بعد ساعات من توقيع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لمرسوم قرار يقتصى بمنع الرعايا الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 3 أشهر، رد الرئيس الإيرانى حسن روحانى اليوم، السبت، بانتقاد قرارات الرئيس الأمريكى لاسيما قرار تشيد جدار على حدود المكسيك، وأثار قرار ترامب الأخير امتعاض الدوائر السياسية فى إيران، رغم أن هذا البلد لا تقيم مع الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية منذ أكثر من 37 عاما، لكن نحو مليون إيرانى يقيمون فى الولايات المتحدة، ويشكلون أكبر جالية إيرانية فى الخارج، كما يتوجه العديد من الإيرانيين إلى الولايات المتحدة سنويا لزيارة أقاربهم.
قلق فى الداخل على مصير الاتفاق النووى
وتنوعت رود أفعال المحللين الإيرانيين بين القلق من القرار على مصير الاتفاق النووى، ومهاجمة الولايات المتحدة، وفى صحيفة "جهان صنعت" أعرب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية صلاح الدين هرسنى، عن قلقه تجاه قرارات الرئيس الأمريكى، وقال فى مقاله بالصحيفة "ينبغى علينا أن ننتظر ماذا سيحدث للاتفاق النووى أيضا، نظرا لما نعرفه وسمعناه من ترامب وما نشاهده منه هذه الأيام، مضيفا أن شخصية ترامب تدل على أنه من الممكن أن يقوم بأى عمل خطير، لذا فأن مخاوفنا على الاتفاق النووى لا يمكن أن تكون بلا داعى".
وفى صحيفة "ايران" المستقلة، اعتبر المحلل السياسى الإيرانى فريدون مجلسى، أن قرار ترامب بمنع دخول المسلمين والإيرانيين إلى بلاده خطوة سياسية لتحذير وترهيب المسلمين. كما اعتبر المحلل أن القيود التى فرضها ترامب على مواطنى الدول، لن يكون لها نتيجة سوى عزل الولايات المتحدة الأمريكية على الصعيد الدولى، معتبرا أن قراراته بلا هدف وستكون سببا فى عدم تحقق شعاره بعودة أمريكا إلى عهد القوى العظمى.
وفى صحيفة "جوان" المتشددة قال يد الله جوانى، إن ترامب رفع خلال الدعاية الانتخابية شعار إعادة أمريكا إلى مكانة القوى العظمى، مضيفا أن الظروف الداخلية لأمريكا تشير إلى أنها امبراطورية منهارة وقوة يأفل نجمها، مع الأخذ فى الاعتبار مديوناتها التى تقدر بـ 20 تريليون دولار، فضلا عن فشل استراتيجيتها فى أنحاء العالم خاصة فى منطقة غرب أسيا على حد تعبيره.
وقال الكاتب إنه مقابل الضعف الذى تعيشه أمريكا اليوم، فأن إيران - باعتراف المراقبين والخبراء فى المجال السياسى والعلاقات الدولية-، تحولت إلى قوى مؤثرة وحاسمة فى منطقة غرب أسيا الاستراتيجية، من خلال تخطيها للعقبات وتغلبها على كافة المؤامرات والضغوط وفقا للمحلل الإيرانى.
وزعم المحلل الإيرانى أن نمو قوة الجمهورية الإسلامية لن يكون له نتيجة سوى تراجع القوة الأمريكية، مشيرا إلى أن زيادة النفوذ الاستراتيجى لإيران فى المنطقة عبر تعزيز جبهة المقاومة وموجة الصحوة الإسلامية، سينتج عنه خفض النفوذ الأمريكى على حد وصفه.
روحانى ينتقد ترامب
من جانبه أعلن الرئيس الإيرانى حسن روحانى، اليوم السبت، أن زمن بناء الجدران بين الدول "انقضى"، فى انتقاد ضمنى لنظيره الأمريكى دونالد ترامب من دون أن يسميه، إلا أن روحانى لم يعلق مباشرة على قرار ترامب منع دخول رعايا دول إسلامية من بينها إيران إلى الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أشهر.
الرئيس الايرانى يرد على قرار ترامب
وقال روحانى فى كلمة بثها التلفزيون الرسمى "لم نعد اليوم فى عصر بناء الجدران بين الدول. لقد نسى (المسئولون الأمريكيون) أن جدار برلين سقط قبل بضع سنوات". وأضاف "علينا إزالة الجدران بين الشعوب. لم يعد العالم اليوم مكانا لتوسيع الهوة بين الأمم".
روحانى ينتقد ترامب
وأكد روحانى الذى أدلى بكلمته خلال مؤتمر دولى حول السياحة أن إيران ومنذ توقيعها الاتفاق النووى مع القوى العظمى فى يوليو 2015 "فتحت أبوابها أمام السياح الأجانب".
ممثلة إيرانية تقاطع أوسكار
فيما أعلنت الممثلة الإيرانية ترانه عليدوستى بطلة فيلم "الزبون" المرشح لجوائر الأوسكار الخميس أنها ستقاطع حفل توزيع الجوائز المقرر فى فبراير المقبل فى هوليوود، قبل أن يوقع الرئيس الأمريكى مرسومه.
ترامه عليدوستى
وكتبت على موقع تويتر أن قرار "ترامب حظر التأشيرات للإيرانيين هو (إجراء) عنصرى. سواء كان ينطبق على حدث ثقافى أو لا، لن أحضر حفل توزيع جوائز الأوسكار فى 2017 احتجاجا".
ويقول أحد سكان طهران لوكالة الأنباء الفرنسية محسن نجارى (33 عاما)، إن "الأمريكيين أنفسهم هم مهاجرون فى غالبيتهم"، مضيفا أن "تسمية بعض البلدان عبر وصفها بأنها إرهابية غير منطقى".
وأكدت سيما (27 عاما) أن قرار الرئيس الأمريكى "لا علاقة له بالإرهاب"، مضيفة "تربط الولايات المتحدة علاقات جيدة بالسعودية وهى لا تأبه بمعرفة عدد الإرهابيين الذين يأتون" من هذا البلد، خصم إيران فى المنطقة.
كما انتقدت المراجع الدينية قرارات ترامب ونصح خطيب جمعة طهران آية الله محمد على موحدى كرمانى، أمس الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، عدم تكرار الأخطاء السابقة التى ارتكبها رؤساء الإدارة الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة