ذاقت الطبقة المتوسطة مرارة الرقص على السلالم حين دفعت الفاتورة الأكبر فى عملية الإصلاح الاقتصادى، ووجدت نفسها محاصرة بين الغلاء وسعة صدر الحكومة مع كارتيلات التجار، وإذا استثنينا هؤلاء، الذين يجعلون أدراج مكاتبهم صناديق للنذور، فليس أمامنا سوى أن نعيد النظر فى أنماطنا الاستهلاكية، وأن نسأل أمهاتنا وجداتنا: كيف كانت الأسر تعيش دون تناول اللحوم يوميًا، والتجارب الشخصية لكل واحد منا بها ما يكفى من حكايات الحنين لوجبة دسمة «ترم العظم»، قد تعتبر ما أقوله يتجاهل فشل السياسات، حسنًا سأذكرك بأنه لا فرق، فالسياسيون يبيعون لك الوهم مقابل صوتك الانتخابى، والجزارون يبيعون لك كيلو اللحم بـ120 جنيهًا، وكلاهما يرفع الكوليسترول ثم تتركهما فى دورة المياه.