أمر ترامب بشأن اللاجئين يبدد آمال عراقيين ساعدوا أمريكا

السبت، 28 يناير 2017 09:19 ص
أمر ترامب بشأن اللاجئين يبدد آمال عراقيين ساعدوا أمريكا الرئيس الامريكى دونالد ترامب بعد توقيعه على مسودة الامر التنفيذى فى البنتاجون - رويترز
نيويورك (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يخشى عراقيون يقولون إن أرواحهم معرضة للخطر لأنهم عملوا مع الحكومة الأمريكية فى العراق أن تكون فرصهم فى إيجاد ملجأ فى الولايات المتحدة قد تلاشت فى ظل أمر تنفيذى جديد وقعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يوم الجمعة.

 

ويعلق الأمر مؤقتا برنامج الولايات المتحدة الرئيسى للاجئين ويوقف إصدار التأشيرات لمواطنين من سبع دول يغلب على سكانها المسلمون من بينها العراق. ومن المتوقع أن يؤثر الأمر على برنامجين وضعهما النواب الأمريكيون بعد سنوات قليلة من الغزو الأمريكى للعراق فى 2003 لمساعدة عشرات الآلاف من العراقيين الذين خاطروا بأرواحهم لمساعدة الأمريكيين.

 

ويقول ترامب إن الأمر ضرورى لمنع الإسلاميين المتشددين من دخول الولايات المتحدة كلاجئين لكن جماعات مدافعة عن اللاجئين تقول إن عملية فحص طلبات اللجوء المطولة التى تقوم بها وكالات أمريكية عديدة تجعل هذا الخوف لا أساس له.

 

وتبدد أمل العراقيين الذين يرغبون فى اللجوء إلى الولايات المتحدة فى إطار برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة للعراقيين والذى توقف عن قبول طلبات جديدة فى 2014 أو برنامج الدخول المباشر للعراقيين المنتسبين للولايات المتحدة.

 

وقال رجل من بغداد سبق وأن عملت زوجته محاسبة لدى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "السيد ترامب الرئيس الجديد قتل أحلامنا".

 

وتحدث الرجل فى مقابلة عبر الهاتف وطلب عدم نشر اسمه خوفا من انتقام جماعات سنية وشيعية متشددة فى العراق وأيضا خشية المعاملة السيئة من قبل إدارة ترامب "ليس لدى أى أمل فى الذهاب إلى الولايات المتحدة".

 

وتشير أرقام وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن ما يربو على سبعة آلاف عراقى عمل كثير منهم كمترجمين للجيش الأمريكى أعيد توطينهم فى الولايات المتحدة بموجب برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة منذ عام 2008 بينما لا تزال عملية فحص نحو 500 جارية.

 

ويقول مشروع المساعدة الدولية للاجئين إن 58 ألف عراقى آخرين ينتظرون إجراء المقابلات بموجب برنامج الدخول المباشر. وقد وصل عشرات الآلاف بالفعل بموجب البرنامج الثانى لكن الأرقام الإجمالية غير متاحة.

 

وقال ألين فوت وهو كابتن سابق بالجيش الأمريكى ذهب إلى الفلوجة فى غرب العراق عام 2003 فى مقابلة عبر الهاتف "كثير من المترجمين حاولوا الفرار سريعا من هناك لأنهم عملوا مع القوات الأمريكية... ينظر إليهم كمتعاونين (مع المحتل)."

 

وعبر فوت عن قلقه من أن يعرض الأمر التنفيذى القوات الأمريكية للخطر لأنه سيصعب من الحصول على دعم محلى فى مناطق الحروب وهو اعتقاد رددته جماعات تعمل لصالح موظفين عراقيين يعملون لدى الولايات المتحدة.

 

وأثناء وجوده فى العراق قام فوت بتشغيل خمسة مترجمين عراقيين كانوا يحصلون فى بادئ الأمر على خمسة دولارات أسبوعيا ويسافرون مع القوات دون أسلحة أو دروع فى بعض الأحيان. وساعد فوت اثنين من المترجمين على القدوم إلى الولايات المتحدة كلاجئين مع أسرهما وفى البداية استضافهم بمنزله فى دالاس بولاية تكساس. وقال إن اثنين آخرين أعدما على أيدى جماعات مسلحة.

 

ولا يزال الخامس غارقا فى عملية فحص اللاجئين التى يمكن أن تستغرق شهورا أو سنوات حتى بعد المقابلة الأولية. وكان فوت يتوقع أن يستقبله فى منزله أيضا هذا العام قبل أن يرى مسودة أمر ترامب التنفيذى.

 

وقال فوت "هذا الأمر التنفيذى يستند إلى الجهل والخوف... لا يمكنك أن تقود دولة بالجهل والخوف".

 

 عراقيون تقطعت بهم السبل

 

فى بغداد تذكر عراقى ينتظر الحصول على تأشيرة جنودا أمريكيين وهم يهزأون من مخاوفه ويقولون إن الولايات المتحدة ما هى إلا ديمقراطية كبيرة جدا من الصعب أن تتغير "بقرار شخص واحد مثل ترامب". لكنه يتساءل الآن هل كان الجنود على صواب.

 

كان مسئول فى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد شجع أسرته عام 2013 على التقدم بطلبات لجوء بموجب برنامج الدخول المباشر. وهو يتابع كل أسبوع أو نحو ذلك لمعرفة أى تطور لكنه لا يزال ينتظر تحديد موعد فى القنصلية الأمريكية للمقابلة اللازمة.

 

وفى نفس العام الذى تقدم فيه بالطلب تعرض لإطلاق النار فى الرأس بينما كان يقود سيارته إلى العمل وظل فى المستشفى لمدة شهر وفقد فى الحادث القدرة على السمع بإحدى أذنيه. وربط ذلك بالتهديدات التى كانت تأتى عادة فى رسائل نصية على هاتفه المحمول من قبل إسلاميين متشددين غاضبين من عمل زوجته فى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

 

ولا يزال آخرون فى العراق يتشبثون بأمل الخروج من البلاد فى نهاية المطاف.

 

وتذكر عراقى -عمل مع متعاقد دفاعى أمريكى وبعد ذلك مع القوات الأمريكية كضابط متوسط الرتبة فى الجيش العراقى- كيف كانت سعادته عندما تلقى مكالمة هاتفية قبل بضعة أسابيع تبلغه بتحديد موعد له ولأسرته فى القنصلية الأمريكية بعد الانتظار عامين والتقدم بأربعة طلبات.

 

وأعرب عن أمله فى إجراء المقابلة فى منتصف فبراير معتقدا أن المسئولين الأمريكيين سيهتمون بأمر التهديدات التى تلقتها أسرته. لم يكن على علم بأن وزارة الأمن الداخلى الأمريكية أوقفت مؤقتا يوم الأربعاء رحلات الموظفين الذين يقومون بعمل مقابلات المتقدمين.

 

وقال لرويترز عبر الهاتف من بغداد طالبا عدم نشر اسمه "أعتقد أن السياسة هكذا. أشياء تسمعها فى نشرات الأخبار... لا أعتقد أنهم سيمنعون العراقيين من القدوم إلى أمريكا."










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة