أكرم القصاص

سيد حجاب.. دراما بصمة الشاعر

الجمعة، 27 يناير 2017 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيد حجاب.. آخر عنقود الشعراء الكبار، البنائين صناع البهجة والحكمة.. وأحد أهم من صنعوا مقدمات وأغانى تترات - مقدمات ونهايات - المسلسلات العظيمة، وبالطبع عبدالرحمن الأبنودى.
 
قبلها لم يكن يلتفت أحد وربما ينتظر لتمر المقدمة، ويبدأ المسلسل، لكن مع سيد حجاب كان هناك فرق، تتر المقدمة والختام، دراما، ترتبط بالعمل، لكنها فى حد ذاتها فيلم دراما تمثل لوحة فنية، حكمة وشجن وحزن وفرح وأمل.
 
ربما يكون تتر مسلسل الأيام، بدايات هذا الإبداع لكن التقاء سيد حجاب مع العبقرى المبدع أسامة أنور عكاشة أنتج أهم وأشهر التترات. من الشهد والدموع، وليالى الحلمية، وأرابيسك وغيرها.
 
كل تتر من تأليف سيد حجاب، هو شعر وأغنية وحكمة، ليست مجرد «تحلية» للعمل، ويا حبذا لو امتزجت مع ألحان عمار الشريعى، وصوت على الحجار أو محمد الحلو.. نحن أمام ملاحم شعرية وغنائية.
 
مثلما كان أسامة أنور عكاشة هو من نقل الرواية، من الورق إلى شاشة التليفزيون، وقدم الرواية التليفزيونية، فقد كان مع سيد حجاب ثنائيا عبقريا.
 
كل تتر شعرى لسيد حجاب علامة لا تخطئها العين، منذ الشهد والدموع حيث يلخص فى المقدمة للصراع الأبدى بين الخير والشر والطمع «تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب/ كلنا بنجرى ورا نفس السراب/ كلنا من أم واحدة.. أب واحد.. دم واحد/ بس حاسِّين باغتراب».
 
وفى النهاية «نفس الشموس بتبوس على روسنا/ نفس التراب يحضن خطاوينا/ طب ليه بنجرى ونهرى فى نفوسنا/ وليه نعيش ناكل فى بعضينا».
 
فى كل «تتر» هناك بصمة «الحامض النووى الشعرى» يضعه سيد حجاب ليفتح عالما من التفاصيل، ويثير الخيالات بالشجن والحنين والفرح والأمل. من «ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء»، وحتى «ومنين بيجى الشجن.. من اختلاف الزمن».. أو فى أرابيسك «إن درت ضهرك للزمن يتركك/ لكن سنابك مهرته تفركك/ وإن درت وشك للحياة تسبكك/ والخير يجيك بالكوم وهمك يهون».
 
سيد حجاب أيضا ترك بصمته الشعرية فى مقدمة الدستور، موقع مصر من التاريخ والحضارة.
المفارقة أن الشاعر الكبير سيد حجاب لم يترك الكثير من الدواوين المطبوعة، على العكس من عبدالرحمن الأبنودى، وأحمد فؤاد نجم، لكن ترك ملامحه على أغنيات وتترات، كل منها لوحة ودراما وحكمة، مثلما بقيت دراما أسامة أنور عكاشة روايات مرئية يستعيدها الناس عبر الأجيال، وتبقى روح سيد حجاب.. و«بكرة تفرج مهما ضاقت علينا».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة