيث كان يتحدث الراحل الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء،فى البرامج السابقة عن عقد الزواج (أركانه وشروطه)، ومجدى عاشور، أمين الفتوى، والمستشار الأكاديمى لفضيلة المفتى، ويحاضر فى آثار عقد الزواج،و د.عمرو الوردانى،أمين الفتوى، ومدير التدريب بدار الإفتاء، ويحاضر فى قواعد العشرة الحسنة، والدكتورة الطاهرة المغربى، أستاذ مساعد، علم النفس بجامعة القاهرة، وتحاضر فى التأهيل النفسى والاجتماعى، ود.صفاء إسماعيل مرسى السيد، أستاذ مساعد، علم النفس بجامعة القاهرة، وتحاضر فى التأهيل النفسى والاجتماعى، و د. شكرى عبد العظيم، أستاذ النساء والتوليد والعقم، ويحاضر فى الإرشاد الطبى والصحة الإنجابية، ورشا الجمل، خبيرة التنمية البشرية، وتحاضر فى أنماط الشخصية وتأثيرها على الأسرة.
ومن ناحية أخرى علم "اليوم السابع"، أن الأزهر يدرس فى الوقت الحالى قراراً يلزم المقبلين على الزواج بضرورة الحصول على تلك البرامج التأهيلية، مثلها مثل الشهادة الصحية فلا يتم الزواج إلا بعد اجتيازه، وسيتم رفعه إلى الجهات المختصة لكى يصدر، حيث تعقد هيئة كبار العلماء اجتماعاً طارئاً الأسبوع المقبل لمناقشة الطلاق الشفوى، حيث طالب أعضاء هيئة كبار العلماء الخميس الماضى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بعقد اجتماع طارئ للهيئة لمناقشة التقرير النهائى بشأن الطلاق الشفهى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة