"ممنوع يا بيه.. ممنوع التصوير.. بتعملوا لنا مشاكل".. "مشاكل إيه وليه؟".. هكذا يبدأ الحوار وينتهى حينما يلمحك أحد العاملين فى منطقة سور الأزبكية، داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب، سور الأزبكية ولمن لا يعرفه فمن المفترض أنه متخصص فى بيع الكتب المستعلمة، أو تلك التى يصعب إيجادها فى المكتبات، فتجد منها نسخًا مستعملة لديهم، ولكن فى السنوات الأخيرة، أصبح سور الأزبكية منافسًا أساسيًا ويمكن وصفه بـ"الشرس" أمام دور النشر المصرية، بل والعربية أيضًا.
فما أن تصدر رواية أو كتاب لمؤلف لديه شعبية من القراء، إلا وتجد كتابه فى خلال أيام قليلة على الأرصفة، ومع اقتراب انطلاق كل دوره من معرض القاهرة الدولى للكتاب، يعلن اتحاد الناشرين المصريين، والهيئة المصرية العامة للكتاب، عن اتخاذ إجراءات صارمة مثل غلق الجناح، وحرمان من يثبت أن لديه كتبًا مزورة أو تم تصويرها من النسخ الأصلية، وعلى الرغم من ذلك، ففى كل دورة يستمر مسلسل تصوير الكتب المصرية والعربية، ويتم بيعها، ويستمر مسلسل غلق الأجنحة فى سور الأزبكية.
وفى ظل ما تعانيه صناعة النشر فى مصر، سواءً قبل أو بعد قرار تعويم الجنيه المصرى، يصرخ اتحاد الناشرين المصريين والعرب مطالباً بتوقيع أقصى العقوبات على من يقوم بتصوير الكتب، وقبل انطلاق الدورة الـ48 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، هذا العام، والذى تحل المملكة المغربية ضيف شرف عليه، فقد أعلن اتحاد الناشرين المصريين عن عدد من الإجراءات الصارمة، ولكن هيهات، فما أن تصل إلى جناح سور الأزبكية يمكن أن تجد كماً هائلاً من الكتب المصورة، بين الكتب المعروضة أو أسفل فرشات الكتب.
ومع بداية الدورة الـ48 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، رصدت كاميرا "اليوم السابع" عددًا من الكتب التى صدرت عن دور نشر مصرية والأجنبية، وكانت السمة الغالبة على الأعمال التى تم تصويرها وتعرض فى جناح سور الأزبكية أنها صدرت لدور نشر حديثة العهد، مثل كتاب "الورقة" لرسام الكاريكاتير إسلام جاويش، والذى يتم عرضه بشكل لافت ومثير للتساؤل: ألا يخشى العاملون فى سور الأزبكية من رقابة المصنفات؟.
وجه آخر يبرز تحدى سور الأزبكية لمحاربة قرصنة الكتب وتصويرها وبيعها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، يتمثل فى قيام عدد من الأجنبة بعرض نسخ كبيرة من الروايات الأجنبية، والتى تم تحويل أبرزها إلى أفلام تم عرضها مؤخرًا فى قاعات السينما، مثل رواية "me befor you"، وغير ذلك من الكتب الشهيرة، مثل السير الذاتية، ومن بينها الكتب الصادر حول "ستيف جوبو" مؤسس شركة آبل العالمية، كل هذا يضعنا أمام وجه ربما هو ليس بجديد عن قرصنة الكتب، ولكنه يبرز كيفية تعامل سور الأزبكية مع آليات مواجهة القرصنة، فبدلاً من قيامه بقرصنة إصدارات كبرى دور النشر، لجأ إلى تقديم الأعمال التى لن يتقدم أصحابها بشكوى إلى إدارة المعرض لإغلاق الأجنجة المزورة، ومن هنا نسأل: هل مواجهة القرصنة مشروطة بقيام الناشر بالإبلاغ عن الضرر؟، أم أننا نواجه القرصنة لنحافظ على اسم وسمعة معرض القاهرة الدولى للكتاب؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة