دائمًا ما يكون خبر إنجاب طفل أمرًا مبهجًا ولكن فى بعض الحالات لا يكون كذلك، عندما تواجه الأسرة حقيقة ولادة طفل بعيب خلقى يجعله مشوهًا أو مريضًا بمرض خطير مثل الثقب فى القلب، ولكن الأطباء حاولوا حل هذه الأمور بإيجاد طرق جراحية مختلفة بحسب كل حالة، وكذلك وضع أيديهم على الأسباب التى تكمن وراء ولادة طفل بعيوب خلقية لتحديد طرق الوقاية منها، ومن هذا المنطلق نقدم لك كل ما يخص العيوب الخلقية بأنواعها ونسب انتشارها وسط المواليد.
أسباب حدوث العيوب الخلقية للأطفال
قالت الدكتورة نهى أبو الوفا، استشارى أمراض الأطفال بطب قصر العينى، إن أسباب ولادة طفل بعيب خلقى كثيرة، ويعد 50% منها وراثى وإن كانت فى بعض الأحيان لا تظهر على الوالدين ولكن يحملها فى جيناته، كما يؤدى لها زواج الأقارب الذى يحدث خاصة فى القرى والأرياف ويتسبب فى زيادة انتشار هذه العيوب الخلقية.
وأضافت أبو الوفا، أن تعرض الأم لمرض أو عدوى خلال الحمل مثل الزهرى والحصبة والألمانية وبكتيريا القطط من ضمن الأسباب أيضا وذلك فضلا عن إصابتها بمرض مزمن مثل السكر خلال الحمل، لأن كل هذه العوامل تؤثر على دورة الجنين الطبيعية داخل رحم الأم.
شفة أرنبية
فيما أوضحت استشارى أمراض الأطفال، أن هناك بعض الأدوية التى تؤثر على تكوين الجنين إذا تناولتها المرأة خلال حملها وعلى رأسها أدوية الصرع، وكذلك عندما تتعرض لارتفاع فى حرارة الجسم لأزيد من 39 درجة مئوية لأن ذلك من الممكن أن يتسبب فى تشوهات بالأنبوب العصبى.
وحذرت أبو الوفا من التعرض للأشعة خلال فترة الحمل، مؤكدة أنه تحدث لكثير من السيدات التى لا تعلم عن حملها فى الشهور الثلاثة الأولى ويعود ذلك بالضرر الشديد على الجنين الذى يؤدى فى النهاية لولادته بتشوهات خلقية.
أنواع العيوب الخلقية ونسبتها فى المواليد
جاء عن منظمة الصحة العالمية أن عيوب الفم الخلقية مثل "فلح الشفة الحنك" أو ما نطلق عليه الشفة الأرنبية، تحدث لواحد من كل 500 إلى 700 وليد جديد تقريبًا، وتكون على شكل شفة غريبة بها انشقاق أو تشوه عادة ما يكون مصحوبًا بشق.
وفى هذا الصدد قال الدكتور مجدى لولح، أستاذ طب وجراحة الأطفال بكلية الطب جامعة المنوفية، عضو جمعية جراحى الأطفال المصرية، إن معدلات العيوب الخلقية فى مصر تخضع للإحصائيات العالمية فلم تختلف عنها إلا فى عيوب الخصيتين الخلقية التى تزيد بدرجات بسيطة فى مصر، مضيفًا أنه يوجد طفل من بين كل 30 طفلاً يولدون بعيوب خلقية تحتاج لتدخل جراحى.
طفل بعيب خلقى فى الرأس
وأشار لولح إلى أبرز هذه العيوب ونسبتها بين المواليد، والتى جاء على رأسها الخصية المعلقة، التى لم تنزل إلى المكان المخصص لها في داخل الكيس الجلدي خلف القضيب ويحدث لـ 2% إلى 8% من الأطفال، وفى نفس النسبة الفتك الأربى والذى يمثل إجمالى الفتوق بجدار البطن الأمامي، مؤكدًا أن هذه النسبة عالية ويكون التدخل الجراحى فيها بعد شهرين من الولادة.
وأوضح عضو جمعية جراحى الأطفال المصرية، أن عيوب الجهاز الهضمى مع تعدد أسبابه من انسداد معوى وغيره يولد بيه من 10 إلى 20 طفل كل 3000، وهناك أيضًا عيوب مجرى البول التى تكون بنسبة 3 فى الألف ويمكن إجرائها بعد سنة من الولادة على الأقل.
