جلسات مؤتمر الشباب فى أسوان وحضور الرئيس السيسى وجولاته فى المدينة، تكشف أن الصعيد بمدنه ومحافظاته كان فى انتظار تلك الزيارة المهمة والمؤتمر الذى جاء اختيار مكانه بذكاء كبير.
الاستماع إلى هموم وقضايا ومشاكل أهالى الصعيد، وتفاعل الشباب المصرى فى الجنوب، وطرحه لما يدور داخله بكل جرأة وصراحة يقرب المسافات ويردم الهوة بين الشباب ومؤسسات الدولة، فالرئيس يجلس ويستمع والحكومة وكبار المسؤوليين حاضرون، والكلام صريح جدا، والردود واضحة وفى حضرة رأس الدولة، الشاب الذى وقف بكل جرأة ليوجه انتقاده لمحافظ أسوان بسبب مصرف كيما والنظافة التى لا تزور المدينة إلا مع الزيارات الرسمية لخص المشهد كاملا.. وحقق الهدف من المؤتمر، وهذا هو المطلوب، أن يتحدث الجميع بحرية تامة بعد فترات طويلة من صم الآذان والتجاهل، وأن يتفاعل المسؤول معهم، والنتيجة فى النهاية أن تستعيد الدولة بعضا من الثقة المفقودة مع مواطنيها، وأن تتخلص تدريجيا من ميراث التشكيك فى خطواتها وإجراءتها ومشروعاتها.. وكلامها.
أستطيع القول بأن مؤتمر أسوان سيبقى واحدا من أهم المؤتمرات التى عقدت فى الصعيد طوال عقود طويلة، فالمشاكل باتت معروفة الآن، والشباب هناك وجد الرئيس والحكومة آذانا صاغية لهم وما يتم عرضه من حلول ومشروعات ليست وعودا أو أحلاما، بل واقعا ملموسا على الأرض.
الصعيد بمحافظاته السبعة على خارطة الاهتمام، لأنه الحل لكل مشاكل مصر بسبب موارده الغنية وتنوع مصادرها فى الصناعة والزراعة والسياحة، فثلاثة أرباع موارد مصر تسكن فى الصعيد، ومن العيب أن نجد أعلى نسب للفقر والبطالة فى قرى ومدن الصعيد مقارنة مع الريف والحضر فى الوجه البحرى، فقرى الصعيد تستحوذ على حوالى %56.7 من الفقر، ومدنها على %27.4، والبطالة تصل إلى أكثر من %20 فى بعض محافظاته، ولذلك أصبح طاردا للسكان الذين نزحوا نحو العاصمة حتى تحولت القاهرة والمدن الكبرى إلى مدن ريفية أيضا.
المشروعات الحالية فى الصعيد وفى كل الاتجاهات ومنها مشروعات الحماية الاجتماعية وتنمية القرى الفقيرة وتكافل وكرامة وتشغيل المرأة، هى خط الدفاع الأول ضد التطرف والإرهاب وسد الثغرات أمام «أهل الشر والفتن»، وقبل كل ذلك تنمية شاملة ومستدامة ليس للصعيد وأهله فقط، ولكن لمصر ولكل المصريين.