ونوه أستاذ جراحة الأطفال، بأن ثقب القلب لا يمثل نسبة إصابة إلا فى 1 من كل 3 آلاف طفل، مضيفًا أن حالات عيوب القلب والجهاز الهضمى تحتاج لتدخل جراحى عاجل مع ولادة الطفل لإنقاذ حياته.
الحالة النفسية للأسرة عند ولادة طفل بعيب خلقى
يقول الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن أول خطوات التعامل مع أى مشكلة هى الخروج من الصدمة التى تنتاب الشخص أثر حدوثها ثم تقبلها وبدء التعامل معها وهذا هو الحال مع ولادة الأم لطفل بعيب خلقى، ولكن الكثير لا يتمكن من تخطى مرحلة الصدمة ما يتسبب فى حالة من الاكتئاب التفاعلى والكره للطفل فى بعض الحالات.
وأضاف فرويز أن الاكتئاب التفاعلى هو الذى يلتزم بوضع معين، ويكون فى حالة الأم ملازم لإعاقة ابنها أو ابنتها حتى التعامل مع هذا العيب وعلاجه، لذلك يكون الحل فى وعى الأم بطبيعة العيب والإسراع لطبيب جراحة أطفال من أجل معالجته، إن كان يؤثر على شكل الطفل أو معرفة حالته الطبية إذا كان مصابًا بعيب فى القلب أو الجهاز الهضمى حرصًا على سلامته.
وأشار فرويز إلى حالة واجهها بنفسه لأم أنجبت طفلة بعيب خلقى فى أيديها، فأصابت باكتئاب تفاعلى ولم تتقبل طفلتها نهائيًا ما أثر عليها تمامًا وجعلها تكن كرهًا شديدًا لابنتها وهو الأمر الذى جعل أشقاءها هم من يتولون رعايتها وكلما رأت الطفلة تطلب إبعادها عنها وتقول "أبعدوها عنى دى عفريتة"، مضيفًا أن هذه الحالة حدثت للأم بسبب عدم توجهها لإيجاد حل جراحى لعيب الطفلة وعدم دعم زوجها لها والاهتمام بها فى ذلك الوقت ما أدى إلى إصابتها بحالة اكتئاب تفاعلى ورفض للواقع المحيط بها.
خطوات للحصول على طفل سليم
ويمكن مقاومة حدوث مثل هذه العيوب الخلقية، بحسب ما ذكره موقع "wikihow" من خلال عدد من الخطوات التى تضمن:
1- التوقف عن التدخين لأنه يمثل خطرا كبيرا على الجنين، ونقصا شديدا فى وزنه، وكذلك عيوب خلقية من ضمنها الشفة الأرنبية وقد تؤدى للأجهاض أيضًا.
2- ابتعدى عن التعرض للسموم البيئية خلال فترة الحمل، لأنها تؤدى للعيوب الخلقية، خاصة التى تكون فى استنشاق مواد الرسم أو الدهان أو الأعمال الزراعية أو المياه الملوثة، وتضمن لائحة الممنوعات أيضًا المبيدات سواء المبيدات الحشرية أو العشبية أو الفطريات، وكذلك مزيل طلاء الأظافر.
3- خططى لحملك من قبل أن يحدث، يجب عليك أن تتأهلى لهذه الخطوة منذ البداية وتلاحظى حملك لأن العيوب الخلقية تحدث غالبًا خلال الفترة الأولى لذلك استعدى صحيًا جيدًا لتكوين الجنين بشكل صحيح وعدم وقوعك فى الأخطاء التى تؤدى لمثل هذه الاضطرابات دون وعى منك.
4- تناولى حمض الفوليك فأنه مفيد جدًا وعامل وقاية رئيسى، فعلى الأقل تأخذى جرعة 400 ميكروجرام منه يوميًا، ويجب عليكي أن تبدئى ذلك قبل الحمل بثلاث أشهر واستمرى عليه خاصة خلال الفترة الأولى من حملك.
ويمكنك الحصول عليه كعقاقير أو من خلال النظام الغذائى فهناك بعض الأطعمة الغنية به مثل السبانخ والفول والبرتقال.
5- متابعة الطبيب خلال الحمل باستمرار وتعريفه على تاريخك العائلى مع المرض حتى يأخذ فى الاعتبار كل الاحتياطات لولادة طفل سليم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة